إن مراهنتنا على القضاء كانت تنم عن حسٍّ سليم حيال السلطات في لبنان. فالسلطة التنفيذية، تمخَّضت اليوم، وأنتجت مطالبة بزيادة أعداد آلات “كش” الطيور.
لم نكن نتوقع قرارا أبعد من ذلك، فهذه هي الحدود القصوى لبعد نظرها حيال تقييم المخاطر، المترتبة عن مكب الكوستابرافا الملاصق لمطار “رفيق الحريري” في بيروت. وهذا دليل آخر على ارتهانها لمصالح المنتفعين منها، ولو على حساب عقلانيتها في تقدير المخاطر، التي تهدد حياة الناس بكوارث محتملة.
والسلطة التشريعية، ليست معنية بمناقشة هذه الأمور، حتى وإن كانت تهدِّد سلامة الطيران في مطار بيروت بمخاطر واقعية، وتضع البلاد أمام كوارث محتملة تخطف البسمة من على ثغر كل اللبنانيين.
وحدها السلطة القضائية هي مربط آمال اللبنانيين في التخفيف من تبعات تمادي تجاهل التعديات على الطبيعة بكل عناصرها، وغضِّ النظر عن كل ما يرتبط بها من مخاطر على سلامة وأمان الطيران والتهديد بكوارث جسيمة.
وحدها السلطة القضائية تتمتع بالجرأة والعدالة والقيم الوطنية والأخلاقية والإنسانية، وتعيد النصاب إلى المستوى المقبول من الأمان والسلامة، عبر قرارها بالوقف الفوري لدخول النفايات إلى مكب الكوستابرافا.
تحية إكبار للقضاء في لبنان، خط الدفاع الأخير عن مصالح شعبنا وبيئتنا بمواجهة من يستبيحون كل شيء لحساب مصالحهم.