الى جانب العديد من المناسبات التي تصادف في الحادي والعشرين من آذار (مارس)، ابرزها عيدي الطفل والأم، وبدء فصل الربيع، تحتفل الأمم المتحدة بـ “اليوم العالمي للغابات”، وسيتمحور احتفال عام 2017 حول موضوع الغابات والطاقة.
أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2012، يوم 21 آذار (مارس) اليوم العالمي للغابات، ويُحتفل في هذا اليوم بالغابات بشتى أنواعها وتجري التوعية على أهميتها. وتُشجّع البلدان في كل يوم عالمي للغابات على بذل الجهود على المستويات المحلية والوطنية والدولية للاضطلاع بأنشطة خاصة بالغابات والأشجار، على غرار حملات غرس الأشجار.
وتقول منظمة الاغذية والزراعة (الفاو) ان الخشب يوفر طاقة أكبر من تلك الناجمة عن الطاقة الشمسية أو الكهرمائية أو الهوائية، ويمثّل حالياً قرابة 40 بالمئة من إمدادات الطاقة المتجددة في العالم. كما أنه يلعب دوراً مهماً في البلدان النامية وبعض البلدان الصناعية على حد سواء. ويُستخدم حوالي 50 بالمئة من الإنتاج العالمي للخشب (نحو 1.86 مليار متر مكعّب) كطاقة للطبخ والتدفئة وتوليد الكهرباء. ويشكّل الوقود الخشبي بالنسبة إلى 2.4 مليار شخص، سبيلاً لتوفير وجبة مطبوخة ومغذية أكثر، إلى جانب مياه مغلية ومسكن دافئ.
في لبنان لم تعد تغطي الغابات سوى ١١ بالمئة من الاراضي بحسب بعض المصادر، ويذهب البعض الآخر الى اعتماد نسبة ٧ أو ٣ بالمئة فقط. وتتعرض غابات لبنان سنوياً للعديد من الحرائق غالبيتها مفتعل تقضي على حوالي ٢٠٠٠ هكتار. وتمتلك الهيئات الدينية حوالي ٤٠ بالمئة من الغابات ومعظم المواقع الحرجية البارزة هي املاك وقفية، وهذا ما يفسر صمودها حتى هذه اللحظة في وجه الزحف العمراني واستخراج الاتربة والرمول والصخور، اضافة الى اعمال القطع لاغراض التدفئة والتفحيم.
صدر اول قانون لحماية الغابات في لبنان في العام ١٩٤٩، لكن القانون الصادر عام ١٩٩٦ لحظ العديد من الثغرات التي كانت موجودة في القانون القديم، وادخل تعديلات جذرية، وشدد العقوبات في حال اضرام النار وحرق النفايات وتغيير المعالم. لكن المحاضر التي ينظمها مأمورو الأحراج بحق المخالفين، سرعان ما يتم طمسها او الغاؤها بسبب التدخلات السياسية، واذا ما نجحت بالوصول الى القضاء، فغالباً ما تصدر احكام تخفيفية جداً وصولاً الى اعلان براءة المتهمين رغم وجود ادلة دامغة ضدهم.
تسلط منظمة (الفاو) هذا العام الضوء على اهمية استدامة الغابات التي توفر المصدر الأكبر للطاقة المتجددة في العالم، حيث أنها توفر للناس خشباً للوقود الذي يدفئهم ويطبخ طعامهم ويغلي مياههم. كما تمدهم بأنواع أخرى من الطاقة، فهي على سبيل المثال، تمنحهم أنواعاً من أصناف الغذاء الذي ينمو في الغابات، من قبيل التوت والفطر، بل وتشحن معنوياتهم من خلال منحهم أماكن للاستجمام.
يعمل حوالي 883 مليون شخص في البلدان النامية في قطاع الطاقة الخشبية بدوام كامل أو جزئي. ومن شأن تحديث قطاع الطاقة الخشبية أن يساعد على إحياء الاقتصادات الريفية، ويمكن أن يساعد التقدم المحرز في الوقود الخشبي على توفير مداخيل لتمويل إدارة أفضل للغابات وغرس عدد أكبر من الأشجار واستحداث المزيد من الوظائف. يمكن للأشجار الموجودة في أماكن استراتيجية في المناطق المدنية أن تبرّد الهواء بما يتراوح بين 2 و8 درجة مئوية. وتحفظ الغابات حول العالم محتوىً من الطاقة يزيد بعشرة أضعاف عن الاستهلاك السنوي الأساسي للطاقة في العالم، ما يعني أن الغابات تتيح إمكانات كبيرة من حيث الموارد المتجددة لتلبية الطلب العالمي على الطاقة.
ودعت (الفاو) جميع من يرغب بالمشاركة في الاحتفال هذا العام الى الانطلاق نحو غابة قريبة من مكان عمله أو سكنه أو حديقة عامة، إذا كان الشخص المعني من سكان المدن، وتصوير فيديو قصير يخبر فيه كيف تمده الغابة بالطاقة. وبإمكان المشاركين الاستعانة بجهاز الهاتف الذكي أو غيره من كاميرات تصوير الفيديو.
المهم في هذه المبادرة ان يخبر الشخص الذي سيظهر في الفيديو اسم البلد الذي يصور منه والغابة التي يصور منها، وان يذكر كيف تمده الغابة بالطاقة المستدامة بجملة واحدة فقط، على ان لا يتجاوز الفيديو ٣٠ ثانية. بعدها يتم تحميل الفيديو قبل 21 آذار (مارس) على حساب المشارك على فيسبوك او الإنستغرام أو اليوتيوب، بشرط ان يتضمن المنشور المرافق للفيديو، المعلومات التالية:
-أين صورت الفيديو؟
-أن تضع الهاشتاغات التالية: #LoveForests و #IntlForestDay
-تاريخ اليوم العالمي للغابات – 21 آذار (مارس)
-في حال استخدام تويتر، الرجاء وضع تاغ لـ @FAOForestry، ليصبح كالتالي، على سبيل المثال: “غابة الارز لبنان” #LoveForests #IntlForestDay 21 March @FAOForestry
وسوف تعيد منظمة (الفاو) نشر الفيديو الأفضل عبر حساب تويتر @FAOForestry. وفي اليوم العالمي للغابات، سيُنشر الفيديو على موقع منظمة الأغذية والزراعة، إضافة إلى نشره على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالمنظمة، ومن ضمنها @FAOForestry و @FAOKnowledge وFAO Facebook وFAO Instagram.