تبدي سلطنة عُمان اهتماما استثنائيا في مجال حماية الحياة البحرية، وتتبنى مشاريع استباقية في هذا المجال، تخطيطا ودراسات وأبحاثا علمية، فضلا عن تنظيم ورش عمل متخصصة، من خلال “دائرة صون البيئة البحرية”، الهدف منها تأهيل وتدريب المراقبين والمتطوعين في السلطنة على كيفية التعامل مع جنوح الثدييات البحرية، والإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات، فضلا عن توعية مرتادي الشواطىء والجزر على أهمية هذه الكائنات وسبل الحفاظ عليها وحمايتها.

وأكدت التجربة أن الوعي والمعرفة ضروريان في هذا المجال، ولذلك تكثف سلطنة عمان إجراءاتها على مختلف الصعد، لحماية الحياة البحرية بكل مكوناتها، خصوصا وأن بيئتها البحرية تعتبر ثروة حقيقية لما تحفل به من تنوع بيولوجي، مع وجود عشرات الأنواع من الحيتان والدلافين ومثلها من السلاحف البحرية.

 

الحيتان والسلاحف والدلافين

 

وفي هذا المجال، نظمت إدارة البيئة والشؤون المناخية بمحافظة شمال الباطنة، بالتعاون مع المختصين بـ “المديرية العامة لصون الطبيعة – دائرة صون البيئة البحرية” ورشة عمل تدريبية حول كيفية التعامل مع حالات النفوق والجنوح للثدييات والسلاحف البحرية.

وبحسب الأخصائية في البيئة البحرية عايدة بنت خلف الجابرية، فإن ثمة أهمية للثدييات والسلاحف البحرية وأنواعها، ولا بد من حمايتها في مواقع تواجدها في السلطنة، عارضة في محاضرة ألقتها مع انطلاق الورشة للمخاطر التي تهددها، بحسب صحيفة “الدستور” العمانية.

وقالت الجابرية: “يوجد 21 نوعا من الحيتان والدلافين في السلطنة، منها 17 نوعا من الدلافين الصغيرة إلى الضخمة، وأربعة أنواع من الحيتان ثلاثة منها حيتان البالينية، أما الرابع فهو الحوت المسنن (حوت العنبر)”، كما تطرقت إلى أنواع السلاحف البحرية المتواجدة في السلطنة، وقالت: هي خمسة أنواع، السلحفاة الخضراء، السلحفاة وريدلي الزيتونية، السلحفاة الشرفاف، السلحفاة الريماني والسلحفاة النملة التي تجوب السواحل العمانية بحثاً عن الغذاء”.

وأشارت إلى أهمية هذه الكائنات البحرية في حفظ التوازن في البيئة البحرية، وعرضت في المحاضرة لأهم المخاطر التي تهدد هذه الثدييات، ألا وهي الضوضاء بسبب السفن الضخمة والكبيرة، وكذلك ممارسة طرق الصيد غير الشرعية، بالإضافة إلى التلوث الزيتي للبيئة البحرية.

 

حلقة عمل تطبيقية

 

وعرض المختصون في الورشة لأهم الإجراءات الواجب اتخاذها وكيفية التعامل مع حالات النفوق والجنوح للثدييات والسلاحف البحرية، بدءا من وقت استلام البلاغ والخروج لموقع الجنوح، وأخذ البيانات اللازمة عن الموقع والحيوان النافق وتعبئة استمارة نفوق أو جنوح الثدييات الخاصة بهذه الحالات، وتنظيم عمل فريق إنقاذ، أو التخلص من الثدييات النافقة، ودراسة الحالة التي أدت إلى النفوق، وأخذ عينات لتحليل عينات الحمض النووي للحيوان النافق.

وجرى التأكيد على أهمية الصندوق الخاص بعمليات الجنوح، وما يحتويه من قفازات خشنة وناعمة، وأنابيب لحفظ العينات، ومنشفة لترطيب الحيوان، ومادة الميثانول الحافظة، وشريط حدود منطقة العمل، وسكين التشريح لأخذ العينات، وحاملة، وكمامات، وأكياس لحفظ المواد الملوثة، ودليل الإرشادات لكيفية استخدام المحتويات.

وتضمنت الورشة أيضا حلقة عمل تطبيقية على شاطئ “منطقة صحار”، أشرف عليها مختصون من دائرة صون البيئة البحرية، وبمشاركة المعنيين من المشرفين ومراقبي الحياة الفطرية من قسم صون الطبيعة، بإدارة البيئة والشؤون المناخية بمحافظة شمال الباطنة، بالإضافة إلى طلاب مدرسة بسمة الطفولة والصيادين والمتطوعين من أبناء الولاية، حيث تم التدريب على كيفية التعامل مع حالات النفوق والجنوح للثدييات والسلاحف البحرية.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This