يستمر الصيد العشوائي، وتتواصل المجازر في مختلف المناطق اللبنانية، فيما وزارة البيئة ما تزال تنأى بنفسها عن الإبادة اليومية لكل ما يمر في سماء لبنان، وما يثير السخرية أن كل ما هو قائم و”الصيد ممنوع”، فعن أي قانون يتحدث دعاة حماية البيئة؟ وأي مهزلة نعيش؟ وأين الدولة من فضائح الصيد البري؟

الحديث عن هذا الملف ما عاد يجدي، طالما أن من يتحكم بقرار الصيد هم الممسكون بسوق يدر سنويا ملايين الدولارات، أي التجار ومن وراءهم من قوى نافذة في الدولة وخارجها، وهم في ظل الفساد القائم يشوهون صورة لبنان، ليس في الصيد بالبنادق فحسب، وإنما في تسويق منتجات لوسائل صيد محرمة دوليا، كالدبق والشباك وآلات تقلد أصوات الطيور وغيرها.

 

طيور نافعة

 

وسط الفضيحة القائمة والمستمرة منذ أواخر أيلول (سبتمبر) الماضي، يسلط greenarea.info الضوء على بعض أنواع الطيور التي تمثل حلقة مهمة في التوازن البيئي، فعلى سبيل المثال، فإن “طيور الخطاف والسنونو وحدها تلتهم خلال مرورها فوق لبنان ثمانية أطنان من الحشرات في الموسم الواحد، فيما يعمد المواطنون للتدرب من خلالها على الصيد”، بحسب رئيس “مركز التعرف على الحياة البرية” البروفسور منير أبي سعيد.

وأشار أبي سعيد إلى “مسألة مهمة وهي أن الطبيعة لا بد أن تأخذ حقها من الانسان، من خلال الامراض نتيجة كثرة استخدام المبيدات الحشرية، وارتفاع كلفة الانتاج الزراعي، فالادوية الزراعية التي تستخدم نتأثر بها من خلال المياه التي نشربها ومن خلال الهواء والتربة، فبمجرد قتل الطيور تكثر الحشرات والآفات، والحل برش كميات أكثر من المبيدات بما يزيد كلفة الانتاج الزراعي، فضلاً عن ان الحشرات تتحصن سنة بعد سنة ضد المبيدات ما يستدعي استخدام كميات اكبر، وقبل أن نتحدث عن اي شيء آخر، فإن ما هو حاصل اليوم على مستوى فلتان الصيد، نتأثر به كمواطنين من خلال كثرة الامراض التي نتعرض بشكل غير معهود من قبل”.

 

الطائر الجزار

 

نسلط الضوء في ما يلي على طائر “الدرُّب” ويعرف علميا باسم Shrike، وبالعربية “النهس الصرد الرمادي”، وهو يصطاد الحشرات الضارة وصغار الثدييات كالفئران والجرذان، وهو طائر يتميز بمنقاره القوي المعقوف قليلاً، ويسمى أيضا الجزّار أو طائر النهس. وهو شغوف بالتغذي بالجنادب والفئران والطيور الصغيرة، بحشرها في الأشواك أو بين الأغصان، كما يفعل الجزّار تماما عند تعليق اللحوم. ثم يقوم الصُّرد بتقطيع فريسته إربا ويأكلها. ولهذا السبب أطلق عليه اسم “الطائر الجزار”.

يوجد حوالي 70 نوعا من الصُّرد، وهناك أنواع عديدة من هذه الطيور تتمتع بألوان زاهية تسمى “جونوليك”. وللعديد من هذه الطيور ريش قوي زاهي الألوان، ومثال ذلك، الصُّرد العملاق الرمادي اللون، الذي يتمتع بريش يتكون من الألوان الرمادي والأبيض والأسود.

 

على قائمة الطيور المعرضة للانقراض

 

في بادرة تؤكد أنه وسط فوضى الصيد ثمة من يولون البيئة أهمية استثنائية ومتابعة لصيقة لبعض الأنواع المهددة بالانقراض، يولي “نادي طرقات لبنان للقدم المخفية”، وهو نادٍ بيئي يعنى باستشكاف “طرق الرِّجل” التي كان يسلكها الأجداد والأقدمون والحفاظ على معالمها والتعرف على مواقع أثرية ونفض غبار الاهمال عنها ومحاولة تصنيفها كمواقع تراثية، أهمية لطيور الدرّب.

وحسب رئيس ومؤسس النادي (الخبير في الحياة البيئية والطبيعية) شمعون مونس، فإن “طائر (الدرُّب) أصبح على قائمة الطيور المعرضة للانقراض، وهو بالفعل انقرض في العديد من المناطق اللبنانية، وفي إطار دراستنا كنادٍ لهذا الطائر وجدنا أنه ما عاد موجودا إلا في الغابات والمناطق المحمية طبيعيا في لبنان، أو المناطق البعيدة الوعرة المسالك”.

ولفت إلى “أهمية هذا الطائر لأنه صديق المزارع ويقتات على أنواع كثيرة من الحشرات الضارة ومن بينها الجراد والفئران وبعض الزواحف”.

واضاف مونس: “لقد تبينا خطة عمل في النادي، السنة الماضية عندما حمينا عشا فيه فراخ صغيرة، وسنبدأ بها في الأسابيع القليلة المقبلة، في عقد لقاءات مع المزارعين والمواطنين لنعرض أمامهم لأهمية بعض أنواع الطيور، ومن بينها (الدرُّب)، ليكون المزارع العين الساهرة في مرحلة نجد فيها أن الصيد مستباح بشكل يهدد التنوع البيولوجي، وبدأنا بالفعل إعداد دراسات عن أنواع الطيور المفيدة لنقدم للمزارع مقاربة علمية، ليكون على بينة من أهمية هذه الطيور وما قد يوفر من أدوية ومبيدات زراعية لمواجهة الآفات والأمراض التي تصيب الأشجار والمزرعات، فضلا عن تعريفه بمضار المبيدات على الصحة”.

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This