اتحفنا مجلس الانماء والاعمار، أمس، بتقرير الخبير الفرنسي Henri MILLET الذي يعمل لصالح مكتب Socotec الاستشاري والذي أجرى معاينة ميدانية لموقع مطمر الكوستابرافا ومنشآت المطار والمناطق المحيطة، ووضع تقريرا أوليا بتاريخ 12/1/2017، على أن يرفع التقرير النهائي خلال الأسبوع المقبل.
قدم الخبير الفرنسي مجموعة من الاقتراحات لطرد الطيور، ابرزها تجهيز المطار بمعدات صوتية وضوئية مخصصة لهذا الغرض، واستخدام أشخاص بدوام كامل، في المطار، يكونون مدربين ومجهزين بما يلزم لطرد الطيور خصوصا عند إقلاع وهبوط الطائرات، اسوة بالمطارات المعرضة لخطر الطيور.
في المقابل تثبت المعطيات الميدانية والمشاهدات قرب مطار بيروت ان اجهزة اصدار اصوات النسور الموجودة اصلاً في محيط مطمر الكوستابرافا لا تؤثر بشكل كبير على طيور النورس التي تغط قرب الاجهزة لتقتات على النفايات، كما ان بقية الاقتراحات من قبيل الاجهزة الضوئية وغيرها لا يتوقع ان تكون فعالة بشكل كاف للقول ان مدرجات مطار رفيق الحريري الدولي باتت آمنة.
هل تواجه مطارات العالم حالات مماثلة للكارثة التي تحل بمطار بيروت ؟ وكيف تواجه هذه المطارات مشاكل الطيور من انواع مختلفة وليس فقط النورس، خصوصاً المطارات التي تقع ضمن مسارات هجرة الطيور المحلقة والكبيرة الحجم.
لا حل لمشكلة طبيعية إلا من خلال اللجوء الى حلول طبيعية، بالاستناد الى حلقة الغذاء التي تشكل نظاماً بيئياً يحافظ على توازن الانواع.
تستخدم الصقور في العديد من المطارات حول العالم لابقاء الطيور بعيدة عن مدرجات المطار. وتعتمد هذه الطريقة الطبيعية في العديد من المطارات حول العالم لابعاد طيور النورس والأوز عن مدرجات الهبوط والاقلاع، ولقد حازت هذه الطريقة على شعبية كبيرة.
وبحسب تقرير إدارة الطيران الفدرالية الاميركية ازدادات نسبة حوادث الاصطدام المتعلقة بالطائرات والناتجة عن الحياة البرية بنسبة 42 بالمئة ما بين الاعوام2009 و 2013، ولم يتم التقليل من مخاطر هذه الحوادث إلا من خلال استخدام صقور مدربة التي تقوم بصيد هذه الطيور وبالتالي تفادي اجبار الطائرات على القيام بعمليات هبوط اضطرارية.
ويظهر شريط وثائقي بعنوان “The Ancient Art of Keeping Birds at Bay” كيف ازدهرت هذه الطريقة البيئية والموثوقة في ابقاء المطارات حول العالم آمنة من حوادث الاصطدام بالطيور.
تلقب الصقور ب “قروش السماء البيضاء” بحسب ما يشير مارك آدم رئيس شركة الخدمات البيئية المتعلقة بالصقور والمتخصص في استخدام الصقور لحماية الطائرات.
الطيور الاخرى تخاف منها ، ويجري تدريب الصقور لفترة 30 الى 60 يوم قبل ان تطلق في محيط المطار، وبعد ان تقوم الصقور بواجباتها يطلق المدرب صافرة العودة لهذه الطيور الحادة الذكاء للعودة الى قواعدها، وهذه الطريقة المستخدمة مع الصقور المدربة على الصيد، يعود عمرها الى مئات السنين.
وفي تطور لافت لمكافحة الطيور عمدت بعض المطارات الى اعتماد صقر الكتروني عبارة عن طير آلي والذي من المتوقع ان يبدأ العمل في احدى المطارات الألمانية هذا العام ، وهذه التقنية مصممة لابعاد الطيور عن طريق القيام بنفس الحركات الطبيعية التي يقوم بها الصقر، ولكن لن يتم اعتماد هذه التقنية قبل التأكد من مأمونيتها وفعاليتها.