هل تعلم ان صناعة الدواء في لبنان تحتل فقط ما نسبته نسبة 7 بالمئة من السوق المحلي للادوية؟
اذا توقفنا حول هذا الرقم المتواضع، فهذا يعني ان الصناعة الدوائية في لبنان لا بد من ان تحظى بدعم فعلي واسع من قبل الدولة وتعزيز الثقة فيها، لكي تتوسع وتصبح متوازية مع الصناعات الدوائية الاخرى المستوردة، خصوصا وانها اتبتت جودتها في النوعية بشهادة كل من وزارتي الصحة والصناعة في آخر تحرك لهما، عندما أطلقا حملة لدعم الصناعة الدوائية في لبنان تحت شعار: “نحن التزمنا الصحة وأنت عليك اختيار الدواء اللبناني”، لكن ما هي الحوافز التي لجأت اليها الدولة على نحو عاجل لتعزيز الصناعة الدوائية؟ وكيف يمكن تعزيز ثقة المواطن اللبناني بها؟ والى اي مدى الجسم الطبي بدءا من الاطباء الى الصيدلة يشجع على وصفها بدلا من الادوية المستوردة؟
تلك الاسئلة حاولنا الاضاءة عليها مع المعنيين وذوي الاختصاص.
أبي كرم: الدواء اللبناني ذات نوعية عالية
في هذا السياق تحدثت نقيبة مصانع الأدوية في لبنان الدكتورة كارول أبي كرم لــgreenarea.info ، فقالت: “إن سوق الدواء في لبنان يتسع لجميع أصناف الادوية، ولا بد من خلق حوافز اكثر لدعم الدواء اللبناني طالما لدينا حقوق والدولة اللبنانية تدعمنا في جعل هذا القطاع الحيوي والاستراتيجي على المستويين الصحي والاقتصادي من اهم القطاعات، لذا وضعنا خطة عمل ضمن القوانيين المرعية الاجراء، ولا شيء يمنعنا من أن نصل وفق المنظومة الدوائية الصحيحة الى دول الخارج، فنحن نعلم ان طريقنا ليست سهلة على الرغم من ان هناك شريحة مهمة من الاطباء والصيادلة تدعم الدواء اللبناني ووجدوا فيه الجودة والنوعية معا”.
وأضافت: “هذا التشجيع جعلنا نتقدم اكثر في السوق الدوائي المحلي، عدا عن ان هناك وعيا كافيا من قبل الدولة في دعم هذه الصناعة الدوائية، ضمن خطة عمل مشتركة مع المعنيين في الصحة، مع تطبيق سياسة دوائية سليمة تتماشى مع نظام الإقتصاد الحر وتضمن تنظيم سوق الدواء الداخلي، ودعم التصدير وإزالة العقبات، خصوصا وان حجم السوق المحلي للدواء اللبناني يقدر بـ 1.3 مليار دولار أميركي، وحصة الصناعة الوطنية منها حوالى 7 بالمئة فقط مقارنة مع الدواء المستورد الاكثر انتشارا، ليس من ناحية النوعية انما لان من يسيطرون عليه يملكون المال الوفير للدعاية الطبية التي ترتكز ضمن ميثاق المعايير الاخلاقيات الطبية باشراف وزارة الصحة، حيث انبثقت عنها لجنة مراقبة على عدة مستويات لكي يكون الجميع متساوين في الدعاية الطبية، الا اننا بتنا نحن الحلقة الاضعف لاننا لا نملك الامكانيات المادية الوفيرة، لذلك ما زلنا غير قادرين مثل غيرنا على تسويق الدواء اللبناني”.
وقالت أبي كرم: “لان سوق الدواء اللبناني ضيق ولا نستطيع ان نصدر الى الخارج نشدد اليوم على المعاملة بالمثل مع الدول في عملية تصدير الدواء، حيث لدينا عددا من مصانع الأدوية في لبنان (11 مصنعا)، وقد أثمرت الجهود المتخذة لرفع مستوى الصناعة عن تطوير وتصنيع أكثر من 650 نوع دواء لمعالجة أمراض أساسية مزمنة ومستعصية، ذات جودة أكيدة وبأسعار مناسبة، إضافة إلى تأمين أكثر من 1800 فرصة عمل للإختصاصيين من صيادلة وأطباء ومهندسين وكيميائيين وتقنيين وعمال، وإبقاء هذه الثروات البشرية في الوطن، لذلك لايجوز بعد اليوم التشكيك بالدواء اللبناني، خصوصا وان وزارة الصحة تعمل عملها على الكشف على صحة دواء اللبناني حيث لديها لجنة فنية تدقق، ولجنة اخرى تشرف على مصانع الادوية، فبكل ثقة نقول ان الدواء اللبناني ذات نوعية عالية، نحن التزمنا بالشروط الصحية وبمعاييرها العالية”.
سكرية: اعادة المختبر المركزي
وشدد النائب الاسبق الدكتور اسماعيل سكرية لـ greenarea.info على “ضرورة تشجيع صناعة الدواء”، وقال: “ان تشجيع الدواء اللبناني ما زال شعارا حتى اليوم، لان لو كانت هناك هناك نية دعمه، اقله تعزيز الثقة فيه من خلال اعادة المختبر المركزي الذي يكشف ويدقق في جودة الدواء اللبناني، لان هناك بعض المصانع الدوائية في لبنان محمية سياسيا، والبعض الاخر حسب ما نعلمه تأتي بأدوية سواء من الهند او الصين، وبالتالي يغلفونها على أساس انها صناعة لبنانية، فالاهم ثقة المستهلك بنوعية الدواء اللبناني واكبر برهان على ذلك انه حتى اليوم دول الخارج لم تأخذ الدواء اللبناني”.
نقيب الصيادلة: لا داعي للشك
وأكد نقيب الصيادلة جورج سيلي على ضرورة تشجيع هذا القطاع الدوائي، وقال لـgreenarea.info : “نحن من المؤيدين جدا لدعم الصناعة الدوائية في لبنان على الرغم من ان بعض المتضررين منها يحاربونها بالنهاية، وعلينا ان نقف بجانب كل عمل يتعلق بالشأن اللبناني، وهذا ما نسعى عليه مع وزارة الصحة للوصول الى دعم كامل للقطاع الصناعي الدوائي، خصوصا وان هناك كشفا كاملا ومتكاملا على نوع وجودة الادوية الجنيريك المستعملة في الصناعة الدوائية اللبنانية فلا داعي للشك بهذا الامر”.
نقيب الأطباء: الثقة بالجودة والنوعية
أما نقيب الاطباء الدكتور ريمون الصايغ فاعتبر أن “أهم ما يمكن تقديمه في الصناعة الدوائية الثقة بالجودة والنوعية”، وقال لـgreenarea.info : “نحن كأطباء نشجع صناعة الدواء الجينريك في لبنان، إلا أن ما نطلبه هو الكفالة في النوعية للدواء من قبل الدولة، لكي نعطيها لمرضانا بكل ثقة من دون اخذ الصناعة الدوائية في لبنان كقضية شعبوية ترمي المسؤولية علينا بالتهجم في حال عدم وصف الدواء الجينريك اللبناني، مع العلم نحن من المؤيدين له”.
وزير الصحة: افضل نوعية دواء بأقل كلفة
وقال وزير الصحة غسان حاصباني لـ greenarea.info: “اننا نركز على نوعية الدواء من خلال الفحوصات المخبرية الملزمة، حتى نتأكد من ان الدواء يصنع ضمن الجودة المطلوبة في ظل رقابة مستمرة على مصانع الادوية في لبنان، مع متابعة صارمة من وزارة الصحة، والتشديد في الكشف على الفحوصات التي تشمل الدواء المستورد من الخارج، فضلا عن العمل ايضا على المختبر الوطني ليكون ذا مستوى عال”.
واضاف: “أما الخطوات العملية التي انجزناها بعد اطلاق الحملة الوطنية لدعم صناعة الدواء، فقد اتخذنا قرارا في وزارة الصحة بحيث أصبح بإمكان الصيدلي استبدال دواء المستورد الجينريك الاجنبي بالدواء الجينريك المحلي، كما وطلبت عندما تحصل مناقصات للادوية يجب ان تكون محورها الادوية من الصناعة اللبنانية، من جهة اخرى سأركز في اللقاءات مع وزراء صحة العرب لتبسيط الاجراءات والمتطلبات من اجل تسهيل دخول الدواء اللبناني إلى الاسواق في الدول العربية”.
وأردف حاصباني: “ان الاهم في وزارة الصحة التشديد على النوعية في الدواء اللبناني، وهذا خط احمر من اجل ضمانة صحة المريض، بالمقابل، واحتراما في الوقت نفسه للتنافسية في سوق الاقتصادي الحر لا نريد فكرة التنافس بين المصنعين الدواء في لبنان ومستوردي الادوية الا ضمن توازن بين الصناعة المحلية والاستيراد حسب بروتوكول وزارة الصحة الذي يركز على افضل نوعية دواء بأقل كلفة ممكنة”.
وختم قائلا: “التنافس على خدمة المريض ونوعية الدواء هو الهدف وليس على تحقيق الارباح وكل ذلك في جو عادل من المنافسة .”
وزير الصناعة: المعاملة بالمثل
أما وزير الصناعة الدكتور حسين الحاج حسن فشدد عبرgreenarea.info على انه “منذ سنوات ونحن ندعم الصناعة الدوائية”، ولفت إلى “اننا اليوم بدأنا نحقق خطوات ملموسة باستبدال الدواء (الجنيريك) المستورد بالمحلي اللبناني”.
وشدد الحاج حسن على “المعاملة بالمثل في تسويق الدواء اللبناني مع دول الخارج التي لا تسجل لنا الدواء، وعلينا ان لا نسجل لها الدواء ايضا، هذا طرحي، وهذا الامر يقع ايضا على عاتق دور وزارة الصحة، وهذا الموضوع يحتاج الى متابعة مستمرة”، وأكد “أنا متحمس جدا للصناعة الدوائية في لبنان وسنكمل”.