سامر الحسيني – السفير
برغم “هدنة الثلوج”، تزدحم الطريق الدولية المؤدية الى البقاعين الاوسط والشمالي بمئات السيارات الوافدة من بيروت الى قرى السهل في البقاع. إنها عجقة الخريف وتحديدا “عجقة تشرين” كما يطلق عليها وترتبط بهواية الصيد.
المقاهي والمطاعم على طول الخط الدولي الذي يمتد من ضهر البيدر وصولا الى الفرزل لا تنام والمؤسسات التي تبيع لوازم الصيد تنتشر بين المريجات وبوارج وشتورا. تعمل أيضا على مدار الساعة ولا تقفل ابوابها لحظة واحدة كما يؤكد تاجر بيع لوازم الصيد من الخرطوش والاسلحة والعتاد، وهو من المراهنين على هواية تستقطب سنويا الاف الهواة الى منطقة البقاع وتدر على المنطقة ارباحا كبيرة.
رحلة صيد “البيارتة وابناء الجبل” وفق توصيف صاحب احدى مؤسسات بيع لوازم الصيد، لا تقتصر على هواية الصيد دون سواها انما ترتبط بدورة اقتصادية كاملة.
هذه الرحلة لها محطات عدة، بدءا من محال سندويشات اللبنة والجبنة والقريشة التي تنتشر بين المريجات وبوارج وصولا الى شتورا المشهورة بـالسحلب وهو الطبق الالزام الساخن والمغذي قبيل تشغيل بوصلة وجهة الصيد.
بعد استراحة السحلب في شتورا وشراء صناديق الخرطوش، تتوجه مواكب الصيادين باتجاه قرى البقاع الشمالي ويتوزع عشرات الصيادين بين سهول سرعين وحزين وجرود النبي شيت وصولا الى الهرمل والقاع ومشاريعها.
حصة الخضار والفاكهة والمونة المنزلية، ياتي دورها في ختام ساعات الصيد وخلال طريق العودة الى بيروت وسواها من مناطق الجبل الاخرى. هناك على الطريق الدولية، يعرج صيادون وبعضهم مع عائلاتهم على بسطات الخضار والفاكهة ومحال المونة البقاعية التي تنتشر على طول الطريق ما بين البقاعين الشمالي والاوسط .
“يتمون” الصيادون مونة الشتاء من البطاطا الى أنواع المربيات والكشك والزعتر والحبوب التي تباع على رفوف هذه البسطات وداخل المؤسسات التجارية.
رحلات الصيد التي تتكاثر في “التشرينين”، وتتراجع نسبيا في كانون الأول، بسبب الثلوج، تعود بالفائدة والربح على البقاعيين الذين يعولون على موسم الصيد.