عادت طيور “اللوه” السوداء إلى الإمارات العربية المتحدة في موعد هجرتها السنوية بحثاً عن الدفء، وكان لمرورها هذا العام وقع رائع على كل من شاهدها في إمارة رأس الخيمة قبل يومين، وكانت قد عبرت أجواء إمارة أم القيوين، وشهدت الإمارتان مرورا كثيفا لهذا النوع من الطيور فوق سواحلهما، وقدّر الخبراء عدها بما يزيد عن 100 ألف طائر، فيما رحب المواطنون والمقيمون بمرورها واعتبروه فأل خير ونذير سلام.
المهم أن هذه الطيور عبرت الإمارات العربية بسلام، ولم يعترضها أحد، فهي تشهد رعاية كاملة من قبل السلطات المحلية، خصوصا لموائلها ومواقع تكاثرها.
و”اللوه” اسم يطلق على هذا الطائر في الامارات، وقد اعتادت الناس مروره في هذه الفترة، وهو ينتمي إلى فصيلة البجعيات، ويعرف أيضا باسم “الغاق” و “غراب البحر”، والاسم العلمي Phalacrocorax carbo، وهو طائر بحري كبير، لونه بالكامل أسود مائل الى الزرقة، ما عدا منطقة الحلق وجانبي الرأس وأعلى الفخذين فهي بيضاء، والمنقار معقوف وكبير بعض الشيء.
هجرتها السنوية
وفي هذا السياق، أشار بعض المتخصصين في مجال الحياة البرية في الإمارات إلى أن هذه الطيور تمر في هذه الفترة من السنة في فترة هجرتها السنوية وخلال عبورها منطقة الخليج العربي وشبة الجزيرة العربية.
تعيش طيور “اللوه” عند السواحل وتعتبر موطنها، كما ان هذه الأنواع تمر بأعداد كبيرة خلال فترة هجرتها، وقد تتجاوز الـ 100 ألف طائر، وهي تتغذى بشكل أساس على الأسماك، وأحيانا على القشريات والبرمائيات، تعشش في مستعمرات منفردة أو بالتشارك مع طيور أخرى على الأرض أو على الأشجار والقصب بحسب طبيعة المنطقة المتواجد بها، يبني الزوجان العش، وتضع الأنثى من 3 إلى 4 بيوض، ويتعاونان أيضا على حضانتهم لمدة تتراوح من 27 إلى 33 يوما، وعندما يصبح سن الفراخ 50 يوما تنتقل لمرحلة الطيران، وبعد 3 و 5 سنوات تصل الفراخ لسن البلوغ.
طيور “الكورمونت”
المدير التنفيذي لـ “هيئة حماية البيئة والتنمية” في رأس الخيمة، أستاذ علوم الأحياء البحرية الدكتور سيف الغيض، قال: “ان طيور (اللوه) تمر في سواحل الإمارات العربية المتحدة في الشتاء من كل عام، في إطار موسم هجرتها من مناطق أكثر برودة ضمن القارة الأوروبية إلى مناطق دافئة”.
وبحسب الدكتور الغيض في حديثه لصحيفة “الخليج” الإماراتية، فإن “اللوه” هو الاسم المحلي المتداول والمعروف بين البحارة في الامارات تحديداً، فيما تعرف علمياً ودولياً باسم طيور “الكورمونت”.
كما أشار الى أن الطيور المهاجرة لها مستعمراتها في جزيرة “السينية” للتزاوج والتكاثر في جزيرة في أم القيوين، وهذا المكان الذي تعتمده لوضع بيوضها.
واضاف الغيض أن “هذه الطيور تتميز بقدرتها على الغطس بحثا عن غذائها”، لافتا إلى أن هذه الطيور في صغرها تكون ذات ريش أبيض ناصع وتتحول الى اللون الاسود عند سن النضوج ومرورها هو عادة سنوية منذ عهود الآباء والأجداد.