يبدو أن عدوى تلوث الأنهر تتنقل من منطقة إلى أخرى، مع غياب الخطط والمشاريع المفترض أن هذه الثروة المائية بعيدا عن أسباب التلوث، خصوصا وأن لا شبكات للصرف الصحي حتى الآن في الكثير من القرى والبلدات في مختلف الأقضية في لبنان، وإن وجدت فليس ثمة محطات معالجة وتكرير، ما يفاقم مشكلة التلوث مع تبعاتها على الصحة والبيئة الطبيعية للأنهر المفترض أن تكون معالم جمالية وسياحية تضم منتجعات سياحية، مع تكريس وتعزيز مفهوم السياحية البيئية.
ولا نزال نواجه هذا المسلسل الفضائحي من الجنوب إلى الشمال إلى الساحل والجبل والبقاع، إلا أن ما نشهد من تعديات على الثروة المائية ستكون من الآن فصاعدا موضع رصد ومتابعة من قبل “حزب الخضر اللبناني” وسائر الجمعيات البيئية المعنية، وبالتنسيق والتعاون مع موقعنا greenarea.info.
زعرور: مواجهة المخاطر البيئية
تجدر الإشارة في هذا المجال إلى أن “حزب الخضر اللبناني” كان قد دشن مركزا ثقافيا بيئيا نموذجيا في قرنة شهوان – قضاء المتن، في خطوة الهدف منها تعزيز الثقافة البيئية، بالاستناد إلى العلم والدراسات والابحاث التي من شأنها ان تساهم في رسم وبلورة سياسة جديدة تقوم على توفير قاعدة بيانات تمد بها وزارة البيئة، لتشكل هذه الخطوة “تعاونا واعيا في مواجهة المخاطر البيئية التي تتهددنا”، بحسب ما أوضحت لـ greenarea.info، رئيسة الحزب ندى زعرور، وأضافت بأن “المراسل الأخضرGreen party/Green Reporter هو تطبيق مجاني على الهواتف الذكية للإبلاغ عن اي جرم او انتهاك للبيئة والطبيعة، والعمل على نقل الاخبار بطريقة علمية ودقيقة وشاملة بالتعاون مع موقع greenarea.info.
بلاغ عن تلوث نهر رشعين
خلال المباشرة بمتابعة التبليغات عبر “المراسل الأخضر” عن المخالفات البيئية، تبلغنا في greenarea.info عن وجود تلوث مع تلقينا صورة فاضحة لمجرور صرف صحي يصب مباشرة في نهر رشعين – قضاء زعرتا مع مناشدة بتسليط الضوء على هذه القضية.
رشعين أو “راش عين” بالسريانية ليست بالكلمة الغريبة على وطن العيون العذبة والينابيع، فهذا النهر الذي يقع في محافظة لبنان الشمالي (قضاء زغرتا)، ويعبر بلديات رشعين، عشاش، أرده، حرف ارده، مرياطة، القادرية، كفر دلاقوس ووزغرتا، كان وما زال وجهة سياحية وجمالية مشهورة بسلسلة المطاعم المنتشرة على ضفافه المقصودة من اللبنانيين والاجانب، ولكن يبدو أن عدوى التلوث انتقلت لتصيبه كما باقي الانهار في لبنان.
تلوث واضح واستهتار فاضح
قد يبدو لنا انه نهر نظيف خصوصا في فصل الشتاء، إلا ان ما تخفيه المياه الجارفة تفضحه الروائح الكريهة الناجمة عن السماد والصرف الصحي وروث الحيوانات وزيبار الزيتون وغيرها، أما في الصيف فالمشهد فاضح أكثر، إذ يظهر حجم التمادي والاستهتار واللامبالاة حيال تلويث النهر، ومدى التقاعس في كف اليد الملوثة عنه من قبل الجهات المعنية والمسؤولة ايضا عن معالجة التلوث الحاصل.
يمين: “زغرتا غدنا” رفعت الصوت
العضو الناشط في جمعية “زغرتا غدنا” انطوان يمين قال لـ greenarea.info ان “نهر رشعين هو عبارة عن نهرين منبعهما من جبال الضنية، يلتقيان في زغرتا بالقسم القادم من إهدن وبشري ليكوِّنا نهر أبو علي”، وتابع: “كنا قد رفعنا الصوت عاليا، خصوصا وان التلوث ليس وليد الساعة، فدعونا الى وقفة احتجاجية في الرابع من شباط (فبراير) الماضي بعد وعود من المسؤولين في المنطقة بالبدء بالاشغال مع مطلع عام 2017، بعد هذه الدعوة قامت البلدية بإعلان تلزيم المشروع قبل يوم من وقفتنا الاحتجاجية”.
وعود وغياب الرؤية الواضحة
وقال يمين: “تابعنا تحركنا وطالبنا بلدية زغرتا – إهدن بالكشف عن تفاصيل تلزيم مشروع الصرف الصحي لنهر رشعين وحجمه والبلدات التي يشملها والمدة الزمنية، وإلى اليوم لم نلمس اي عمل فعلي على الارض، وما تلقيناه ما زال مجرد وعود مع شعورنا بأن لديهم النية بالعمل، ولكن يبدو انه تنقصهم الخطة الواضحة في العمل التي لم يطلعنا عليها احد من المسؤولين حتى اليوم لنتبين جدية وعودهم”.
أسباب التلوث
وتابع يمين عارضا لمصادر التلوث، فقال انه “ناتج عن الصرف الصحي بشكل اساسي للبلدات على امتداد النهر التي تسلط مجاري الصرف الصحي في النهر، وزيبار الزيتون خلال موسم الزيتون، ومحلفات مصانع الالبان والاجبان، والمزارع وروث الحيوانات”، وختم “كجمعية لدينا افكار وخطط غير مكلفة نستطيع العمل من خلالها، ولكن ينقصنا تعاون المسؤولين بجدية ووضوح لمعالجة هذه المشكلة التي تتفاقم يوما بعد يوم”.
تلزيم المشروع لشركة “المصطفى”
ومن جهته، أكد الناشط في “زغرتا غدنا” بيار الدويهي لـ greenarea.info انه “بعد اجتماعنا باتحاد بلديات زغرتا تم تلزيم مشروع لمعالجة التلوث في النهر من قبل الدولة، مع انه كان هناك لغط في اسم النهر فقد جاء التلزيم باسم (نهر جوعيت)، بالاضافة الى ان رئيس الاتحاد لديه خريطة التلزيم بدون اي تفاصيل، ودون أي دراسة واضحة”، وقال: “بدا لنا ان المشروع غير متكامل ولا يشمل المناطق المجاورة، لذلك طالبنا بخطة متكاملة مع رؤية شاملة وواضحة للبدء بالعمل الجدي على الارض في لقائنا القادم مع رئيس اتحاد بلديات زغرتا، وقد اكد الدويهي ان المشروع لزم لشركة المصطفى بقيمة مليار وخمسمئة وثمانين مليون ليرة”.