خيّم شبح مرض انفلونزا الطيور على مختلف دول العالم ، ومنها لبنان، منذ سنوات عديدة، وبينما تراجع الحديث عنه في الآونة الاخيرة، الا ان السنتين الماضيتين شكّلتا انطلاقة جدية لانتشار الانفلونزا في بعض الدول العربية . وبعد ان اعلن العراق منذ 10 سنوات  عن أول تفشٍ لإنفلونزا الطيورأكدت اليوم  المنظمة العالمية لصحة الحيوان اكتشافه في ست دول أوروبية .

وفي الفترة ما بين  2003 و 2011، تسبب  المرض  فى ذبح أكثر من 400 مليون من الدجاج والبط المحلي، كما تسبب فى أضرار اقتصادية تقدر بعشرين مليار دولار امريكي. ومثل الفيروسات الحيوانية الاخرى، يمكن ان ينتقل الفيروس الى البشر. ففى الفترة من 2003 الى 2011، اصاب الفيروس اكثر من 500 شخص وأودى بحياة اكثر من 300، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

.. في اوروبا

في المانيا، أشارت وزارة الزراعة في ولاية بادن فورتمبرغ جنوب البلاد ، إن سلالة من سلالات فيروس إنفلونزا الطيور انتشرت بين الطيور البرية في بعض البلدان الأوروبية. وسجّلت حالات نفوق طيور برية في سويسرا قرب الحدود مع بولندا والنمسا التي رصدت عدة حالات في أنواع مختلفة من الطيور البرية ، بعد أن أكدت تحليلات طبية أن النفوق الجماعي للطيور البرية في ولاية شليسفيج هولشتاين شمال ألمانيا قبل يومين كان بسبب إنفلونزا الطيور من نوع H5N8   . وكان معهد فريدريش لوفلر البيطري الرسمي في ألمانيا قد أكد تسبب الفيروس في نفوق هذه الطيور. وذكرت تقارير بيطرية رسمية نشرت على موقع المنظمة الإلكتروني أنه تم رصد الفيروس هذا الأسبوع في ولاية شليسفج هولشتاين بشمال ألمانيا في 58 بطة وأحد طيور النورس أسود الظهر العملاق.

وبينما كشف في المجر وبولندا عن حالات عدوى بالفيروس، أبلغت بولندا عن تفشي الفيروس في البط قرب الحدود الألمانية فيما قالت كرواتيا إنها رصدت الفيروس في بجع بالجزء الشرقي من البلاد. بينما أفادت التقارير باكتشاف المجر إصابة بجعة قرب الحدود مع صربيا.

و أظهرت التحليلات أن سلالة الفيروس الذي انتقلت عدواه إلى هذه الطيور من النوع القاتل. وبحسب وزارة الزراعة في ولاية بادن فورتمبرغ، فإنه قد عثر إجمالا حتى الآن على 70-80 حالة نفوق بين الطيور البرية في الولاية، يرجح أن فيروس إنفلونزا الطيور وراءها جميعا. وقال رئيس معهد فريدريش لوفلر، توماس ميتنلايتر، “نرى أن هناك وباء بين الطيور البرية”. ورجح ميتنلايتر  في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية  أن تكون نفس سلالة الفيروس وراء هذه الحالات، وقال: “عثر على الفيروس بشكله الحالي على الأرجح قبل بضعة أيام في إحدى الحدائق في الهند، ثم في إوزة برية في المجر، بالإضافة إلى مجموعة من الديوك الرومية، ثم عثر عليه الآن في بولندا وفي بحيرة كونستانس وفي طيور برية بولاية شليسفيج هولشتاين”.

وأضاف المسؤول الألماني: “لدينا أجزاء من لغز يتعين علينا جمعها إلى جانب بعضها بعضا”، مشيرا إلى أن خطر انتقال عدوى الفيروس للطيور الداجنة كبير.

في هولندا، اشارت الحكومة إنها أمرت المزارعين في البلاد بعدم إخراج قطعان الدواجن من حظائرها بعد الاشتباه في حالات إصابة بالفيروس في عدة دول.

هيئة سلامة الأغذية المجرية أعلنت اعدامها تسعة آلاف ديك رومي للوقاية من سلالة أنفلونزا، واشارت الى إن المزرعة التي تقع قرب الحدود الرومانية في توتكوملوس شهدت مستوى مرتفعا من العدوى ومعدلا مرتفعا من نفوق الطيور بسبب سلالة H5N8   من فيروس الأنفلونزا. وأضافت أن السلالة تفشت أول مرة في آسيا في أوائل 2014 وظهرت في أوروبا قبل عامين مشيرة إلى أنه جرى رصد حالة سابقة في المجر في فبراير شباط 2015.

تحذير الامم المتحدة

في العام 2013 ، حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) من خطورة مواجهة العالم تكرار كارثة تفشي مرض انفلونزا الطيور فى 2006 اذا لم يتم تقوية إجراءات مراقبة المرض والسيطرة عليه، هو وأمراض الحيوانات الأخرى الخطيرة، على المستوى العالمي.

وقال في ذاك الوقت رئيس قسم الطب البيطري بالمنظمة جوان لوبروث “ان استمرار الانكماش الاقتصادي الدولي يعني قلة الاموال المتاحة للوقاية من انفلونزا H5N1   والتهديدات الاخرى للأمراض من اصل حيواني. وينطبق هذا الامر ليس فقط على المنظمات الدولية ولكن ايضا على الدول ذاتها”، مضيفا إنه”بالرغم من أن الجميع يعرف أن الوقاية خير من العلاج، فإنني قلق لأنه فى المناخ الحالي، لا تستطيع الحكومات الإبقاء على اجراءاتها الوقائية.”

وهناك حاجة الى الحذر الصارم المتواصل فى ضوء استمرار وجود كميات كبيرة من الفيروس فى بعض الدول فى آسيا والشرق الأوسط، حيث أصبح المرض متوطنا. وبدون اجراءات السيطرة والوقاية، فإنه من السهل انتشار المرض عالميا كما حدث فى 2006 عندما تأثرت 63 دولة به.

… هل لبنان في خطر؟

بينما عانى سكان دول تركيا، مصر، سوريا ، العراق والاراضي الفلسطينية المحتلة  من أزمة انتشار انفلونزا الطيور، سجّل لبنان بعض الحالات في السنوات السابقة، الا انها لم ترتقي لدرجة اعلان حالة الطوارىء .

ففي بداية هذا العام، ثبّت بالدليل القاطع وجود وباء H1N1   في أربع مزارع للدواجن في بلدة النبي شيت البقاعية.  وبينما انتشرت معلومات عن ضرب الفيروس الدجاج البلدي في معظم قرى حاصبيا،  أدى الى نفوق عشرات الطيور خلال أقل من 24 ساعة خاصة في بلدتي شويا وعين قنيا .. أعلنت وزارة الزراعة بعد قيام  فريق من دائرة الثروة الحيوانية ومركز زراعة حاصبيا بالكشف الميداني الفوري، انه  لم يتبيّن وجود أي حالة مرضية تستدعي الريبة لا في المزارع ولا في الدجاج البلدي”.

وواصلت الفرق الفنية التابعة لوزارة الزراعة عملها في عملية الرصد الشاملة واجراء الكشوفات المخبرية على الطيور والدواجن في مختلف المناطق اللبنانية الا ان اي من الحالات لم تشير الى انتشار انفلونزا الخنازير بين المزارع .

 

رغم انتشار هذا المرض في دول متعددة، الا ان منظمة الصحة العالمية تشدد على انه بالرغم من حدوث أكثر من 100 حالة بشرية في الفترات السابقة ، الا ان ذلك العدد لا يزال ضئيلاً مقارنة بضخامة عدد الطيور الموبوءة والفرص العديدة التي يتم فيها تعرّض البشر للطيور، وبخاصة في المناطق التي تكثر فيها تربية أسراب الدواجن في البيوت. ولا يُفهم، حتى الآن، سبب إصابة بعض الأشخاص بالعدوى دون سواهم عقب التعرّض للطيور بشكل مماثل.

 

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This