سامر الحسيني – السفير
فضح اليوم الطويل للحملة الوطنية لحماية مجرى نهر الليطاني في البقاع تبديد الأموال والهبات في دراسات وخطط استنزفت عشرات لا بل مئات ملايين الدولارات وكان يمكن أن يتم من خلالها تنظيف عشرين نهرا كالليطاني لا نهرا واحدا.
فضح هذا اليوم إهمال الدولة، وهو إهمال يتجلى بأشكال متعددة اقلها عدم المبادرة إلى تشغيل محطة تكرير المياه المبتذلة في زحلة التي تنتظر منذ سنتين إمدادها بالطاقة الكهربائية لتشغيلها وتكرير 36 ألف متر مكعب من المياه الملوثة في اليوم الواحد.
وإذا كانت المحطة تحتاج إلى مولدَين، إلا أن تقاعس الدولة في شرائهما أثار استغراب السفير الإيطالي الذي مولت دولته تشييد المحطة بكلفة 30 مليون دولار، بحسب ما نقل عنه رئيس بلدية زحلة – معلقة – تعنايل المهندس اسعد زغيب.
وفيما كان منتظرا من الدولة أن تكون العين الساهرة على نظافة النهر، تحوّلت إلى شريك في تلويثه من خلال تغاضيها عن معاقبة المخلين تارة، وأخرى من خلال وضع مصبات الصرف الصحي في مجراه.
تبدأ الفصول من نبع العلاق عند بدايات مجرى الليطاني وقد تحوّل من نبع تفيض مياهه على مدار السنة إلى مجرد بركة صغيرة تحتوي على كميات قليلة من المياه، لكن المؤسف هو أن الجزء الأكبر هو للنفايات الصلبة التي حولت النبع إلى ما يشبه المستوعب الكبير للنفايات.
من نبع العلاق انطلقت الحملة إلى «الشهيدة» برالياس التي يتفاقم التلوث في محيطها بفعل تلاقي مجارٍ عدة للأنهر في نطاقها العقاري.
عند جسر الليطاني في برالياس تجمع المئات مناشدين الاسراع في رفع التلوث الذي هجرهم من منازلهم وقتل بعضهم.
بعد برالياس وصلت الحملة إلى تمنين التحتا الى مكان لا يبعد كثيرا عن موقع مفترض لمحطة تكرير للصرف الصحي يتم التداول به منذ أكثر من عشر سنوات. هنا أعاد وزير الصناعة حسين الحاج حسن التأكيد على دور وزارة الصناعة في الحد من تلويث النهر».
وإذ أوضح أن «الوزارة فتحت أبوابها ومدت يدها لمساعدة المصانع والمعامل التي تلوث من اجل الحد من هذا الأمر»، شدد على أن «التلكؤ سيؤدي الى إقفال المصنع الملوث وحتى الفئة الأولى، خصوصا إذا لم تعمد هذه المصانع الى الالتزام بالمعايير البيئية السليمة».
من جهته، تحدث النائب علي المقداد عن انجاز حققه نواب البقاع من خلال اقرار مشروع قانون لرفع التلوث وتنظيف مجرى نهر الليطاني بقيمة 780 مليون دولار .
اما مدير عام مصلحة الابحاث العلمية الزراعية ميشال افرام فأشار الى أن كل المجاري المائية في لبنان والبرك والآبار ملوثة بمياه الصرف الصحي. وكرر التحذير من وجود معادن ثقيلة وملوثات كيميائية وجرثومية على طول المجاري المائية في لبنان.
وبعد جولة بقاعية لوزير البيئة محمد المشنوق قال من بلدة المرج: «رأيت لافتة تقول «الليطاني يقتلنا»، لا. الليطاني لا يقتلنا، بل هو مصدر حياة والتلوث نحن من يقوم به ونقتل الليطاني وهذا مرفوض، ولا يجوز لنا كمواطنين أن نرضى بأن يتحول أطول نهر لدينا الى مجرور أسود يسير حاملاً كل الامراض والأوبئة».
والتقت الحملة بقاعا وجنوبا في بحيرة القرعون، فيما اختتم اليوم الطويل للحملة الوطنية بقاعا ببشارة أطلقها رئيس بلدية زحلة – معلقة اسعد زغيب من محطة تكرير المياه المبتذلة في زحلة، إذ إنه توقع أن تدير المحطة محركاتها نهاية هذه السنة خصوصا بعدما تكفل الممول الايطالي بشراء مولدين كهربائيين!