تعرّف الطاقة المتجددة بأنها الطاقة المستمدة من الموارد الطبيعية دائمة التتجدد، أي التي لا تنفد، ولا تنشأ عنها عادة مخلفات كثاني أوكسيد الكربون (CO2)، أو غازات ضارة بالغلاف الجوي تعمل على زيادة الاحتباس الحراري كما يحدث عند احتراق الوقود الأحفوري من بترول وفحم وغاز الطبيعي، أو الوقود النووي الذي يستخدم في المفاعلات النووية.

لكن هل ستكفي تكنولوجيا الطاقة النظيفة للحد من ارتفاع درجة حرارة الارض؟

تقود مصادر الطاقة الثلاثة: الغاز، الفحم والنفط، الاقتصاد العالمي منذ الثورة الصناعية حتى اليوم، الا انها ايضا تقود الحياة على هذا الكوكب الى الزوال، فمنذ ذلك الحين ارتفعت درجات الحرارة العالمية درجة واحدة، وازداد الدمار في التنوع البيولوجي، وانقرض الكثير من الكائنات، كما اتسعت رقعة الاراضي الجافة، واختفت بحيرات كثيرة وأغرقت الفيضانات آلاف القرى، وانتشرت امراض جديدة تنقلها حشرات لم تكن موجودة اصلا على كوكب الارض.

تقول دراسة نشرتها مجلة “الطبيعة تغير المناخ” Nature Climate Change أن جميع الاختراعات المساعدة في مجال الطاقة المتجددة لن تكون كافية للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، وستسمر درجة حرارة الكوكب بالارتفاع، وقد تصل الى ثلاث او اربع درجات فوق المعدل، إن لم نقم ببعض الاجراءات.

وترى الدراسة أن الطاقة النظيفة من الطاقة الشمسية، الى الطاقة المائية أو حتى طاقة الرياح وجميع الاختراعات الحديثة التي تقلل استهلاك الوقود الاحفوري، لن تكون كافية للحد من ارتفاع درجة حرارة للارض بمعدل درجتين مئويتين، كما جاء في مقررات اتفاقية باريس من كانون الأول (ديسمبر) 2015 ما لم يتم إحراز تقدم تكنولوجي يؤدي الى السيطرة على الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

ويقول الباحثون في هذا المجال، أنه في الوقت الحالي، لا تمنع تقنيات الطاقة النظيفة بشكل عملي من تزايد احتراق الوقود الأحفوري، أو لا تغير بشكل جذري أنظمة النقل التقليدية التي تسير بواسطة الوقود الاحفوري.

على الرغم من أن اتفاقية باريس فرضت على جميع الدول التعاون في سياق الحد من استخدام الوقود التقليدي واستبداله بالطاقة النظيفة، الا انها لم تضع نظام مراقبة يسمح بمراقبة مدى التزام تلك البلدان بهذه المقرارات.

فقد وضع الباحثون القائمون على دراسة ظاهرة الاحتباس الحراري قواعد لمراقبة مدى تأثير هذا الوقود على التغيير المناخي، وأهم هذه القواعد هي مراقبة الناتج المحلي والى اي مدى يتم استهلاك الطاقة التي تسبب انبعاثات CO2 لكل وحدة من الناتج المحلي الإجمالي، وبناء عليه وجدوا ان استخدام الوقود الاحفوري قد انخفض بنسبة 3 بالمئة فقط، فيما استمرت معظم الشركات العالمية في استخدام هذا النوع من الوقود الذي ينتج CO2 مثلما كانت تفعل قبل خمسة عشر عاما.

وتظهر الدراسة أن الانبعاثات العالمية لغاز ثاني أوكسيد الكربون (CO2) الناجمة عن حرق الوقود الأحفوري، ظلت مستقرة لمدة ثلاث سنوات متتالية (2014 و 2015 و 2016)، حوالي 36 بليون طن من ثاني أوكسيد الكربون.

وفي الوقت نفسه، تقول الدراسة، ان بعض التكنولوجيات التي تعتبر ضرورية للحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية ليست كافية حتى الآن، وليست متطورة بقدر يسمح لها مثلا بسحب CO2 من الغلاف الجوي.

يقول العلماء القائمون على الدراسة أنه يجب العمل بسرعة وبمشاركة كل البلدان كي نمنع تهديد الحياة على كوكبنا مع مخاطر ارتفاع درجة حرارة الارض بمقدار 3 او حتى 4 درجات مئوية، وان هذا يتطلب قرارات على المستوى السياسي.

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This