خلص علماء مختصون بـ “علوم الأرض” Geology بعد أبحاث أجريت مؤخرا إلى أن نواة الكرة الأرضية تحتوي على نحو 85 بالمئة من المعدن، وحوالي 10 بالمئة من النيكل، فيما نسبة الـ 5 بالمئة المتبقية، والتي حيرت العلماء حول ماهيتها، وبقيت لغزاً بالنسبة إليهم لفترة طويلة، تبين من خلال الأبحاث الأخيرة، بحسب ما يرجح العلماء، أنّ يكون السيلكون المكون الأخير لنواة الأرض.

وقد أجرى فريق من العلماء المتخصصين القادمين من عدة معاهدٍ في اليابان تجارب عدة مختلفة، وخلصت أبحاثهم إلى أنّ السيلكون – هو على الأرجح – العنصر المفقود في نواة الأرض، وقد عرض العلماء خلاصة نتائج تجاربهم في اجتماع “الاتحاد الجيوفيزيائي الأميركي” American Geophysical Union الـ AGU الذي في نيو أورليانز في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وشارك فيه أكثر من 23،000 عالم في مجالي الأرض والفضاء.

 

نماذج افتراضية

 

وفي سياق بحث نشرته “الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء” الأميركية National Aeronautics and Space Administration الـ “ناسا” NASA من أجل معرفة العناصر الموجودة في نواة الأرض، فقد صمم العلماء نماذج افتراضية مصغرة لها بهدف دراستها في المختبرات، وعرّضوا تلك النماذج لظروف الحياة الطبيعية مثل الضغط والحرارة، وتعتبر هذه الطريقة الوسيلة الوحيدة الممكنة لاستكشاف نواة الأرض، نظراً لكونها عميقة جداً، وبالتالي يستحيل إرسال أي مسبار إليها، إذ عن سطح الأرض نحو 3000 كيلومتر، وحجمها صغير نسبياً، بحجم كوكب بلوتو تقريباً.

شملت التجارب بناء نواة تحتوي على مواد مختلفة، وتعريضها للحرارة والضغط، ومن ثم إرسال موجات زلزالية إليها، ومقارنتها بالموجات التي ترسل حقيقةً إلى نواة الأرض. وأشارت النتائج، بحسب موقع “ناسا”، إلى احتمال أن يكون العنصر الأخير هو السيلكون، نظراً لسهولة اندماجه مع المعادن الأخرى، ولكن لم تخضع النتائج إلى اختبارات كافية بعد.

 

التحليل الزلزالي

 

سخن العلماء في اليابان الحديد والنيكل والسليكون الموجودين في النواة الافتراضية لدرجة 6000 درجة مئوية، تحت ضغط يعادل 3.6 مليون مرة عن الموجود على سطح الأرض. ويشير التحليل الزلزالي إلى أنّ هذا المزيج مشابه جداً لنواة الأرض الحقيقية، مما يشير بقوة إلى أنّ السيلكون هو العنصر المفقود.

وبحسب العلماء، فإنّ معرفة التركيبة الحقيقية لكوكبنا ومن ضمنها النواة، سيساعدنا على فهم تاريخ الكوكب على نحو أفضل، إذ إنّ امتلاك معرفةٍ عن العناصر التي تشكل النواة يمنحنا طريقة لمعرفة المزيد من المعلومات عما كانت تبدو عليه المواد الداخلية للكوكب قبل مليارات السنين، أي عندما تكوّنت النواة من مواد أكثر صلابة لتصبح بشكلها الحالي.

وتشير التجارب الجديدة أيضاً، وبحسب الموقع عينه، إلى أنّ الأوكسجين لا يبدو موجوداً بكثافة في النواة، الأمر الذي أشير إليه سابقاً بوصفه احتمالاً كبيراً.

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This