فيما يسدل الستار مساء اليوم على مؤتمر الأطراف الثاني والعشرين في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية COP22، الذي احتضنته مدينة مراكش المغربية، تتجه الأنظار بالتوازي إلى جمهورية جزر فيجي ومدينة بون الألمانية، فهي المرة الأولى في تاريخ مؤتمرات المناخ، تستضيف دولة المؤتمر، بالإنابة عن الدولة التي اختيرت لتنظيم هذا الحدث، بحيث ستحتضن فيجي مؤتمر المناخ المقبل في مدينة بون الألمانية.
وجاء اختيار فيجي لرمزيتها، كواحدة من الدول الجزرية المعرضة للغرق، ما يعني أن COP23 سيكون مكرسا في جزء كبير منه لحماية هذه الجزر، ولا سيما في مجال التخفيف من الانبعاثات، كخيار وحيد يحول دون تلاشي واندثار هذه الدول بعد أن تغمرها المياه، وإن كان هذا الأمر يحتمل الكثير من التساؤلات، لا سيما وأن جهود مكافحة ظاهرة الاحترار ما تزال دون مستوى المطلوب لحماية ليس الدول الجزرية فحسب، وإنما الكثير من الدول والمدن في مختلف أنحاء العالم، ولا سيما في القارة الأفريقية.
فيجي تعتذر
لا يختلف اثنان في مراكش أن الإعلان الصادر عن المؤتمر جاء خجولا ودون سقف التوقعات الذي أملت به المغرب، لكنه قد يؤسس لمرحلة جديدة، في القمة التي ستنعقد العام المقبل في مدينة بون، بحسب إعلان في هذا المجال صدر عن الرئاسة المغربية للمؤتمر الدولي الثاني والعشرين للمناخ.
وكانت فيجي قد اعتذرت عن استضافة هذا الحدث الذي يفترض توافر إمكانيات مالية ولوجستية ضخمة، ما يفوق قدرتها وطاقاتها وإمكانياتها، ولذلك أعلنت أنها ستقوم بتنظيم المؤتمر المقبل COP23 المقبل الذي سيعقد في نهاية العام 2017 بشكل استثنائي في مدينة بون الألمانية، وتحديدا في مقر الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية.
وبينت فيجي (وهي عبارة عن أرخبيل مكون من مئات الجزر في المحيط الهادئ) أنه لن يكون في مقدورها استقبال واستضافة ما بين عشرين ألف وثلاثين ألف شخص في موقع واحد، وتأمين أماكن قريبة من أماكن إقامتهم، فيما المدينة الألمانية هي مقر الاتفاقية التي تجرى مفاوضات دولية بشأنها بين 190 بلدا.
وفي هذا السياق قال فرانك بينيماراما، رئيس الوزراء الفيجي اليوم في مراكش “إنها مسؤولية كبيرة على عاتق دولتنا الصغيرة”، وأضاف “نحتاج كدولة في جزر قائمة في المحيط الهادئ أن نظهر للعالم أجمع حجم المشكلات التي نعانيها بسبب التغير المناخي”.
جمهورية الجزر
تعرف فيجي رسمياً بـ “جمهورية جزر فيجي”، وهي دولة جزرية في ميلانيزيا في جنوب المحيط الهادئ (نحو 2000 كلم شمال شرق الجزيرة الشمالية لنيوزيلندا) وأقرب جاراتها: فانواتو إلى الغرب وكاليدونيا الجديدة التابعة لفرنسا إلى الجنوب الغربي، وكرماديك التابعة لنيوزيلندا إلى الجنوب الشرقي، وتونغا إلى الشرق وواليس وفوتونا وساموا إلى الشمال الشرقي وتوفالو إلى الشمال.
تشكلت أغلب جزر فيجي من خلال النشاط البركاني حوالي 150 مليون سنة مضت، ولا تزال بعض الأنشطة الجوفية الحرارية ملحوظة في جزيرتي فانوا ليفو وتافيون.
وفيجي مأهولة بالسكان منذ الألف الثاني قبل الميلاد، تضم البلاد أرخبيلاً من أكثر من 332 جزيرة منها 110 مأهولة بصفة دائمة، وأكثر من 500 من الجزر الصغيرة التي تبلغ مساحتها تقريباً 18,300 كلم2.
في القرنين السابع عشر والثامن عشر، استكشف الهولنديون والبريطانيون فيجي، وأصبحت مستعمرة بريطانية حتى عام 1970،حيث دام الاحتلال البريطاني لما يقرب من قرن من الزمان. وبسبب وفرة الغابات والمعادن والموارد السمكية، فإن فيجي واحدة من أكثر الاقتصادات نمواً بين جزر المحيط الهادئ.