لم يعد تعنيف وتعذيب وقتل الحيوانات الأليفة والبرية، مجرد حوادث عابرة يمكن التغاضي عنها والسكوت عليها، تحت أي ذريعة وسبب، إذ ليس ثمة ما يسوغ لنا بالقانون والأعراف الأخلاقية والدينية مثل هذا الأمر، وساعة نتحول مجتمعا لا مبالياً إزاء ما نشهد من مثل هذه الممارسات نكون قد فقد إنسانيتنا.
أما من يسوق مبررات كأن يقول أننا نعايش مجازر وحشية تطاول الانسان في ما نشهد من ويلات وحروب، فيما أنتم تتألمون لقتل حيوان، نجيبه بأن القيم الإنسانية واحدة لا تتجزأ، وأن كل أشكال العنف تقتل فينا الرأفة، وهذا الأمر يتطور ليصبح العنف أمرا عاديا في علاقاتنا اليومية، في البيت والمدرسة والعمل، فضلا عن تأثير العنف على الأطفال والأولاد لأنه سيطبع حياتهم باضطرابات نفسية، وقد يغدون عدوانيين تجاه محيطهم.
صورة صادمة
ويبدو أننا نعيش فصولا تحول فيها تعذيب الحيونات الأليفة والتلذذ بقتلها أمرا عابرا، إذ ليس ثمة يعاقب ويطبق القوانين المرعية الإجراء، وكأننا سنظل محكومين بالفوضى طالما أن كل مناشداتنا السابق ذهبت أدراج الرياح، أو كأننا نمارس ترفا إعلاميا، كما يحلو للبعض أن يصور الأمر، وهذا البعض صار قلة، بحيث نتلقى كموقع greenarea.info الكثير من الشكاوى من مختلف المناطق اللبنانية، ما يؤكد أن هناك من يرفض الإساءة إلى الكائنات التي تعيش بيننا.
وفي هذا المجال، وصلتنا صورة صادمة، كان وقعها مؤلما على كل من شاهدها، مرفقة بمناشدة من قبل مواطنين لـ greenarea.info للتدخل والمطالبة بمعاقبة الفاعلين المعروفين في منطقتهم ومن قبل أهل بلدتهم، والمعروفين أيضا من قبل مجلسها البلدي، وبحسب ما استقينا من معلومات، فإن المعنف والقاتل هذه المرة يقوم بتربية الحمام ويعتبر عداوته مع القطط شخصية لمجرد انها تهاجم الحمام الذي يربيه، وقد بلغنا بأنه ابن المدعو (أ. خ. ق.) من بلدة سحمر في البقاع الغربي.
أول ما يخطر ببالنا عند ذكر سحمر الفيديو الذي عرضناه منذ قرابة الشهرين لكلبين ينهشان ثعلبا حتى الموت، ولكن اليوم لا ثعالب ولا كلاب، الجريمة هنا بين قطة وبشر، قطة فصل رأسها عن جسدها وفصلت باقي اطرافها عن الصدر والبطن، وضعت أجزاؤها والتقط لها الصور بشري من لحم ودم، ولكن لا نعلم لأي غاية؟ أمن أجل التفاخر؟ أم التلذذ بالاجرام؟ أم ماذا؟
غرفة لتعذيب الحيوانات
وقع الخبر والصورة كانا قاسيين، ولكن وقع الصدمة اقسى علينا واكبر حين علمنا ان من سلط الكلاب على الثعلب ومن قطع القطة ويقوم بتقطيع القطط مرارا وتكرارا، وهم زمرة من الاصدقاء، وهم مع كل جريمة يقومون بها، يدعون المعارف وأولاد البلدة لمشاهدة ما يقومون به في غرفة أعدوها لتعذيب الحيوانات.
هذه الصورة مع بلاغ وصلنا أيضا إلى “جمعية Green Area الدولية”، مع طلب بالتدخل ووضع الجريمة برسم المعنيين، لذلك نناشد الدولة والوزارات المعنية التدخل سريعا لفتح تحقيق فوري وعاجل في الجرائم التي ارتكبت وتكررت بحق الحيوانات من قبل عائلة ق. في بلدة سحمر فلا احد فوق سلطة القانون مهما علا شأنه.
معوض: لمعاقبة الفاعلين
رئيس جمعية APAF Lebanon ثريا معوض بعد اطلاعها على الموضوع، طالبت عبر greenarea.info “بالتدخل السريع لدى القضاء ووزارة البيئة والزراعة وتوقيف الفاعلين ومعاقبتهم”، وقالت ان “هذه الحوادث تكررت ولا احترام لقوانين المحافظة على البيئة”.
وأكدت معوض أن “الممارسات بحق الحيوانات لاإنسانية”، لافتة إلى أن “مرتكبها أو مرتكبيها هم خطر على مجتمعهم ومحيطهم، فمن لا يتورع عن قتل حيوان أليف من يضمن أنه لن يعتدي على إنسان أيضا؟”.
وطالبت معوض “بضرورة الرقي في التعامل مع الحيوانات الأليفة من اجل مجتمع أفضل بعيدا من العنف”.
سيف الدين: غرفة للتعذيب
نائب رئيس “جمعية اللقاء البيئي” في قضاء راشيا وليد سيف الدين، قال لـ greenarea.info: “اتصلت ببعض الاصدقاء في سحمر يوم حادثة الثعلب للاستفسار عن الموضوع، فتبين ان هذه العائلة تثير مشاكل كبيرة في البلدة وتختلف باستمرار مع البلدية، وعلمت حينها انهم يقومون بتقطيع القطط وهي على قيد الحياة”.
وأضاف سيف الدين: “انهم لمثل هكذا غايات اعدوا غرفة للتعذيب، عذبوا فيها ايضا قططا من خلال الكلاب، وقد قمت بالتبليغ ورفع شكوى الى البلدية وشكوى للمدعي العام البيئي ولم نفلح بالوصول الى نتيجة، بسبب الخصوصية السياسية في المنطقة”.
وطالب “بتفعيل الضابطة البيئية في لبنان مع ادراج الجرائم البيئية على السجل العدلي البيئي، وتفعيل المحاسبة لانها الحل الامثل للحد من هذه التجاوزات”.