حصل موقعنا greenarea.info على فيديو صادم، يظهر ثعلباً في قفص تم أسره في بلدة سحمر (البقاع الغربي)، قبل أن يُرمى في باحة مقفلة، حيث قام كلبان بنهشه حتى الموت، فيما بدا مواطنون يلتقطون الصور دون أن يرفَّ لهم جفن، وهم يصرخون ويضحكون ويسهلون للكلاب قتله، في عمل ينافي الحد الأدنى من القيم الإنسانية!

في القوانين الدولية يمنع تعذيب الحيوانات، وحتى في الأعراف الإنسانية والأخلاقية والدينية، وهذه القضية ترقى إلى زمن بعيد، فعلى سبيل المثال، دافع الفيلسوف والرياضي فيثاغورس (500 – 580 قبل الميلاد) عن حقوق الحيوان، وهناك مئات الجمعيات والمؤسسات حول العالم ما تزال تقود حملات في مواجهة تعذيب الحيوانات، فضلا عن أن هذه المسألة ما تزال تعتبر إشكالية علمية وأخلاقية، فالفيلسوف الألماني إيمانويل كانت (1724-1804)، يعتبر أن القسوة على الحيوانات كانت خطأً لأنها تعتبر شيئاً سيئاً للجنس البشري، وقال كانت “القسوة على الحيوانات تخالف الفطرة السليمة للإنسان لأنها تميت فيه الإحساس بالشفقة تجاهها”.

 

الدفاع عن الحيوانات ليس ترفا

 

وفي التفاصيل، عَرضت صفحة على موقع “فيس بوك” باسم عماد الخشن من بلدة سحمر – البقاع الغربي، هذا الفيديو الذي أثار موجة سخط وغضب شديدين، ظهرت من خلال تعليقات استنكرت هذا التصرف، بعضها لناشطين، أحدهم وسيم بزيع الذي قال أن “الفيديو يلخص الدقائق التي أودت بحياة ذئب أحمر بطريقة إجرامية، تعتبر مؤشرا خطيرا لعقلية بعض البشر”، وكتب بزيع أيضا: “الانسان يعلم الحيوان الاجرام”، في إشارة إلى استخدام الكلاب في قتل الثعلب، وقام بتبليغنا عن الفيديو المنشور، وتحسبا منا، وبعد مشاهدته والتعليقات التي تناولته، قمنا بنسخه متوقعين إزالته من قبل صاحب الصفحة أو إدارة “فيس بوك” التي تمنع عرض فيديوهات تتضمن ترويعا وتنكيلا بالحيوانات، وهذا ما حصل إذ اختفى الفيديو وأزيل عن الصفحة.

ولأن الدفاع عن الحيوانات ليس ترفا كما يحلو للبعض أن يروج، فقد آثرنا إطلاع الرأي العام على ما حدث، واعتبار الفيديو بمثابة إخطار للنيابة العامة البيئية لتقوم بما يقتضيه القانون في مثل هذه الحالات.

بزيع: فيديو مستفز!

 

الناشط المدني والبيئي وسيم بزيع أبلغ “جمعية Green Area الدولية” عن هذا التعدي الذي طاول ثعلبا أحمر، طالبا من التدخل، وقام بإرسال رابط الصفحة التي عرض عليها الفيديو واستنكر عبر greenarea.info “هذا الاستهتار والعبث بالحياة الطبيعية”، وقال: “ان هذا الفيديو مستفز، ليس بالنسبة لي فحسب، وانما لكثيرين ممن شاهدوه استنكروا ايضا تعذيب الثعب بطريقة اجرامية، والمثير للقلق أن الكثير من البشر ليس لديهم اطلاع أو دراية بالحيوانات التي تعيش في محيطهم، وايضا يتعاطون مع الحيوان بنفس مستوى تفكير الانسان، في المعاقبة وانزال الحكم فيه، فبحجة انه يهاجم الدجاج بادروا إلى قتله تعذيبا وتنكيلا، وهم لا يعلمون أن هذا الحيوان جائع، وليس بمعتدٍ، ولكن عند شعوره بالجوع يحاول الانقضاض على بعض انواع الحيوانات ليؤمن غذاءه”.

واضاف: “إن الطريقة التي استخدمت في قتله هي مستهجنة فعلا، فإن تسليط الكلاب عليه لقتله يؤدي الى تداعيات كبيرة من شأنها تحويل هذه الكلاب وان كانت مسالمة الى شرسة، بسبب تعويدها على القتل، ومن الممكن ان تعتدي لاحقا على اي حيوان اليف في محيطها اذا ما شعرت بالجوع”.

وأكد بزيع أن “الانسان بتجاوزاته وصل الى ضرب منظومة الحياة بشكل عام، فهذا الثعلب المتعارف عليه باسم الثعلب الاحمر موجود في جنوب لبنان، وهو ينتمي إلى فصيلة الكلابيات وهو حيوان متطفل وذكي، اي انه موجود والانسان يشكل له المشكلة الاكبر بتعاطيه معه كمهاجم ومعتد، لذلك ما نحتاجه هو نشر الوعي وتعميم ثقافة بيئية، فالجريمة بحق الحيوان ومعاقبته ليست حلا”، وناشد “كل معني بهذا الموضوع التدخل لوقف التعديات على الحيوانات”.

4 (14)

أبي سعيد: تعذيب الحيوانات ممنوع

 

وأشار رئيس “مركز التعرف على الحياة البرية” الأستاذ المحاضر في الجامعة اللبنانية – كلية العلوم البروفسور منير أبي سعيد لـ greenarea.info إلى أن “تعذيب الحيوانات ممنوع في كافة القوانين”، ولفت إلى أن “كل كائن يعيش في بيئتنا له دور في التوازن البيئي وانقراضه تكون له تبعات ونتائج سلبية”، منوها إلى أنه “بدلا من قتل الثعلب الأحمر واسمه العلمي Vulpes vulpes، يمكن نقله إلى منطقة نائية إذا كان يشكل خطرا على الدجاج”.

تجدر الإشارة إلى أن الثعلب الأحمر يعتاش على اللافقاريات مثل الحشرات، الرخويات، أما الفقاريات التي يتغذى عليها فتشمل القوارض كالفئران، الأرانب، البرمائيات والزواحف الصغيرة التي تتسبب بأضرار في المزروعات.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This