رغم الطقس الصيفي النسبي الذي سيطر على لبنان طيلة شهر تشرين الاول – اوكتوبر، وبينما سجّل الاسبوع الاخير منه انخفاضاً ملحوظاً في درجات الحرارة بسبب الموجات السيبيرية التي حالت دون سقوط الامطار. وفي حين تخوّف البعض من أزمة جفاف قد تلوح في أفق لبنان .. ها ان الفيضانات ستغزو طرقاتنا.
ففي لمحة على المواقع المعنية بتغيرات الطقس، يسجّل موقع accuweather العالمي توقعات بتبدلات جذرية في الطقس ابتداءاً من يوم الاربعاء ليصبح أكثر برودة ومصحوب بأمطار رعدية وعاصفة .
ويبدو ان كافة تلك التوقعات بدأت تتحقق، فقد ضرب المنخفض الجوّي جنوب اليونان وتسبّب بفيضانات قوية وتقدّم تدريجياً نحو جنوب تركيا ليمتلئ من الرطوبة التي تغطي اجواء البحر المتوسط من تركيا حتى مصر، الأمر الذي سيجعله يتمدّد ويسبب بأمطار طوفانية في لبنان وفلسطين، مصحوبة بتساقط البرَد، والعواصف الرعدية. هذا ما سجّله الاب ايلي خنيصر المتخصص في تحليل المناخ والأحوال الجويّة محذراً اللبنانيين من الفيضانات والسيول الجارفة وانخفاض درجات الحرارة، وعدم استيعاب الطرقات لغزارة الأمطار التي ستتساقط والتي ستتخطى في بعض المناطق اللبنانية ال 75ملم !!
في التفاصيل، اشار الاب خنيصر الى انه ” اعتباراً من يوم الثلاثاء مساءً، ينهار جدار الضغط الجوّي المرتفع الذي سببه المرتفع السيبيري على الشرق الأوسط وشمال افريقيا ويفتح ابواب المحيط الأطلسي وخيراته نحو لبنان. ، والشرط الأساسي لوصول المنخفضات من المحيط الينا ، يعود الى بقاء قيم الضغط الجوّي للمرتفع الأزوري الواقعة في المنطقة الجنوبية الشرقية منه اي ( سواحل افريقيا الغربية ومضيق جبل طارق) منخفضة ومستقرة بين 1014 و 1018hpa
وإلاّ؛ اذا ارتفعت فوق هذا المعدل تحوّلت المنخفضات نحو اوروبا الغربية. ففي الأيام المقبلة، تشير خطوط الضغط الجوّي في المنطقة الجنوبية الشرقية من المرتفع الآزوري الى استقرار الوضع الذي سيخدم مصلحة البحر المتوسط وشمال افريقيا والشرق الأوسط، بخاصة وانّ المرتفع السيبيري انهارت جدرانه.
هذا الشرح العلمي للوضع العام، يشير الى انّ سلسلة من المنخفضات سوف تضرب لبنان في القسم الأول من كانون الأوّل ويحمل معه الخيرات.
وقد وضرب اليوم المنخفض الجوّي اسطنبول بشراسة وتساقط ت الثلوج بغزارة على الجبال التركية الغربية، بعد ان اجتاح اليونان وسبّب بجرف الأتربة والسيول الفيضانات . وفي الوقت الحالي تشهد المنطقة المائية من البحر المتوسط الممتدة من شمال افريقيا وحتى قبرص وصولاً الى السواحل اللبنانية والسورية والفلسطينية ارتفاعاً تدريجياً في نسب الرطوبة التي ستغذّي المنخفض لكي يلقي على هذه البلدان بالخيرات المنتظرة.
وقد لاحظ الاب خنيصر تدفّقاً بالرياح الجنوبية الشرقية المتجهة من شبه الجزيرة العربية مروراً بالأردن والتي ستنطفئ صباح الأربعاء عندما تصل الرياح الغربية وسيسبّب هذا الوضع بأمطار اولى موحلة صباح الأربعاء وعواصف رعدية قوية وتساقطاً للبرد بشكل غزير (التقاء تيارات معاكسة).
في الاطار نفسه، نشر موقع جنوب لبنان على صفحته على الفيسبوك فيدو عن المنخفض الذي سوف يجتاح لبنان بامطاره الغزيره والعواصفه الرعديه وهبات الرياح القويه خلال الايام القليله المقبلة .