تتجه دول العالم لتوظيف ثرواتها الطبيعية والبيئية، أنهارا وجبالا وبحيرات، ووضعها على قائمة مواقعها السياحية، والترويج لها في أوقات محددة من السنة، في ما بات يعرف بالسياحة البيئية، وجلها معالم ومواقع لم نسمع بها إلا حديثا، أي بعد أن أصبجت وجهات سياحية دائمة أو موسمية يُروّج لها لاستقطاب السياح، وهو في الغالب توظيف إيجابي يميط اللثام عن مواقع طبيعية مهمة، تكتنز ثروات جمالية وبيئية، فضلا عما تحفل به من كائنات تمثل بعضا من تنوع حيوي، وهذا الأمر يتعدى في أهميته الإطار الجغرافي لهذا الموقع أو ذاك، خصوصا وأن مثل هذه المواقع تشتمل على نظم إيكولوجية لا يمكن تصنيفها على أنها ثروة محلية وطنية فحسب، وإنما ثروة عالمية بعد أن أصبحت الكثير من الأنواع الحيوانية والنباتية عرضة للانقراض والاندثار.

 

4

 

محمية طبيعية

 

ومن هذه المعالم بحيرة “كويوجوك” التركية الواقعة في ولاية قارص التي تغطي أجزاء من أراضي شرق تركيا، ولم تكن هذه البحيرة معروفة سابقا كمعلم سياحي عالمي، كما هو الحال اليوم، ويبدو أنها اكتسبت أهميتها نظرا لأنها موطن لمئات الأنواع من الطيور، إذ تؤكد التقارير التي أوردتها الدولة عبر وزاراتها المعنية أن “أعدادها تخطت عشرات الآلاف من 232 نوعا مختلفا”، حتى أن “كويوجوك” تعرف بأنها “جنة الطيور”، لتصبح مركزا للسياحة البيئية يؤمه السياح من مختلف أقطار العالم.

وتقع البحيرة في قضاء “آرباجاي” على بعد 40 كلم شمال شرق مركز مدينة قارص، حيث أعلنتها تركيا محمية طبيعية ضمن إطار “اتفاقية رامسار” The Ramsar Convention الدولية التي تهدف إلى الحفاظ والاستخدام المستدام للمناطق الرطبة وتنمية دورها الاقتصادي والثقافي، العلمي وقيمتها الترفيهية.

 

1

 

وتبلغ مساحة البحيرة قرابة 245 هكتارا، وبارتفاع ألف و 627 مترا عن سطح البحر، ومن أبرز الطيور التي تحتضنها: طائر “بط أبو فروة”، و”الغرة الأوراسية”، و “البط البري” (بط خضاري)، و”طائر الغطاس “أسود الرقبة”، و”طائر الزرزور”، و”الأوزة الرمادية” وغيرها، يقصدها هواة التصوير، فضلا عن مراقبي ومتتبعي مسارات  الطيور المهاجرة.

 

مركز للسياحة البيئية

 

رئيس جمعية “الطبيعة الشمالية” (وهي جمعية غير حكومية) تشاغان شكرجي أوغلو، قال لـ “وكالة أنباء لأناضول” إن “بحيرة كويوجوك تعد أهم جنة للطيور في منطقة شرق الأناضول”، مشيرا إلى أن “أول محطة لمتابعة الطيور المائية في تركيا أنشئت في البحيرة”.

وأعلنت السلطات التركية البحيرة منطقة لتنمية الحياة الطبيعية عام 2005، وفي 2010 تم إعلانها المحمية الطبيعية الـ 13 في البلاد، ضمن إطار اتفاقية “رامسار”، بحسب رئيس الجمعية.

وأشار أوغلو، بحسب “وكالة الأناضول” وهو يعمل أكاديميا في جامعتي “يوتاه” الأميركية و “قوج” التركية في اسطنبول، إلى أنه زار البحيرة عام 2004، وانبهر بها، لافتا إلى أنهم أحصوا “40 ألف طير فيها آنذاك”.

 

2-1

 

ولفت أوغلو إلى أن البحيرة تحتضن اليوم عشرات الآلاف من الطيور، لا سيما خلال موسم الخريف، مع نهاية أيلول (سبتمبر)، وبداية تشرين الأول (أكتوبر) من كل عام، مشيرا إلى أن “فرق الجمعية تأتي إلى البحيرة بشكل منتظم وفي أوقات معينة سنويا، لإحصاء عدد الطيور ومتابعتها”.

وبين أن عدد الطيور في البحيرة بلغ أعلى مستوى له العام الجاري، مقارنة بالجفاف الذي ضرب المنطقة قبل عامين، مشيدا بجمال البحيرة التي أصبحت مركزا للسياحة البيئية، لما تتمتع به من مناظر خلابة وتوفرها على أكواخ للزوار ولمتابعي الطيور.

واستمرت البحيرة، بحسب أوغلو، في استقبال السياح حتى في الفترات التي شهد فيها القطاع السياحي في تركيا ركودا، مبينا أن البحيرة توفر لسكان المنطقة دخلا من خلال السياحة البيئية.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This