في ظاهرة لم يشهد العالم مثيلا لها منذ ثلاثمئة وخمسين سنة، اختفى نهر بأكمله في كندا، ما أثار تساؤلات ومخاوف كثيرة حول ظاهرة الاحتباس الحراري، وما ينجم عنها من نتائج وظواهر طبيعية غير منفصلة عن تبعات تغير المناخ.

وعلى الرغم من أن التغيرات الجذرية معروفة في السجل الجيولوجي، ولكن العلماء يؤكدون أنها المرة الأولى التي يختفي فيها نهر في غضون أربعة أيام فقط، إذ أنه بعد تراجع وذوبان الغطاء الجليدي إلى حد كبير فتح النهر (يعرف باسم “سليمز” Slims) طريقا بديلا إلى البحر.

وقد وصف الباحثون هذا الأمر بـ “التطور الدراماتكي” بحسب ما أشارت مجلة “ناتشر جيوسينس” Nature Geoscience، وقال البروفسور دان شوغار Dan Shugar، أحد الباحثين من “جامعة واشنطن تاكوما” University of Washington Tacoma: “لقد رأى الجيولوجيون أن النهر تعرض إلى ما يشبه (القرصنة)، ولكن لا أحد على حد علمنا تنبأ أن مثل هذا الأمر قد يحدث في حياتنا”، وأضاف: “كان الناس ينظرون إلى السجل الجيولوجي – منذ آلاف أو ملايين السنين – وليس القرن الحادي والعشرين، حيث يحدث هذا الأمر تحت أعيننا”.

واظهر حراس النهر أن حركته انخفضت فجأة على مدى أربعة ايام من 26 إلى 29 أيار (مايو) من العام الماضي.

 

قرصنة نهرية

 

وفي هذا السياق أيضا، نشرت صحيفة الـ “ريبوبليكا” Repubblica La الإيطالية مجموعة من الصور والخرائط توضح كيف اختفى “نهر سليمز” Slims River، وهو أحد الأنهار الشمالية في كندا بسبب ظروف المناخ المتقلبة.

وعزت الصحيفة الإيطالية سبب اختفاء النهر إلى تيار سريع تدفق من الجبل الجليدي “كاسكاوولش” Kaskawulsh بشكل مفاجئ، ما تسبب بتغيير مسار النهر في وقت قصير جدا، واختفاء “بحيرة كلاون” Kluane Lake، حيث أن “تغيير المناخ جلب معه تغيير جغرافي”.

وبحسب الـ “ريبوبليكا” Repubblica La، تعرف هذه الظاهرة بـ “القرصنة النهرية”، وهي تحتاج إلى سنوات طويلة لكي يختفى النهر، لكن في غصون أيام قليلة تم اختفاؤه، ففي إحدى الصور يظهر اختلاف مسار النهر، حيث كان يصب في مياه بحر “بيرينغ”، إلى أن فقد الجبل الجليدي “كاسكاوولش” Kaskawulsh سيطرته على تحديد أبعاد النهر، فأصبح يتجه نحو مياه أنهار الجبل الجليدي في الجنوب إلى خليج آلاسكا.

وحذرت “جامعة واشنطن تاكوما” University of Washington Tacoma، بعد أيام قليلة من جولة لفريق من العلماء من بريطانيا والسويد والنرويج، من أنه “إذا زادت دراجات الحرارة بمعدل درجتين مئويتين، فسوف يذوب أكثر من 6.6 مليون كلم2 من الجليد، أي ما يوازي نحو 40 بالمئة من الجليد الدائم، والذي يحتوي على كميات كبيرة من غاز الميثان، وهو غاز قوي مسبب للاحتباس الحراري”.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This