اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي في اليومين الماضيين صوراً تظهر الآثار السلبية التي تسببت فيها الشتوة الأولى على طرقات لبنان، وهذا ما يحصل كل سنة للأسف. وفيما نشر بعض الاشخاص فيديوهات تظهر السيارات شبه مغطاة بالمياه في بعض شوارع بيروت، ونشر البعض الآخر صورا وفيديوهات لطرقات تكاد تنهار، تواصلنا مع وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر، للاطلاع أكثر على تحضيرات الوزارة قبل الشتوة الأولى، مع وصول العاصفة “بربارة” المتوقع أن تبدأ بالانحسار السبت المقبل؟
زعيتر: مستعدّون للعاصفة
وأكّد زعيتر خلال مقابلة هاتفية مع greenarea.info ان “وزارة الأشغال غير مسؤولة عن الطرقات الداخلية، و هي لا تتهرّب من مسؤولياتها”. وأضاف: “نحن مسؤولون عن الطرقات الدولية: بيروت- الشمال، بيروت- البقاع، بيروت – الجنوب، والبقاع- الحدود الجنوبية. أما الطرقات الداخلية في بيروت التي أغلقت فيها مجاري الأمطار، فهي ليست من مسؤوليتنا، بل من مسؤولية البلديات”.
إلا انه أبدى استعداد الوزارة “للمساعدة في أي مهمة حتى لو لم تكن من مسؤولياتها، لكن يمكنها المساعدة فيها”. وفي ما يتعلّق بالعاصفة “بربارة”، قال: “مستعدّون لـ”بربارة”، وستفتح الطرقات الدولية في حال تراكم الثلوج في أسرع وقت ممكن”، مضيفاً ان “جميع الطرقات الدولية قد لُزّمت، وقد التقيت بالإداراة والشركات التي لها علاقة بصرف مياه الأمطار”.
بعد مشاهدة الفيديوهات التي تظهر حال الطرقات المأساوي في بيروت، حاولنا الاتصال بمحافظ مدينة بيروت القاضي زياد شبيب، إلا انه لم يجيب.
بلديات الضاحية الجنوبية مستعدة
أما طرقات الضاحية الجنوبية لبيروت، فلم يكن حالها مأساوياً كما في سنوات سابقة. وتواصلنا مع رئيس “اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية” محمد درغام، حيث قال ان “الفضل في تحسّن أوضاع الطرقات خلال الأمطار يعود إلى برنامج تنظيف خطوط مصارف الأمطار التابع لبلديات الضاحية”، مضيفاً “نتابع عمل البلديات”.
وعزا سبب سوء حال الطرقات في العام الماضي إلى تكدّس النفايات في الشوارع. كما قال ان “بلديات الضاحية تعيد التأكّد من ان الطرقات المسؤولة عنها وزارة الأشغال، والتي تقع ضمن نطاق الضاحية، لن تعاني من أية مشاكل كذلك، وأعطى مثالا على ذلك طريق المطار”.
ورداً على سؤالنا عن المدة التي ستستمر فيها الحفريات في طرق عديدة بالمنطقة، والتي قد تؤدي إلى تأزّم حال الطرقات خلال الأمطار، قال “ستستمرّ الحفريات، لكن بوتيرة أقل في فصل الشتاء، وسبب استمرارها هو مشروع استراتيجي مدته سنتان من أجل موضوع المياه في الضاحية الجنوبية”. وأوضح ان هذا المشروع، الذي يتم العمل على شبكاته حالياً داخل الضاحية الجنوبية، تابع لسدّ بسري.
محافظ الجنوب: للتحرك سريعا عند اي طارىء
من ناحية أخرى، تابع محافظ الجنوب منصور ضو جهوزية ادارات واجهزة الدولة جنوبا لمواجهة اثار العاصفة التي تضرب لبنان، فأجرى سلسلة اتصالات مع لجنة إدارة الكوارث ومع مسؤولي بعض الادارات والأجهزة المعنية لمواكبة اي جديد يتصل بالعاصفة، واطلع على واقع واحتياجات بعضها في هذا المجال لتقوم بدورها ضمن الامكانيات المتاحة.
كما اتصل بعدد من رؤساء البلديات في الجنوب للغاية نفسها، داعيا اياهم الى “اتخاذ كافة الاجراءات والتدابير اللازمة للتحرك سريعا عند اي طارىء على خلفية العاصفة او ابلاغ المحافظة بها اذا لزم الامر”.
السيارات علقت في الشمال
أما في الشمال، فقد تجمعت المياه في ساحات وشوارع مدينة طرابلس، بسبب الامطار الغزيرة، ولا سيما في منطقة أبي سمراء ساحة مرج الزهور، حيث علقت السيارات في الساحة التي تحولت الى بركة مياه، ما تسبب بزحمة سير في مختلف انحاء المدينة، بحسب “الوكالة الوطنية للاعلام”.
وأضافت الوكالة ان الاهالي ناشدوا البلدية العمل على فتح مسارب للمياه لتسهيل حركة المرور. وفي محلة باب التبانة – الحارة البرانية، حولت السيول والامطار الغزيرة شوارع المحلة الى برك.
الثلوج 10 و15 سنتمترا
وقد تكللت أعالي سلسلتي جبال لبنان الشرقية والغربية بالثلوج للمرة الأولى هذا الموسم، ومنع سوء الرؤية وشدة الرياح وكثافة الثلوج جرافات وزارة الاشغال في مركز الارز من فتح طريق عيناتا – الارز المقفلة منذ ليل أمس.
وتكللت سلسة جبال لبنان الشرقية في الأول من كانون الأول (ديسمبر) الجاري بالثلوج، وللمرة الاولى لهذا الموسم، ما سبب ارتياحا عاما لدى المزارعين بعد جفاف طويل وشح في معظم الآبار الارتوازية. وقد بلغت سماكة الثلوج بين 10 و15 سنتمترا. أما الطرق الجبلية في الخريبة – حام – معربون – عين البنية – النبي سباط سالكة للسيارات الرباعية الدفع والسيارات المجهزة بسلاسل معدنية.
أمطار غزيرة في البقاع
من جهته، أفاد قسم المناخ في حوش الامراء – زحلة التابع للارصاد الجوية في بيان، ان كمية الامطار التي هطلت يوم الاربعاء مع بدء المنخفض الجوي “بربارة” كانت خلال الـ24 ساعة الماضية 28.5 ملم.
وقد بلغت نسبة الامطار المتساقطة لغاية صباح اليوم 40.6 ملم يقابلها في نفس التاريخ من العام الماضي نسبة 96.9 ملم، اما المعدل العام لهذا اليوم فهو 106 ملم.
موسم الشتاء والثلوج يحمل معه الفرح للكثير من الناس، إلاّ انه يتحوّل إلى نقمة بدلاً من ان يكون نعمة، مع حال الطرقات السيئة، على رغم انه كان يمكن للجهات المعنية تحسينها قبل موسم الشتاء. ولعلّ هذا ما يفتح الباب أما سؤال المعنيين عن سبب عدم قيامهم بالحد من الكوارث قبل حصولها، بدلاً من الانتظار للحظات الأخيرة؟