تجتهد طيردبا لتكون بلدة خضراء مترامية الأطراف في قضاء صور، مزدانة بالغابات ومسوَّرة بالأحراج، لا سيما وأنها تملك أراضٍ شاسعة مؤهلة لتكون مساحات خضراء، وهذا ما بات يمثل تحديا للأهالي والمجلس البلدي ومعظم مؤسساتها الأهلية، بحيث تخطت حملة التشجير الأخيرة التقليد السائد، لجهة أن غرس الشجر مجرد محطة إعلامية، فالأهمية ليس للزرع فحسب، وإنما للمتابعة والاعتناء بالأغراس، أي أن حملات التشجير ستكون لها برامج خاصة ومتابعة، من خلال البلدية التي استبقت أعمال التشجير بتأمين خزان مياه مع شبكة لري الأغراس، وتأمين الاستدامة المفروض أن تؤمن فرص نجاح هذه العملية.

خلال أعمال التشجير الأولى، التي انطلقت مؤخرا، أكد مشاركون لـ greenarea.info أنهم يزرعون للأجيال القادمة، وقال أحدهم: “هذه الأراضي أمانة في أعناقنا لأبنائنا وأحفادنا من بعدنا، ونريدهم أن ينعموا بمساحات خضراء، وليتذكروا يوما أننا زرعنا، وليزرعوا هم بدورهم لمن سيأتي بعدهم”.

وتوزع المشاركون إلى فرق عمل، حيث تم تحضير الحفر لزرع الأغراس، مع مراعاة أمور تقنية من خلال أصحاب الخبرة في هذا المجال، والانطلاق بعدها لاستكمال الحملة وفق ما هو مخطط ومرسوم.

 

1200 شجرة

 

رئيس بلدة طيردبا حسين سعد أشار في حديث لـ greenarea.info إلى أن “البلدة تضم أراضٍ واسعة بحاجة الى تحريج، وهي بالتالي تتطلب إمكانيات كبيرة”، وقال: “قد شهدنا منذ انطلاق البلدية بعض عمليات تشجير خجولة في البلدة”.

وأضاف سعد: “هناك مساحات كبيرة خضراء لكنها تكاد تقتصر على الأشجار المثمرة فحسب، لكننا رأينا أنه من الأفضل غرس ما استطعنا من الاشجار الحرجية، فقمنا بتقديم طلب عبر مشروع لـ جمعية SHIELD، وبدأنا فعلا بعمليات غرس أنواع مختلفة من الاشجار، منها: الصنوبر المثمر (الجوي)، الحور العجمي، الكينا، الخرنوب، وأضفنا نوعا من أنواع العليق، وهو عبارة شجرة زينة ذات وجه جمالي رائع”.

وأشار إلى “اننا بدأنا بتنفيذ المشروع ضمن الخط الرئيسي، أي مدخل البلدة من جهة مدينة صور، والأعمال ممتدة الى الأحياء الداخلية في البلدة، وستشمل الأحياء المستحدثة وصولا الى باقي المساحات التي بحاجة الى تشجير”، لافتا إلى أنه “سيتم غرس ما يقارب 1200 شجرة”، وأضاف “لقد اخترنا هذه الانواع من الأشجار، وتحديدا الصنوبر والحور لتميزهما من الناحيتين البيئية والجمالية”.

 

استدامة المشروع

 

وتم تمويل المشروع من قبل “برنامج الغذاء العالمي” World Food Programme التابع للأمم المتحدة، بالتعاون مع جمعية SHIELD، يشترك بتنفيذه مجموعة من العمال، على أساس أن يكون ثلثا العدد من النازحين السوريين والثلث الباقي من اللبنانيين.

وبحسب سعد، فإن “المشروع بالاضافة الى بعده البيئي هناك جانب إنساني لجهة بتوفير فرص عمل للسوريين وبعض العمال اللبنانيين”، لافتا إلى أن “عملية التشجير محددة المدة بعشرين يوما، تشمل بالاضافة للتشجير مد شبكة ري، بناء خزان مخصص لتوفير المياه وضمان استدامة المشروع، الذي يعتبر استراتيجيا، بالتالي هو غير مؤقت”.

وإذ شكر “كل من ساعد وساهم في إطلاق هذه الحملة، ولا سيما برنامج الغذاء العالمي وجمعية SHIELD”، أكد سعد أن “هذه المشاريع تعتبر فرصة قد لا تتكرر، خصوصا بمثل هذه الإمكانيات، لذلك فالعبرة في استمرارية هذه الاشجار والمحافظة عليها لاحقا، وهذا ما نأمله ونرجوه”.

ولفت إلى أن ” المرحلة المقبلة من اعمال التشجير ستشمل، اضافة الى الشوارع الرئيسية (جبل عريض العين) الذي يزيد على العشرين الف متر مربع، تمهيدا الى تحويل المنطقة الى محمية طبيعية بعد التخلص كليا من مكب النفايات المؤقت في المنطقة”.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ن

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This