“جمهورية ضهر البيدر – عين دارة” تركز دعائمها، وما عاد ينقصها إلا أن يختار القيمون عليها “العلم والشعار”، فالجمهورية هي أولا إطار جغرافي، وهذا أمر واقع وينقصه بعض الترسيم لأراضٍ تم الاستيلاء عليها في زمن الحرب بوثائق مزورة، والجمهورية جيش وسلاح، وثمة قوة تذود عن “حياضها”، تطلق النار وترهب من يدنو منها.
وصباح اليوم 13 آذار (مارس) فوجىء عناصر شرطة بلدية عين دارة بمحاولة تمرير معدات إلى موقع مصنع الإسمنت، ومنعتهم من إدخالها، فأقدم العاملون المسلحون على إطلاق النار لترهيب عناصر الشرطة لإمرار المعدات بالقوة، ومع إطلاق النار وبعد اتصال أجراه رئيس البلدية حضرت على الفور القوى الأمنية، ولم يسمح بتمرير أي من المعدات والتجهيزات الخاصة بمصنع الاسمنت وملحقاته، فيما عبر العمال التابعون لـ “شركة بيار وموسى فتوش” إلى الموقع دون المعدات.
ما يثير الانتباه ويطرح علامات استفهام كثيرة، أن بعض وسائل الإعلام تسرعت في نقل ما وصل إليها من مقربين من فتوش، واوردت أن “مسلحين أطلقوا النار على معمل للاسمنت قيد الانشاء، خاص بآل فتوش في عين دارة – جرود ضهر البيدر على خلفية رفض الأهالي تشييده. وقد حضرت القوى الأمنية إلى المكان”.
وهذا مناقض تماما لما حصل، وعلم greenarea.info بحسب شاهد عيان، أن ما “جرى اليوم من تعدٍ على شرطة البلدية يصح فيه قول المثل الشعبي (ضربني وبكى سبقني واشتكى)”، وأكد “اننا نعيش حالة من الضغط والترويع، وهي ليست المرة الأولى التي نتعرض فيها لاعتداء من أزلام آل فتوش، وهم يحملون السلاح ويطلقون النار دون محاسبة من قبل الجهات المعنية في الدولة”.
حلبة ملاكمة
وأشار أحد الناشطين البيئيين في عين دارة لـ greenarea.info أن “ما هو قائم في عين دارة يشبه حلبة ملاكمة والدولة غائبة”، وأكد أن “الأوضاع خطرة بسبب التعاطف من قبل نافذين في الدولة مع آل فتوش ويبدو أن هناك مصالح مشتركة بينهما”، وقال: “هذا ما يفسر أن تبقى هذه المنطقة (الكسارات وتوابعها) خارج سلطة الدولة، وكأنها جزيرة معزولة غير محكومة بقوانين الدولة اللبنانية”.
وأشار آخر إلى أن “ما يجري في عين دارة وضهر البيدر مشابه تماما لما يجري في الرملة البيضاء، في ظل حال الفساد السياسي والإداري”، ولفت إلى أنه “بالنسبة لما شهدناه اليوم تأكد لنا أن هناك الكثير من الأمور يتم تدبيرها (من تحت الطاولة)”.
وعن بيان فعاليات عين دارة الداعمة لمصنع الاسمنت والمتضامنة مع آل فتوش، قال: “هم ليسوا بفاعليات، هم قلة من المستفيدين قبلا في موضوع المرامل والكسارات ويمنون النفس لاحقا بأن تكون لهم حصة في مشروع مصنع الاسمنت”، وأضاف: “هم معروفون من قبلنا بالأسماء، ولكن نتمنى أن يكون لواحد منهم الجرأة ويعلن جهارا أنه مع مصنع الموت، ولذلك هم تخفوا خلف بيان وكانوا أدوات طيعة بيد أسيادهم، وهم ليسوا بفاعليات والأصح هم مافيا متسترة تعمل ضد عين دارة ومستقبل أبنائها”.
بيان بلدية عين دارة
وأصدر المجلس البلدي في عين دارة قبل قليل بيانان توضيحيا بعنوان “إطلاق النار في عين دارة حصل من قبل ميليشيا بيار فتوش”.
وجاء فيه: “ورد في وسائل الإعلام نقلا عن الوكالة الوطنية للإعلام، بأن معمل بيار فتوش تعرض لإطلاق نار، لذا يهم بلدية وأهالي عين دارة توضيح ما يلي: في الساعة التاسعة وأربعين دقيقة من صباح اليوم حاول مسلحون تابعون لشركة فتوش إخوان إدخال مواد إنشاء خاصة لمعمل الإسمنت غير المرخص، بعدما روّج أنه انتهى من إنشائه، مع العلم أن هذه المعلومات كاذبة، وقام عناصر شرطة بلدية عين دارة بمنع إدخال المعدات إلى هذا الموقع، عندها قام رئيس البلدية بالإتصال بالقوى الأمنية للتدخل، بعد ذلك سمع إطلاق نار كثيف من جهة كسارات فتوش، عندها حضرت القوى الأمنية إلى الموقع ولا زالت متواجدة هناك، مع العلم بأن بلدية وأهالي عين دارة الرافضين للمعمل، ليسوا بحاجة لاستعمال السلاح لأنهم أصحاب حق، ويؤمنون بالقوى الأمنية والإعتراض السلمي والإجراءات القضائية التي اتخذوها”.