تتعدد الوجهات السياحية في المغرب، لما يتمتع به من أماكن سياحية ومناظر طبيعة خلابة ومتنوعة، من بين تلك الأماكن الجميلة التي يتميز بها المغرب، بحيرة “ضاية عوا” DAYAT AOUA التي تتواجد في ضواحي مدينة إفران Ifran أو “مدينة سويسرا المغرب” كما يطيب للبعض تسميتها، “Greenarea” تنقلكم إلى هذه البحيرة التي تعرف أيضا بـ “بحيرة النورس” باللغة المحكية “الدارجة” المغربية.
بحيرة تتحول بتغير الفصول
تقع بحيرة “ضاية عوا” على سفوح جبال الأطلس المتوسط، بين غطاء نباتي شاسع وأشجار متنوعة تنعكس ظلالها على مياه البحيرة الزرقاء التي تمتد مساحتها على حوالي “140 هكتار” فتزيدها سحرا وجمالا.
تتلون البحيرة “ضاية عوا” بتحول الفصول، ففي فصل الشتاء تستقبل الثلوج لتجعل منها لوحة طبيعة ساحرة، فضلا عن زيادة في منسوب مياه البحيرة .
إلا أن الفصل الربيع، يعد الموسم المفضل للعديد من السياح الذين يتوافدون إليها من داخل وخارج المغرب، فيقصدون هذه المنطقة للاستمتاع بطبيعتها الصافية ومناظرها الخلابة، فجمال البحيرة مكّنها من التربع على عرش أبرز وجهات السياحة البيئية المغربية، بالإضافة إلى ذلك، تعتبر بحيرة “ضاية عوا” من البحيرات التي يسهل الوصول إليها، فهي تبعد عن مدينة “إفران” كيلومترات قليلة فقط.
مياه عذبة وأسماك متنوعة
تزيد مساحة “ضاية عوا” عن 87 هكتارا (870 ألف متر مربع) من المياه العذبة، ويصل عمقها ما بين 8 و9 أمتار، و محيطها حوالي 5 كيلومترات، وتعيش في مياهها أسماك متنوعة أبرزها سمك “الزنجور” النهري، والمتواجد بكثرة في البحيرة، وأيضا سمك “الشبوط” الشائع، و “النون” و “بومنقار” كما يحلو للمغاربة تسميته.
وتعتبر البحيرة ملاذا لعشاق ممارسة الرياضات البحرية المختلفة، فالسياح هنا لا يترددون في ركوب القوارب أو الدراجات المائية مثلا وقيادتها بأنفسهم، للاستمتاع بالجو الرطب والمنعش، وأيضا نسيان ضجيج المدينة ومشاكل الحياة اليومية.
غطاء نباتي متنوع
يتنوع الغطاء النباتي في بحيرة “ضاية عوا” بتنوع الأشجار، مثل “الصنبور” و “البلوط” و “الزيتون” و “الأرز”، تنعكس ظلالها على البحيرة راسمة صورة طبيعية ساحرة، ويجد المهتمون بالأعشاب ضالتهم في غابة “ضاية عوا” الضاربة في القدم، إذ تتواجد فيها ما يزيد عن 80 نوعا مختلفة من الأعشاب، كما تعيش فيها أيضا حيوانات مثل القردة، و”الضأن البربري”، وأكثر من عشرين صنفا من الزواحف والضفادع، بالإضافة إلى 142 نوعاً من الطيور، مثل “اللقلق” و “البجع” و “البط البري” ما يستقطب الباحثين وعلماء التنوع الحيوي والبيئة في المغرب والخارج.
ويفضل بعض السياح إمتطاء الخيول الامازيغية المتواجدة قرب البحيرة، للقيام بجولة داخل الغابات المحيطة بـ”الضاية”، والتي يؤجرها أبناء القرى المحيطة بالبحيرة، أما الأطفال الصغار الذي يقصدون بحيرة “ضاية عوا” برفقة أهاليهم يفضلون امتطاء صغار الحمير “الجحوش” المزينة بأسرجة منقوشة بزخارف مغربية تقليدية.
سياحة غير مؤهلة
وعلى الرغم مما تزخر به بحيرة “ضاية عوا” من طبيعة مغرية لعدد كبير من السياح الذين يقصدونها طيلة السنة، إلا أن الزائر يلاحظ أن البحيرة تفتقد إلى مرافق سياحية مهمة ومراكز ترفيه واستجمام، كما أنه ليس ثمة اهتمام بيئي من المسؤولين لضمان استدامة بيئية ما قد يهدد التنوع الحيوي.
فإن الإهتمام بتوفير هذه المرافق، سيساعد بالتأكيد سكان المنطقة والذين يزيد تعدادهم وفق إحصاءات 2004 حوالي 8699 نسمة، في إيجاد فرص عمل، تؤمن معيشتهم، وقد تدر أرباحا عليهم، وتصبح مصدرا للرزق يحول دون هجرتهم إلى المدن، فأغلب سكان المناطق المجاورة للبحيرة يمتهنون الزراعة، أو تربية الدواجن أو كراء الجحوش والخيول للسياح، ويعيشون في ظروف اقتصادية صعبة، تجبرهم على ترك قراهم والهجرة إلى المدينة، وتمكين هذه الأسر يساعد على نمو وانعاش وازدهار المنطقة، فضلا عن التقليل من هجرتهم.
وبمجرد حلول وقت الغروب يغادر السياح مغاربة أو أجانب المنطقة، متجهين إلى المدن القريبة من البحيرة مثل فاس أو افران بسبب عدم وجود مرافق سياحية مثل الفنادق التي قد يرتادونها.
جمال البحيرة ألهم الشعراء
وقد ألهم جمال بحيرة “ضاية عوا” الزجّال الراحل الطاهر سباطة، إذ يقال أنه أثناء تواجده في ضواحي المنطقة سنة 1963، استهوته طبيعتها الاخاذة وأثارت اهتمامه فتاة بدوية تسوق قطيع غنمها، ليبدع بكتابة كلمات الأغنية المشهورة لدى المغاربة “عندي بدوية“، ويؤديها الفنان المغربي المعروف محمد الإدريسي ولاقت رواجا واسعا، ويقول فيها.
