عندما تلتقي الإرادات الطيبة تزول العقبات، ويتبدد ضباب المواقف، وتعود الأمور لتمضي في مسارها الصحيح، فاليوم، وبعد الاجتماع الذي تداعت إليه الأندية والجمعيات المدنية في النبطية انتصر الجميع لنهر الليطاني، مع عودة رئيس “الحملة الوطنية الشعبية لإنقاذ الليطاني” ليمارس مهامه، ويتابع بنفس الوتيرة بعد أن نجح إلى جانب سائر القوى الأهلية والبلديات من رفع أزمة الليطاني إلى قضية وطنية، تمثل أولوية على مستوى عمل الحكومة، خصوصا وأن عزالدين هو في الوقت عينه رئيسا لبلدية زوطر الغربية، وكان لخبر استقالته من الحملة وقع صادم، طرح منذ الأحد الماضي علامات استفهام حيال مستقبل الحملة، وتبدت هواجس من أن تضعف وتتراجع لاعتبارات غير بعيدة عن أسباب الاستقالة.
لكن اليوم تبدل المشهد بكليته، وسط إجماع سائر القوى المعنية على متابعة هذه القضية حتى خواتيمها المرجوة، بعيدا من الارتجال أحيانا، والقفز فوق بعض الاعتبارات المحلية أحيانا كثيرة، أخذا في الاعتبار أن الحملة الوطنية تنتظرها مهام كبيرة، إن لجهة المتابعة اليومية لوضع النهر، وإن لجهة مراقبة تنفيذ المشاريع، والوقوف على آلية صرف الأموال ومنع الهدر وتأمين الشفافية في أعمال التخطيط وإعداد الدراسات والتنفيذ.
لقاء الأندية والجمعيات المدنية في النبطية
وفي هذا السياق، قام وفد “لقاء الأندية والجمعيات المدنية في النبطية” وعدد من الفاعليات البيئية والإجتماعية في المنطقة بزيارة تضامنية إلى رئيس “الحملة الوطنية الشعبية لإنقاذ الليطاني” رئيس بلدية زوطر الغربية حسن عز الدين في دارة البلدية، وعقدوا اجتماعا اليوم، عرضوا خلاله لما حصل من “استعراض رسمي وإعلامي يوم الأحد الفائت على جسر الخردلي بموضوع نهر الليطاني”.
واستنكر المجتمعون ما تعرض له عزالدين “من استبعاد وتهميش لدور الحملة بشخص رئيسها لما له من دور هام في تأسيس هذه الحملة وحركة مستمرة شبه يومية على مجرى النهر من البقاع الغربي حتى المصب في القاسمية”.
وصدر عن المجتمعين بيان، جاء فيه: “بما أن حملتنا الميمونة هذه تشكلت من الأوساط الشعبية والبيئية والبلدية، ولكونها العين الساهرة والصوت الحقيقي والجريء الذي تصدى لما يعانيه النهر منذ عشرات السنين من إهمال متعمد، من قبل السلطة والحكومات المتعاقبة والملوثين من مرامل ومعامل، كانت لهم كامل التغطية السياسية عبر المحاسيب وأرباب السلطة، فإننا بهذه الزيارة التضامنية مع رئيس الحملة توصلنا إلى إعلان الموقف الذي يعبر عن لقائنا هذا والذي يتلخص بالأمور التالية:
أولا: إن هذه الزيارة إلى رئيس الحملة السيد حسن عز الدين هي زيارة تضامنية بامتياز، وتأكيد على متابعة عمل الحملة بالمراقبة والمحاسبة والتشهير لكل من تسول له نفسه العبث بمياه النهر ومجراه.
ثانيا: توجيه أصابع الإتهام إلى المسببين الرئيسين بالتلوث ومنذ سنين في المجرى من المنبع حتى المصب، وهم معروفون لدينا ولا مجال الآن لتعدادهم وحصرهم، ولسنا مع تحميل المسؤولية إلى أصحاب المقاهي على النهر من الفئات الشعبية والفقيرة والتي تشكل نسبة 2 بالمئةمن أسباب التلوث، وهم جاهزون لإصلاح أوضاعهم الصحية والبيئية.
ثالثا: التأكيد على إستمرار الحملة الوطنية لإنقاذ الليطاني برئاسة الأخ حسن عز الدين لما تمثله من إطلالة دائمة ويومية على كل ما يجري في مياه النهر، وما تعلنه من مواقف جريئة بالرقابة الدائمة ومحاسبة الملوثين، حيث أن هذه الحملة قد تشكلت من البلديات الناشطة والفاعليات وهيئات المجتمع المدني في المنطقة.
رابعا: من غير المقبول من قبل السلطة التهميش المتعمد لحملتنا الوطنية الشعبية، والتي هي أول من أطلق الصرخة المدوية بموضوع التلوث.
خامسا: الدعوة إلى لقاء عام للحملة والبلديات والفعاليات وهيئات المجتمع المدني لإعلان الموقف السليم، وذلك نهار الجمعة في 4 تشرين الثاني (نوفمبر) الساعة العاشرة والنصف صباحاً في النادي الحسيني في بلدة زوطر الغربية.
سادسا: التأكيد على إزالة أسباب التلوث الحاصل وتحميل الملوثين مسؤولية المعالجة وإعتماد الآليات البيئية والصحية لدى البلديات والمسؤولية بالتعاون مع مؤسسات الدولة وهيئات المجتمع المدني”.
عزالدين
وأكد عزالدين لـ greenarea.info على “متابعة سائر المواضيع في سياق الحملة الوطنية”، مثمناً “عاليا موقف الأندية والجمعيات المدنية”، وقال: “توجهت منذ قليل إلى سرية النبطية وقدمت إخبارا شفهيا بحق بلديات: دير ميماس، القليعة ودبين، واتصل آمر سرية النبطية فورا بآمر سرية مرجعيون وطلب منه إجراء كشف، وإعادة استدعاء رؤساء البلديات الذين كانوا قد تعهدوا من أربعة أو خمسة أشهر أنهم في غضون شهرين سيزيلون التعديات عن النهر”.
وبحسب ما توافر لدينا من معطيات، فإن تقريرا بدأ إعداده وسيرفع إلى القضاء، وبحسب عزالدين، فإن “الأمور سلكت طريقها الصحيح أمنيا وقضائيا”. وقال: “على صعيد البقاع سنرفع دعوى في النبطية ليتم تحويلها إلى القضاء في البقاع لأنها خارج نطاقنا إداريا”، وأشار إلى “اننا اقترحنا خطة عمل لمعالجة موضوع الاستراحات على ضفتي النهر، سنعلن عنها في وقت قريب”.
نصار
وأكد يوسف نصار باسم الأندية في النبطية لـ greenarea.info أن “الحملة مستمرة بزخم أكبر ولن نسمح لأي كان بمصادرة دور الأندية والجمعيات الأهلية والبلديات كونها الأساس في هذه الحملة”، وإذ أعلن “التضامن مع رئيس الحملة رئيس بلدية زوطر الغربية”، أشار إلى أن “ثمة إجراءات عملانية وخطة عمل واضحة تم الاتفاق على عناوينها الرئيسية للحد من أسباب التلوث وصولا إلى معالجة واقع الحال نهائيا”.
وقال نصار: “لن نسمح بتهميش دورنا، ولا مصادرة قرارنا، وندعو في هذا المجال إلى التكامل مع سائر القوى السياسية الفاعلة، لأنه بتضامننا جميعنا يمكننا أن نحقق أهدافنا، وهذا ما أكدنا عليه مرارا، وسنؤكد عليه دائما في مسار عملنا لاستعادة الليطاني معلما طبيعيا وسياحيا وشريان حياة من البقاع إلى الجنوب”.