استفاق أهالي جونية وجوارها، صباح أمس، على حريق غطّى دخانه سماء المنطقة، مصدره حرج صنوبر ضخم يتبع عقارياً لبلدية درعون – حريصا، ويفصِل بين بكركي وعين الريحانة. اندلعت شرارة الحريق في أسفل الوادي لجهة عين الريحانة، مساء الإثنين، واستمرّ في الانتشار طوال يوم أمس الثلاثاء قاضياً على أكثر من 500 ألف متر مربّع من أشجار الصنوبر.
يعدُّ هذا الحرج الرئة التي تتنفّس منها قرى ساحل كسروان، بعدما احتلته المعامل وغطّته بالتلوّث، وكانت البلديات المجاورة له (درعون/حريصا، عينطورة وعين الريحانة) تسعى لتحويله إلى محمّية لما يتضمّنه من جسر أثري ومعالم دينيّة، وهي بدأت بتنظيم رحلات سياحة بيئيّة ودينيّة، خلال الصيف الماضي، تنطلق منه مروراً ببكركي ووصولاً إلى حريصا.
انطلقت عمليّة إخماد الحريق ليل الإثنين، بحسب ما يؤكّد مدير العمليّات في الدفاع المدني إبراهيم خوري لـ”الأخبار”، إلّا أن طبيعة الوادي الوعرة، وعدم وجود طرقات تؤدي إليه، حالا دون القدرة على الحدّ من إنتشاره، وخصوصاً أن الطوّافات التابعة للجيش اللبناني لم تتقدّم للمساعدة إلا مع حلول الفجر، فيما تعمد وحدات الدفاع المدني إلى محاصرة الحريق من أطرافه.
لم تتوقّف مساعي إخماد الحريق على الجهود المبذولة من الدفاع المدني والجيش اللبناني، حتى البلديات المجاورة تدخّلت لمنع انتشاره أكثر، بحسب رئيس بلدية عين الريحانة فينسان البستاني، الذي يشير إلى أنه عند التاسعة من مساء الإثنين كان الحريق محصوراً في بقعة واحدة في أسفل الوادي لجهة بلدته، لكنه انتشر نحو 9 مواقع أخرى صباح الثلاثاء، ملتهماً نحو 100 ألف متر مربّع من الأشجار من الناحية المطلّة على عين الريحانة. فيما يشير رئيس بلدية درعون/حريصا نزار الشمالي، إلى أن النيران التهمت نحو 500 ألف متر مربّع من الحرج، نظراً للصعوبة التي واجهها الدفاع المدني بالوصول إليها نتيجة وعورة الأرض.
الفرضيات التي وضعت لأسباب اندلاع الحريق كثيرة من ضمنها؛ حرق النفايات نتيجة الرائحة المنبعثة في أرجاء جونية وزوق مكايل وزوق مصبح منذ ليل الإثنين بالتزامن مع اندلاع الحريق، وهو ما ينفيه خوري، وكذلك رئيسا بلدية عين الريحانة ودرعون باعتبار أن “الوادي مراقب ولا تصله السيارات لرمي النفايات فيه”. فيما تشير المصادر الأمنيّة إلى أن “التحقيق جارٍ وهناك إحتمال أن يكون مفتعلاً”.
في المقابل، يشير رئيس بلدية عين الريحانة إلى أن “كاميرات البلديّة، المنتشرة في كلّ أرجاء البلدة، رصدت سيارة يستقلها أربعة شباب مساء الإثنين تخرج من الوادي، وما هي إلّا ساعة واحدة حتى اندلع الحريق”، ويتابع البستاني: “سنعيد مشاهدة التسجيلات للتعرّف إلى هوية الشباب من لوحة السيارة، لتجريمهم ومحاسبتهم”.