يعتبر “أوكسيد النيتروز” Nitrous oxide (N2O) من أخطر الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، ويعرف أيضا بـ “غاز الضحك” Laughing Gas لآثاره المنشطة عند استنشاقه وهو ينبعث من التربة الزراعية، فأوكسيد النيتروز تطلقه بكتيريا في التربة وفي المحيطات، ولذلك فهو جزء من الغلاف الجوي للأرض، وتمثل الزراعة المصدر الرئيسي لأوكسيد النيتروز المنتج بشرياً: زرع التربة، استخدام الأسمدة النيتروجينية والتعامل مع مخلفات الحيوانات، كل هذه العوامل تساهم في تنشيط البكتيريا المتواجدة طبيعياً لأن تنتج المزيد من هذا الغاز غير القابل للاحتراق.

يحاول علماء نروجيون اختراق أسرار “أوكسيد النيتروز” Nitrous oxide لمحاربته بشكل أفضل وعلى نطاق واسع، وأنشأوا لهذه الغاية بالقرب من أوسلو مزارع تجريبية مزودة بروبوت يقيس انبعاثات هذا الغاز الضار بالبيئة، وطوروا هذا النموذج لمحاربة “أوكسيد النيتروز” المسبب للاحتباس الحراري، خصوصا وأنه أقوى بـ 300 مرة من غاز ثاني أوكسيد الكربون بالنسبة لارتفاع درجة حرارة المناخ.

 

الأسمدة النيتروجينية

 

ويسعى العلماء لتحديد استراتيجيات لمكافحة هذا الغاز الذي يساهم في حوالي 10 بالمئة من ظاهرة الاحتباس الحراري، فضلا عن أنه يؤثر على طبقة الأوزون أيضاً.

في هذا المجال، يقول الخبير في مجال العلوم البيئية من “الجامعة النرويجية لعلوم الحياة” Norwegian University of Life Sciences لارس باكن Lars Bakken: “إذا أردتم أن تثبتوا أن إدارة خاصة للتربة تحد من انبعاثات أوكسيد النيتروز، يجب قياس هذه الانبعاثات من التربة مرارا وتكرارا، ويوما بعد يوم خلال موسم كامل”، ورأى أن “السبب هو تقلب انبعاثات أوكسيد النيتروز بين يوم وآخر”، وقال: “نضع غرفة كهذه داخل الأرض ونقيس لمدة ثلاث دقائق تركيزه داخل هذه الغرفة”، وأشار باكن – بحسب أورونيوز – إلى أن “الهدف هو جمع البيانات تلقائياً لأننا نحتاج لكثير من البيانات”، فالروبوت يدخل في أراض مختلفة تلقت علاجات عدة.

يعتبر تشكل أوكسيد النيتروز ظاهرة طبيعية تنشأ من البكتيريا، لكن كثرة استخدام الأسمدة النيتروجينية أدى إلى زيادة الانبعاثات، ومن هنا يريد الباحثون أن يفهموا بدقة أكثر وظيفة بعض الكائنات الحية الدقيقة في التربة، وكيف يمكن لبكتيريا معينة أن تصنع وتمتص الغاز.

 

تدجين البكتيريا

 

وفي سياق الدراسة عينها، يقول الخبير في العلوم الميكروبيولوجية باول ليكوس Pawel Lycus من “الجامعة النرويجية لعلوم الحياة”: “بعض أنواع البكتيريا مسؤولة عن إنتاج أوكسيد النيتروز فقط، والبعض الآخر لديها القدرة على الحد من هذا الغاز، لكن أغلب الخلايا في التربة لها القدرة على إنتاج أوكسيد النيتروز والحد منه”.

ويضيف: “الهدف من دراستنا هو تحسين فهمنا الأساسي، على المستوى الجزيئي، والكيمياء الحيوية. كيف تتم عملية إنتاج أوكسيد النيتروز والحد منه لمحاولة تطوير استراتيجيات للحد من انتاج أوكسيد النيتروز؟”.

وبحسب Euronews، فإن أحد الأهداف هو محاولة تدجين البكتيريا، أو بمعنى آخر تحفيز قدرتها على انتاج الانزيم الذي من شأنه أن يدمر أوكسيد النيتروز.

ويقول الخبير في علوم الكيمياء الحيوية مانويل سوريانو لاغونا Manuel Soriano-Laguna من “جامعة ايست انجليا” University of East Anglia البريطانية: “انه بروتين خاص جدا، اليوم، هو الوحيد المعروف الذي يستطيع تدمير أوكسيد النيتروز. في وسط البروتين، هناك ذرات نحاس ضرورية لتتمكن من القيام بهذه الوظيفة. نريد أن ندرس من وجهة نظر الكيمياء الحيوية كيف تستطيع هذه البكتيريا انتاج هذا البروتين، فالعقود الأخيرة شهدت تزايداً في انبعاثات أوكسيد النيتروز، واستخدام الأسمدة وتكوينها عوامل رئيسية بيد أن خصائص التربة وطرق التعامل معها أمر مهم أيضاً”.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This