يتميز الماعز عموماً بأنه من الحيوانات القوية التي يمكنها تحمل العيش في بيئات مختلفة، فهي تعيش في اعالي الجبال وفي السهول والوديان، كذلك يمكنها في الواحات والصحاري. جسمها الرشيق وعضلاتها القوية تمكنها من إيجاد طعامها بسهولة على الأرض من نباتات وأعشاب، كما يمكنها من تسلق الشجيرات لأكل الأوراق والبراعم. والى جانب “معز السانين” السويسرية الشهيرة، تعد الماعز (العنزة بالعامية) الشامية من أشهر الأنواع، ومن السلالات النقية على مستوى العالم، وتعرف باسم الماعز الدمشقي والشامي والقبرصي.
وتربي في سوريا ولبنان وقبرص وفي القرى البعيدة في وادي بردى واليرموك، يطلقون على الماعز الشامي، بقرة الفلاح الفقير، كونها لا تحتاج الكثير من الأعلاف ولإنتاجها العالي من الحليب والجداء.
عرق نقي ومتميز
ينتشر في منطقة غوطة دمشق، كما في الوديان، وخصوصا وادي اليرموك ووادي بردى، عرق نقي ومتميز من المعز الشامي، ويغلب على “العنزة الشامية” اللون الدبسي (البني الداكن جدا المائل للسواد)، حيث يشكل 98 بالمئة من لون الماعز، وتختلف الأسماء بتغير اللون، فهناك المعز الماوردية، الاسطنبولية، الشهباء، العجمية والنجمة، وهذه المعز من السلالات الحيوانية التي تأقلمت مع الظروف البيئية المحيطة، وهي حيوان مقاوم للأمراض المنتشرة والمستوطنة.
كما تتميز، بإنتاج اللبن واللحم وبكمياتٍ وافرةٍ، حيث يتراوح موسم الحليب بين 200 إلى 210 ايام، قد يصل انتاج العنزة الشامية بعمر اربع سنوات الى 800 كلغ. كما تعتبر من أكثر السلالات تجانساً وإنتاجية وولادات، حيث تبلغ نسبة التوائم في الماعز الشامي 75 بالمئة، منها ثنائي وثلاثي ورباعي، وتمتاز الإناث بنشاطها الجنسي العالي، فتلد مرتين في السنة الواحدة.
اللحم والحليب
يعد حليب الماعز الشامي، من الناحية العلمية غنيا وبشكل ملحوظ بالبروتين، وقلة نسبة الدهون، كما أن نسبة البكتيريا فيه قليلة جداً، فيما تتأثر كمية الإنتاج ببعض العوامل البيئية والوراثية تبعاً للمنطقة التي يعيش فيها، فيما يحتوي لحم ذكور الماعز الشامي المخصبة على كمية أقل من الدهون مقارنة بلحم الغنم، العجل والخنزير، وتبدي صغار الماعز الشامي زيادة جيدة في الوزن خلال عملية التسمين. وتلعب التغذية الجيدة دوراً هاماً في تحديد كميات الحليب واللحم ونوعيتهما، وفي الاخصاب وعدد الولادات، فالمعز العادية تلد عادة لأول مرة وهي بعمر (1.5-2) سنة، أما جيدة التغذية فتلد بعمر سنة.
التغذية
الرعي عملية أساسية في تغذية القطيع وضروري جداً للماعز، ومهما تكن الظروف يجب أن لا تقل مدة الرعي اليومية عن 4 ساعات .وتشكل الاعلاف الخضراء العنصر الرئيسي في عملية التغذية طوال العام، ففي الشتاء تتوفر “البيقية”، ويليها في الربيع القمح والشعير حتى أواخر آذار (مارس)، فيما تشكل الفصة والذرة مادة غذائية في فصل الصيف.
ويرى المربون أن تقديم البقوليات وتبن البقوليات للماعز مهم جداً لأنه لا يحوي موادا نشوية كثيرة، وبالتالي لا يؤدي لتكون الدهون تحت الجلد.
اهتمام الدولة لم يكفي
أولت وزارة الزراعة في سوريا هذه السلالة الصافية من الماعز اهتمامها منذ عام 1979، حيث انشأت قرب دمشق محطة بحوث للماعز الشامي التابعة لهيئة البحوث العلمية الزراعية، في كل من ريف دمشق وحلب والقنيطرة، وكانت هناك محاولة لرفدها – قبل الحرب – بمحطات جديدة في حمص، الرقة ودير الزور، بهدف تحسين إنتاجية الماعز الشامي والمحافظة عليه، الا ان جهود الدولة لم تكتمل بسبب اندلاع الحرب، وتحديداً في الموائل الرئيسية اللازمة لاستمرار تكاثر ونمو الماعز الشامي (الغوطة ووادي اليرموك)، وانتشار الأمراض في القطعان على قلة عديدها الذي لا يزال ينخفض الى يومنا هذا.
إن الخسائر الفادحة في الموائل الضرورية لحياة الماعز الشامية وانتشار الامراض بسبب عدم توفر البيئة المناسبة، يهدد هذا النوع النقي والصافي بالتراجع إلى مستويات كبيرة