صدر حديثاً تقرير عن الوكالة الدولية للطاقة بعنوان “الخطة المتوسطة المدى لسوق الطاقات المتجددة” للعام 2016، يقول فيه فاتح بيرول المدير التنفيذي للوكالة الدولية للطاقة: “نحن نشهد عملية انتقال لسوق الطاقة نحو الطاقات المتجددة مثله مثل باقي القطاعات الاخرى، حيث أن فلك جاذبية النمو في الطاقات المتجددة يظهر بقوة في الدول الصناعية المنبثقة في الاسواق، أظن أنه سباق ماراثوني، وقد بدأت به أوروبا مبكراً وحققت نصف هذا السباق الماراثوني، لكنهم تعبوا في النصف الاخير والواضح أن دولا أخرى بدأت تلحق بهم”.

وحسب التقرير، فإن السنة الماضية كانت نقطة تحول كبيرة بالنسبة للطاقة النظيفة، تخطت فيها الطاقة الناتجة عن الفحم لتصبح أوسع مصدر للطاقة في العالم.

لم تعد الاستعاضة عن الفحم الحجري بالطاقة المتجددة هي المهم، وإنما النمو السريع المتزايد في استخدمها، خصوصا في خطط استخدام الطاقة الكهربائية التي تعدت 50 بالمئة من كامل مشاريع الكهرباء، ولا سيما منذ عام 2015، وحسب الخطة المتوسطة المدى  لوكالة الطاقة الدولية، فإنه من عام 2015 حتى 2021 سيرتفع استخدام الطاقات المتجددة 13 بالمئة عن الارقام  المتوقعة في السنة الماضية، ولكن تقارير السنة الماضية كانت تتوقع ارتفاع الحاجة إلى الطاقة الكهربائية بمعدل 23 بالمئة بحيث تزداد نسبة الطاقات المتجددة منها 1 بالمئة في كل عام، إلا أن التوقعات الحديثة تقول ان الطاقات المتجددة المستخدمة في مجال الطاقة الكهربائية تتعدى 28 بالمئة من مجمل سوق أجيال الطاقة المستخدمة في انتاج الكهرباء، أي أنه من  المتوقع في عام 2021  أن تتعدى  الطاقات المتجددة  ربع  الحاجة إلى استخدام الطاقة الكهربائية المتنامية، وهذا يعني 7600 تيراواط ساعي والذي يكافئ كامل الطاقة الكهربائية المستخدمة للولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الأوروبي معاً.

وفي مدى السنوات الخمس القادمة، يتوقع بأن تمتص المصادر المتجددة 60 بالمئة من النمو الطاقي الكلي، ففي الصين مثلاً تم تركيب مروحتان توربينيتان في كل ساعة خلال عام 2015، وهذا يعني أنه تم تركيب (20000) مروحة جديدة بنهاية السنة، هذا الهجوم المتزايد من الاستثمارات في مجال الطاقات المتجددة، يبين أن الصين تمتص أكثر من نصف قوة الرياح المضافة، وتعادل تقريباً 40 بالمئة من قدرة النمو المتزايدة للطاقات المتجددة الكلية.

بشكل عام، تقود طاقة الرياح الطاقات المتجددة، بحيث تضيف 66 غيغاواط من كامل انتاجية 2015، تليها الطاقة الشمسية والتي تغطي 49 غيغاواط، لكن  هذا لا يعني أن الطاقة الشمسية متراجعة، يكفي أن نضع في أذهاننا أن إنتاج 49 غيغاواط تحتاج إلى تركيب 500000 خلية شمسية حول العالم في كل يوم خلال العام المنصرم.

دول عديدة حول العالم لم تَسِرْ بجدية بالطاقات المتجددة، حتى الصين التي وصلت إلى حد كبير من التلوث، لأن انتقالها إلى الطاقات المتجددة لم يتساوَ بعد مع الحاجات المتنامية  إلى الطاقة  الكهربائية الكلية.

بالمقابل فإن أميركا والاتحاد الاوروبي واليابان ستزيد إنتاجية المصادر المتجددة أكثر من الحاجة المطلوبة خلال السنوات الخمس القادمة.

لكن مع كل ما قيل عن هذه الانجازات، فإن الباحثين ما زالوا متخوفين من ظاهرة الاحترار، ويسعون حسب مؤتمر باريس إلى تخفيض حرارة الأرض دون درجتين مئويتين في نهاية هذا القرن.

وبكلمات أخرى يقول بيرول “احتجنا إلى فترة طويلة لإدخال مفهوم استخدام الطاقات المتجددة، وما زال لدينا الكثير حتى يتم الاستخدام الامثل، إنني مسرور جداً من الانجازات التي تحققت العام الماضي في مجال الطاقات المتجددة، ونحن متفائلون من مشروعنا الانمائي في السنوات الخمس القادمة”.

في رأينا هذه الارقام الجديدة في حال تنفيذها بشكل جيد، تستدعي من وكالة الطاقة الدولية أن تضع سياسات جديدة قوية لاستخدام الطاقات المتجددة، وخصوصا في دول مثل أميركا والصين والهند والمكسيك، إضافة لتخفيض الاسعار وتجهزها بأفضل التقنيات المستخدمة، علماً أن هذه التوقعات التي ترونها كبيرة هي أقل بكثير من إنتاجية الطاقات المتجددة المتوفرة.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This