فيما ترصد وسائل الإعلام أبرز الأحداث السياسية والاقتصادية عشية كل سنة جديدة، آثرت بعض الصحف والمواقع العالمية رصد أبرز الإكتشافات على صعيد الحياة البرية، نباتا وحيوانات وأحياء بحرية، وأعلنت قبل يومين انضمام أكثر من مئة وثلاثين نوعا إلى قائمة الأنواع الموجودة في العالم، وتقدر بنحو ثمانية ملايين ونصف مليون كائن حي، أكثر من ستة ملايين منها تعيش على اليابسة، فيما أكثر من مليونين تعيش في المياه المالحة والعذبة.
ما تم رصده خلال العام 2016، يؤكد غنى الكوكب الأزرق بالتنوع الحيوي، ويؤكد أكثر أن هناك أنواعا لم تكتشف حتى الآن، ويتخوف العلماء من اختفاء أنواع كثيرة بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، قبل اكتشافها ومعرفتها ودراستها، فضلا عن أن تغير المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية يعتبر بالغ التأثير في تسريع نسبة نسبة الانقراض.
أكثر المناطق المجهولة على الكوكب
ومن أبرز الأنواع المكتشفة: “السحلية المدرعة” Armored Lizard، “النمل الماص للدماء” blood-sucking ants، “سبيكة البحر الملونة” Colorful Sea Slugs (نوع من الرخويات البحرية الملونة)، وأنواع من الخنافس البراقة وأنواع أيضا من أسماك القرش، وغيرها الكثير من الأنواع النباتية والحيوانية التي تعيش على اليابسة وفي الأنهر والبحار وأعماق المحيطات والغابات المطيرة والجبال والصحاري البعيدة والشاسعة، في العديد من المناطق المجهولة في خمس قارات وثلاثة محيطات، بحسب ما أشارت صحيفة “الدايلي ميل” Daily Mail البريطانية على موقعها الإلكتروني في التاسع والعشرين من الشهر الماضي كانون الأول (ديسمبر).
وأكد العالم الدكتور شانون بينيت Shannon Bennett من “أكاديمية كاليفورنيا للعلوم” California Academy of Sciences هو رئيس قسم العلوم والدراسات في مجال الأمراض المعدية التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان أن “العلماء يقدرون أن الأنواع التي اكتشفناها لم تتعدَّ العشرة بالمئة من أنواع الكائنات الحية على كوكب الأرض”، وقال بينيت للصحافي الذي أعد التقرير لصحيفة وموقع “الدايلي ميل” إيلي زولفاغاريفار Ellie Zolfagharifard: “لقد تركز بحثنا على استكشاف أكثر المناطق المجهولة على الكوكب، ليس في سبيل اكتشاف أنواع جديدة فحسب، وإنما من أجل تسليط الضوء على أهمية تلك الأنواع بالنسبة إلى صحة النظم الطبيعية”.
سمكة غروبو
وبحسب بينيت أيضا، فإن “الأنواع المكتشفة بعضها معروف، لكن قسما منها يلفه الغموض، وهي في الوقت عينه مثيرة للاهتمام إلى حد الذهول، وقد تكون بمثابة مدخل لتوظيف آليات حركتها بعد دراستها لصالح تحقيق المزيد الابتكارات الرائدة في مجالي العلوم والتكنولوجيا”.
وأكد أن “هذه الأنواع تعيش معا داخل منظومة غنية) على كثير من التعقيد سواء عرفنا ذلك أم لا، وحتى أصغر الكائنات الحية قد تكون جميلة ومهمة لنا
ومن الأنواع المكتشفة “سمكة غروبو” Groppo، وتعيش في أكثر المناطق عمقا وصل إليها الإنسان على كوكب الأرض، وهي تختبىء في منطقة البحار متوسطة العمق، وتعرف أيضا باسم سمكة “منطقة الشفق” the twilight zone، كما التقط العلماء صورا جديدة لهذه السمكة، وتعرف بحسب الموسوعات العلمية بـ “بريان غراماتونتوس” Grammatonotus brianne وتتميز بلونيها الزهري والأصفر.
وبحسب الدكتور لويز روشا Luiz Rocha المشارك في الدراسة، فإن “سمك “غروبو” هو من أجمل رأيت حتى الآن”، وقال: “أبعد من مظهرها الجميل، فهي تذكرنا أننا لا نعرف إلا جدا حول الشعاب المضاءة نصف الغامضة، ونسميه (منطقة الشفق)”.
نملة دراكولا
ومن أنواع الحشرات المكتشفة في مدغشقر، نملة دراكولا Dracula ant واسمها العلمي “ستيغماتوما” Stigmatomma، وهي تبني مستعمرات صغيرة تحت الأرض، وتقوم بجرح اليرقات قبل مص دمائها، وتتميز بفك كبير يضم نابين كبيرين، الأمر الذي يساعدها على اصطياد فريستها بسهولة.
واكتشفت عالمة الأحياء، ناتليا ماس Natalia Maass في مدغشقر أيضا نوعا جديدا من النحل الخطير، الذي يطلق عليه اسم “بومبي لايدي” Bombyliidae وهي مغطاة بشعيرات رمادية.