امتدت يد العبث والتدمير إلى قضاء جبيل، ضاربة عرض الحائط القوانين والشروط البيئية وصحة المواطنين وأعصابهم وراحتهم، وطاولت أرزاقهم وأملاكهم، وتحديدا في الطريق المؤدية إلى بلدة قرطبا في منطقة بلحص الجبيلية، كسارات ومرامل تنهش الجبال عشوائيا وشاحنات تسلك الطريق القديمة مهددة سلامة المواطنين.

لكن أهالي قرطبا والجوار لن يرضخوا لواقع الحال، وعلم greenarea.info أن هناك تحركا قريبا في ما لو لم تتحرك السلطات المعنية لوضع حد للتخريب المستمر، خصوصا لجهة شفط الرمول من تحت الطريق وفوقها، الأمر الذي يهدد بانهيارها وإلحاق الضرر بالمواطنين في المناطق القريبة.

 

إخبار قضائي

 

وفي هذا السياق، تقدم المهندس أنطوان نزيه القسيس بإخبار الى النيابة العامة البيئية في جبل لبنان بتاريخ 27 شباط (فبراير) 2017 حول موضوع مرامل وكسارات “منطقة بلحص” في قضاء جبيل التي تعمل دون ترخيص قانوني.

وجاء في نص الإخبار: “… نتقدم من رئاستكم الموقرة بإخبار بيئي حيث يتم التعدي على العقارات الخاصة والعامة والمشاعات في منطقة بلحص العقارية، من خلال إستخراج الرمول والصخور بغرض التجارة دون أي مسوغ شرعي، فالمعتدون لا يملكون أي ترخيص قانوني بأي شكل من الاشكال وهم يعملون في الليل وبالخفاء، وان تعدياتهم تشمل كل العقارات المشار اليها، فهم يعملون على قطع الاشجار الحرجية والصنوبر وينهشون ويقضمون الجبال بطريقة عشوائية دون حسيب أو رقيب معرضين المنطقة إلى أضرار بيئية، فهي أصبحت كالصحراء لا حياة فيها وإنهم يعيشون بين المرامل غير مكترثين للعواقب البيئية والصحية”.

وأضاف: إستخراجهم للرمول يحصل بطريقة عشوائية دون مراعاة للأنظمة المرعية الاجراء الواردة في قانون المخطط التوجيهي للمرامل والمقالع والكسارات، فلا يمكن إعادة إستصلاح الاراضي المعتدى عليها من الناحية الهندسية والشكلية، فهناك جبال تختفي ولا وجود لما يسمى “جلول” بحيث يمكنهم مستقبلا إعادة تمهيدا لزراعتها من جديد”.

وجاء في الإخبار أيضا: “إن عملية الحفر تحصل الآن في منطقة خطرة جدا أي في المنطقة العلوية للطريق الرئيسية التي تصل ساحل قضاء جبيل بجردها، والمعروفة بطريق قرطبا، كما في المنطقة السفلية لهذه الطريق، فإن أي انهيار للتربة أو إنزلاق للصخور قد يؤدي إلى قطع هذه الطريق الرئيسية ما قد يشكل خطرا مروريا كبيرا قد ينتج عنه إزهاقا للارواح، سيما وأن كل تلك المنطقة ذات طبيعة رملية لا أساسات صخرية مهمة فيها، وان ما قيل لنا من قبل المعنيين في هذا الموضوع فإنهم يعترفون بعدم وجود تراخيص خطية رسمية، بل إنهم يعملون وفقا لإيعاز شفهي قام وزير الداخلية بتزويده للمخافر للسماح له بالعمل يومي الاثنين والخميس من كل اسبوع”.

وتساءل الإخبار: “هل يوجد في دولة القانون والمؤسسات ما يعرف بقرار شفهي قوته تكون موازية لقوة الترخيص القانوني؟ هل القرار الشفهي يحل محل موافقة كل من وزارة البيئة والصحة والزراعة والأشغال والداخلية والمجلس الوطني للمقالع، المحافظ، القائمقام، البلدية؟ وهل القرار الشفهي يتحمل المسؤوليات الناتجة عن الأضرار اللاحقة بالتعديات على الأراضي الخاصة والعامة والمشاعات وعلى البيئة وعلى موضوع قطع الأشجار المعمرة، وما قد ينتج لا سمح الله من كارثة في حال حصول إنزلاق في التربة، أو سقوط صخور على سيارات المارة والحوادث التي حصل الكثير منها على طريق قرطبا جراء قيادة الشاحنات بطريقة جنونية على الطريق، بهدف القيام بعدة نقليات ليلية أضف إلى تخريب للمنشآت العامة من طرقات والبنى التحتية؟”.

وخلص إلى أنه: “لهذه الأسباب نتقدم من رئاستكم الموقرة بهذا الإخبار القضائي ملتمسين من حضرتكم التفضل بإيقاف أعمال الحفر وتجارة الرمول غير الشرعية، ومن ثم تكليف من يلزم لإجراء التحقيقات اللازمة لمعرفة هوية المعتدين وكيفية عملهم وبأي رخصة تحصل الأعمال، وهل أن عملهم مطابق للقوانين المرعية الاجراء وتحديد العقارات المعتدى عليها تمهيدا للإدعاء عليهم وتوقيفهم ومجازاتهم بجرم التعدي على العقارات الخاصة والمشاعات، والعمل دون ترخيص قانوني، ليصار في ما بعد بأن يتقدم أصحاب العقارات المعتدى عليها بالدعاوى أمام المراجع القضائية المختصة، للمطالبة بحقوقهم من تعويضات شخصية عن الأضرار التي لحقت بعقاراتهم”.

 

شباب قرطبا تحاسب

 

وأكد المهندس انطوان القسيس لـ greenarea.info أنه تقدم بالإخبار الى النيابة العامة، لافتا إلى أن مجموعة من شباب قرطبا نشطت وهو من ضمنها لمواجهة ما تشهده المنطقة من تعديات، وأسمت نفسها “شباب قرطبا تحاسب”، وجاء ذلك لأن ما يجري في بلحص غير طبيعي.

وقال: “عرضت عبر صفحتي في فيسبوك الفيديو الذي يظهر حجم التدمير الكبير في المنطقة، بالاضافة الى انهم يعملون خلسة ليلا بحوالي 30 شاحنة، ويدعون بأن لديهم رخصة شفهية من وزارة الداخلية وهذا منافٍ طبعا للقوانين”.

وأشار القسيس الى “أمر بالغ الخطورة وهو احتواء الرمل الذي يتم نقله على الأسيد والملح، وهذا يشكل تهديدا آخر في حال تم استعماله في اعمال البناء، بالاضافة الى ان عملهم غير منظم ويسبب تشويه كبير ويلحق أذى في البيئة”.

وأضاف أن “الإخبار الذي قدمته هو بلاغ مني يمثل المجموعة بكاملها، وهو ايضا لضرورة التحرك من قبل المعنيين، ونحن لجأنا الى القضاء مباشرة لمنع التدخلات التي من شأنها أن تحصل لو قمنا بتحركات احتجاجية، وسننتظر حتى نهار السبت القادم ان لم يتم التحرك من قبل الجهات المسؤولة سنقوم بتجميع بعضنا كمجموعة وأهالي في اعتصام بهدف التصعيد السلمي لإيقاف هذا التدمير الحاصل في منطقتنا”.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This