أعلن وزير البيئة طارق الخطيب مؤخراً إفتتاح موسم الصيد البري في الخامس عشر من أيلول (سبتمبر)، وقدم قائمة بأنواع الطيور والأعداد المسموح صيدها، أما الحجل فلا موافقة على صيده، كذلك يمنع التقاط الطيور ووضعها حية في أقفاص، بإستثناء التي تستخدم في المختبرات.
ومع غياب الأنظمة والقوانين البيئية الصارمة التي تمنع الصيد الجائر لسنوات عديدة، أطلقت بعض البلديات المهتمة بالبيئة والمدركة لضرورة الحفاظ على التنوع الحيوي، مبادرات تهدف الى الحفاظ على مختلف أنواع الطيور، خصوصا منها المهددة بالإنقراض.
حماية الطيور
يعتبر الحجل الذي يمتاز بخفته ورشاقته وصوته العذب من أنواع الطيور القليلة التي تستوطن لبنان، رغم تناقص أعداده على نحو كبير، وينقسم صيده إلى شقين، الشق الأول عن طريق البنادق بهدف قتله مثل أنواع الطيور الأخرى. والشق الآخر يتمثل في صيده حياً عن طريق الأشراك والأفخاخ، وهو ما يعرف بـ”صيد الدَكر”، والذي يصطاد بهذه الطريقة يعرف بـ”صياد الدكر”. ويصل سعر الحجل الصياد، الذي يتم تجريبه في مواجهة الحجلان البرية، إلى حوالي 2000 دولار، فيما سعر الحجل العادي حوالي 30 دولار.
ونظرا إلى الخطر الذي يهدد مختلف أنواع الطيور في لبنان، ومن بينها طائر الحجل “إتخذ إتحاد بلديات جبل الشيخ قراراً يقضي بمنع التعرّض لطيور الحجل والحساسين لمدّة ثلاث سنوات حتى أثناء موسم الصيد، لذلك تم توكيل فريق عمل للمراقبة، ورصد المخالفات للأشخاص غير الملتزمين”. وفق ما أكد رئيس الإتحاد صالح أبو منصور لـ greenarea.info.
ونتيجة المراقبة الدائمة من قبل الفريق الموّكل “تم ضبط أربع عشرة مخالفة لأناس كانوا يلتقطون طيور الحجل والحساسين”. ويتابع أبو منصور “أما عن الأموال الناتجة عن المخالفات، وعلى الرغم من أن مبلغ المخالفة مخفف، بما يعادل خمسة وعشرن ألف ليرة لبنانية، فهي تذهب إلى صندوق الإتحاد”.
مشاريع تشجير
يهتم إتحاد بلديات جبل الشيخ بالبيئة التي تأخذ الحصة الأكبر من أهدافه، بناءً عليه، فإن مشاريعه المستقبليّة تتمحور حول تنميتها والحفاظ عليها. في هذا الإطار يوضح أبو منصور أن “هناك مشروع تشجير لمئة غرسة في غابة ضهر الأحمر، وهي أرض وقفية، إضافة إلى تشجير مئة غرسة أيضاً في أرض مشاع في منطقة راشيا”.
ولا تتوقف مشاريع التشجير لدى الإتحاد عند هذا الحد فحسب، بل “سيتم تشجير طريق عام البلديات التابعة للإتحاد، إضافة إلى زرع ثلاثمئة شجرة من نوع البولونيا، في عدد من الأماكن المحدّدة”.
وفي هذا السياق، يعتبر مشروع زرع أشجار البولونيا، من المشاريع المهمة لدى الإتحاد، نظراً إلى فائدتها البيئية والإقتصادية على حد السواء، “إذ أن هذه الأشجار تمتاز بنموّها السريع، بمعدل مترين ونصف المتر خلال سنة، وأربعة أمتار خلال سنتين. وهي ذات فائدة إقتصادية، تتمثل في الحد من قطع الأشجار لبيع حطبها، وبالتالي حماية مختلف أنواعها، فضلاً عن أن أشجار البولونيا يتم زراعتها في أراضٍ قاحلة وغير مستثمرة، وهي ذات مساحات شاسعة لا تصلح لأنواع أخرى من المزروعات، وبالتالي يستفاد منها بهذه الطريقة”.
ويتابع أبو منصور “مدّة هذه التجربة سنتان، على أن يصار إلى مشاركة نتائجها مع باقي الإتحادات البلدية، لا سيما وأن هذه التجربة إعتمدت من قبل عدّة دول غربية منها إيطاليا وأثبتت فعاليتها”.
يعتبر إتحاد بلديات جبل الشيخ، من أكثر الإتحادات فعالية على مستوى البيئة، إذ أن معظم مشاريعه تتركز حول كيفية تنمية الثروات البيئية والمحافظة عليها، لذلك فهو أهل لأن يكون قدوة لباقي البلديات والمنظمات والهيئات، والجمعيات المعنيّة بالحفاظ على ما تبقى من بيئة لبنان.