سجلت الزلازل في أوكلاهوما رقما قياسيا في العام 2015، قدرت بنحو 1000 زلزال نتيجة التنقيب عن النفط والغاز، بالمقارنة مع زلزالين في العام 2008، إنما الزلزال الأكبر في أوكلاهوما والولايات المتحدة، فتمثل بفوز دونالد ترامب عن هذه الولاية، وعن معظم الولايات، ما اعتبره الخبراء فألا سيئا لهذه الولاية لجهة عدد وعنف وقوة الزلازل، لا سيما مع تأكيد المرشح السابق للرئاسة والرئيس الجديد للولايات المتحدة نيته المضي قدما في التنقيب عن النفط والغاز وبشتى الوسائل، ضاربا عرض الحائط كافة التحذيرات البيئية والعلمية والجيولوجية.
وعلى الرغم من تهنئة الرئيس الـ 44 للولايات المتحدة باراك أوباما دونالد ترامب على فوزه بالرئاسة، إلا أن أوباما شكك مسبقا بقدرة ترامب على قيادة البلاد، خصوصا وأنه لم يستطع أن يتمالك أعصابه بعد البرنامج التلفزيوني الشهير، “استعراض مساء السبت المباشر” Saturday Night Live Show، وغرد على “تويتر” الثالثة صباحا في رد عنيف على ما ذكر في الحلقة، فعلق أوباما “إن لم يستطع رئيس الولايات المتحدة السيطرة على أعصابه على (تويتر)، فكيف سيتحكم بأعصابه ولا يقوم بضغط أزرار إطلاق الأسلحة النووية”، وهذه الجملة وإن كانت أطلقت كمزحة، إنما هي مصدر قلق للولايات المتحدة الأميركية وكافة دول العالم.
وعلى شبكة الإنترنت أيضا، تعطل موقع الهجرة إلى كندا في الولايات المتحدة، بسبب كثرة البحث عنه، ما يدل على نية الكثير من الأميركيين الهجرة إلى كندا بعد فوز ترامب.
ترامب والبيئة
وهنأ رئيس مؤتمر COP22 صلاح الدين مزوار دونالد ترامب بمناسبة انتخابه رئيسا للولايات المتحدة، رغم تخوف المشاركين في أروقة هذا المؤتمر من وصول ترامب إلى سدة الرئاسة ومواقفه المعلنة تجاه اتفاقية المناخ، فهو ومناصروه من كبار المشككين بتغير المناخ، وكنا في Greenarea.me نقلنا خطاب الطاقة الخاص به في جنوب كارولاينا ومقالات عدة، وقد أشار في مناسبات عدة نيته تغيير السياسة المتبعة لهذا الغرض وتقويض نفوذ بعض منظمات المناخ، وأهمها وكالة البيئة الأميركية EPA، وتوقع الكاتب براد بلومر Brad Plumer في موقع VOX أن “انتخاب ترامب وفقا لعلماء المناخ سيكون كارثيا على الكوكب”، وأضاف أن “التقدم الهش ولكن الهام الذي تم إنجازه على مدى الثماني سنوات الماضية، قد يتداعى”، وأشار إلى أن “ترامب كان واضحا وضوح الشمس حول خططه البيئية، لكن الكثير من وسائل الإعلام تجاهلت ذلك، ولم يكن يريد أن يُسأل عن ذلك في المناقشات والمناظرات، ولم يكن يريد تحويل انتباههم بعيدا عن اتهامات الفساد بحق هيلاري كلينتون، وبالتحديد حول خدمة البريد الالكتروني الخاص بها، لمناقشة ما قد تعني رئاسة ترامب بالنسبة لتغير المناخ، ولكن كل المؤشرات كانت هناك”.
وقال بلومر: “لقد لقب ترامب تغير المناخ بالخدعة الصينية Chinese hoax، وأكد مرارا، إنه يريد إلغاء جميع الأنظمة الرئيسية التي وضعها الرئيس أوباما بشق الأنفس في المكان المناسب للحد من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون في الولايات المتحدة، بما في ذلك خطة الطاقة النظيفة. كما أنه مع سيطرة الجمهوريين حاليا على الكونغرس، فإنه يمكن تمرير مشروع قانون منع وكالة حماية البيئة من الحد من نسبة الكربون CO2″، وأضاف: “لمح ترامب إلى إنه يريد التخلص من وكالة حماية البيئة تماما، وأن ما تفعله هذه الوكالة وصمة عار، مؤكدا إذا وافق الكونغرس، سيكون لديه القدرة على التخلي عن الأنظمة الأخرى للحد من التلوث بالزئبق، الضباب الدخاني ورماد الفحم، وأكثر من ذلك”.
كما لفت بلومر إلى أن ترامب “يريد إلغاء جميع الانفاق الاتحادي على الطاقة النظيفة، بما في ذلك البحث والتطوير لطاقة الرياح، والطاقة الشمسية، والطاقة النووية، والسيارات الكهربائية، وتنفيذ هذا الأمر مع الكونغرس، كما أنه يريد أن تنسحب الولايات المتحدة من الإتفاق بشأن المناخ في باريس، ولا يوجد شيء يمنعه، (من الناحية التقنية، فإن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تنسحب رسميا لمدة أربع سنوات، ولكن لجميع الأغراض العملية، يمكن لإدارة ترامب تجاهل هذا الإتفاق).
تفاعل دولي
وتلاحقت الاحتجاجات في مناطق من الولايات المتحدة الأميركية مع قيام بعض المحتجين بحرق العلم الأميركي تنديدا “بانتخاب عنصري رئيا للبلاد التي تمثل الحرية”، وقام البعض بالتعليق على الفيديو المنشور، وأسباب الخسارة الكبيرة للديموقراطيين، بأن المرشح الأفضل كان بيرني ساندرز، وكان من المفترض أن يفوز على ترامب لولا خيار الديموقراطيين بترشيح كلينتون، وأن من صوت لكلينتون كان يمكن أن يصوت لبيرني ولكن لن يحصل العكس، وهذا أحد أسباب خسارة كلينتون.
أما حول تفاعل رؤساء بعض الدول مع فوز ترامب، فقد هنأ الرئيس فلاديمير بوتين Vladimir Putin نظيره ترامب على الفوز، وقال: “ليست روسيا السبب في أن العلاقات بين البلدين بهذا الشكل، ولكن روسيا مستعدة لاستعادة العلاقات مع الولايات المتحدة”، ومن جهته فرئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو Justin Trudeau، وبعد مواقفه الرافضة ضمنا لوصول ترامب لرئاسة الجارة الولايات المتحدة الأميركية، قال: “نتطلع إلى العمل عن كثب مع الرئيس ترامب وإدارته، ومجلس الشيوخ الأميركي في السنين القادمة، ومن ضمنها التجارة والإستثمار والسلام والأمن العالميين”.
أما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل Angela Merkel فقالت: “أود أن أهنيء الفائز بانتخابات رئاسة الولايات المتحدة الأميركية الرئيس دونالد ترامب، إن الولايات المتحدة الأميركية هي بلد للديموقراطية واحترام الإنسان منذ القدم، وكانت الحملة الإنتخابية لهذا العام مميزة مع العديد من المواجهات الصعبة، وكان من الصعب استيعابها، وكنت مثل عديدين أشاهدها بتهيب وخوف، وهو الشخص الذي اختاره الأميركيون بانتخابات عادلة وآثار هذه الإنتخابات تتعدى الولايات المتحدة الأميركية”.
أما رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا مايTheresa May فقالت: “الولايات المتحدة وبريطانيا، كانتا وستظلان شريكتين مقربتين وقويتين في مجال التجارة، الأمن والدفاع، ولدينا علاقة دائمة ومنذ زمن طويل مبنية على القيم المشتركة، الحرية، الديموقراطية والمؤسسات، وأتطلع للعمل مع الرئيس المنتخب ترامب لضمان الأمن وازدهار بلدينا في المستقبل”، أما وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف Mohamad Jawad Zarif، فقال: “لقد قام الشعب الأميركي بالإختيار، وما يهمنا الآن هو أنه مهما كانت شخصية الرئيس، عليه أن يتفهم ويتكيف مع طبيعة وسياسة عالم اليوم وأن يتكيف في سياساته معه، أما في ما يخص الجمهورية الإسلامية في إيران، فلم يكن ثمة علاقات سياسية بين الولايات المتحدة وإيران، لذا فعلى الرئيس المستقبلي المنتخب أن يخضع للإتفاقية النووية ليس الثنائية فحسب، بل متعددة الأطراف، ونحن متأكدون أن المجتمع الدولي لديه ذات التوقعات”.
كما أمِل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أن “يؤدي فوز ترامب في سباق الانتخابات الرئاسية الأميركية إلى خطوات إيجابية بالنسبة إلى الشرق الأوسط، وإلى الحقوق والحريات الأساسية في العالم”، ولم يخف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو فرحه بوصول ترامب إلى سدة الرئاسة، وقال: “إن دونالد ترامب هو صديق حقيقي لإسرائيل، وسنواصل العمل معاً من أجل تحقيق الأمن والسلام في منطقتنا، والعلاقة الراسخة بين البلدين مبنية على مبادئ مشتركة ومصالح مشتركة ومصير مشترك”! كما هنأ العديد من الرؤساء وقادة الدول والوزراء ترامب.
أوكلاهوما وويسكونسن
بالعودة إلى أوكلاهوما، “يشكل الناخبون من “البيض” نسبة 80 بالمئة من الأصوات، بينما 50 بالمئة من سكانها دون 25 من غير البيض”، يُشرح عالم السياسة Keith Gaddie في جامعة أوكلاهوما المزيج السياسي في هذه الولاية، فقال: “إن التعداد المقبل للسكان سيشهد تحول السلطة إلى المناطق الحضرية حيث ينمو التنوع، وهذا يعني أن أوكلاهوما يمكن أن تصبح ولاية متأرجحة، وعندما يكتب التاريخ تلك المرحلة الانتقالية، أتوقع أن يكون الفضل للمعلمين ورواد المدارس في قيادة انتصار مغاير لما حصل”.
وكانت ولاية ويسكونسن Wisconsinهي الضربة القاضية لكلينتون بنسبة 10 بالمئة من الأصوات لصالح ترامب، (46.9 بالمئة لصالح كلينتون، 47،9 بالمئة لصالح ترامب)، ويتمتع ترامب أيضا بسيادة شبه مطلقة على مجلس الشيوخ عدا مقعد ولاية إلينوي للديموقراطيين Illinois وبالتالي، فقراراته ستكون شاملة وملزمة من كل الجهات، ويسجل لوم على كلينتون، بأنها لم تطأ أرض هذه الولاية فكلفتها الرئاسة.