نظمت “هيئة كهرباء ومياه دبي”، Dubai Electricity and Water Authority بالتعاون مع “جمعية الإمارات للحياة الفطرية Emirates Wildlife Society بالتعاون مع “الصندوق العالمي لصون الطبيعة” World Conservation Fund، برنامجاً خاصاً لمدة خمسة أيام في “محمية وادي الوريعة” في إمارة الفجيرة، وخصص البرنامج لدراسة تأثيرات التغير المناخي على النظم الإيكولوجية في الإمارات العربية المتحدة، ولا سيّما النظم البيئية للمياه العذبة، إضافة إلى استكشاف طرق جديدة لحفظ التنوع البيولوجي وتحديد المخاطر، والفرص المتاحة أمام مجتمع الأعمال للمساهمة في حماية البيئة والموارد الطبيعية.
ويأتي هذا النشاط في سياق جهود “هيئة كهرباء ومياه دبي” لتحقيق التنمية المستدامة التي تعتمد على تسخير المعرفة والابتكار والنمو الأخضر المستدام، وانسجاماً مع استراتيجيتها لتعزيز الوعي البيئي وحماية الموارد الطبيعية وخفض البصمة الكربونية.
وسيتم تنفيذ البرنامج على مرحلتين، الأولى في شهر نيسان (أبريل) الجاري والثانية في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، ويشارك فيه مجموعة من الموظفين والخريجين الجدد من موظفي هيئة كهرباء ومياه دبي، بالإضافة إلى أعضاء مجلس الشباب في الهيئة.
يتضمن جدول أعمال البرنامج سلسلة من الأبحاث العلمية حول تأثير التغيرات المناخية على النظم البيئية للمياه العذبة والتنوع البيولوجي في الدولة من خلال سلسلة من المحاضرات النظرية والجلسات الحوارية والأنشطة البحثية، العملية والميدانية، بإشراف نخبة من الخبراء المعنيين بالشأن البيئي، فضلاً عن أنشطة ثقافية وتوعوية حول أبرز القضايا التي تؤثر في التغير المناخي محلياً وإقليمياً وعالمياً. كما يتضمن البرنامج زيارات ميدانية واستكشافية للبيئة المحيطة تضمن تزويد المشاركين بتجربة علمية وعملية ثرية وممتعة.
اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة
ونقلا عن المكتب الإعلامي لحكومة دبي، أشار العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي سعيد محمد الطاير إلى أن “البرنامج يأتي في إطار جهود الهيئة لتحقيق رؤية الإمارات 2021 التي تسعى إلى تحقيق بيئة مستدامة في الدولة، والمبادرة الوطنية طويلة المدى لبناء اقتصاد أخضر في دولة الإمارات”، وذلك تحت شعار “اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة”، وأشار الطاير إلى “دولة الإمارات تهدف إلى أن تكون أحد الرواد العالميين في هذا المجال ومركزاً لتصدير وإعادة تصدير المنتجات والتقنيات الخضراء، إضافة إلى الحفاظ على بيئة مستدامة تدعم نمواً اقتصادياً طويل المدى”.
وقال: “يأتي هذا البرنامج في إطار التزامنا تجاه البيئة، وحرصنا على تنمية وتطوير الكوادر الوطنية ليصبحوا قادة المستقبل، ويعد فرصة فريدة للمشاركين لتطوير خبراتهم الشخصية وصقل مهاراتهم ليصبحوا سفراء للبيئة ينشرون الوعي بأهمية الاستدامة والمسؤولية البيئية وضرورة الحفاظ على مواردنا الطبيعية لأجيالنا القادمة”.
وتابع الطائر: “يمثل التعاون مع “جمعية الإمارات للحياة الفطرية” دفعة قوية لإنجاح البرنامج الذي سيكون له أثر إيجابي ملموس على صعيد دراسة تداعيات التغير المناخي على التنوع البيولوجي والنظم الأيكولوجية في الدولة، في خطوة تتواءم مع حرص الهيئة على تفعيل الشراكات الدولية للتصدي لتداعيات التغير المناخي والتزامها بتحقيق التنمية المستدامة التي تعتمد على تسخير المعرفة والابتكار والنمو الأخضر وصولاً إلى مستقبل مستدام. ويعد البرنامج استكمالاً لنجاحاتنا السابقة في المشاركة ببرامج متخصصة بالتغير المناخي حول العالم، في إطار برنامج سفراء تغير المناخ الذي ينبثق من جهودنا لتحقيق رؤيتنا بأن نصبح مؤسسة مستدامة مبتكِرة على مستوى عالمي، تسهم بشكل فعال في عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية في دبي”.
ونوه الطاير بتعاون بلدية الفجيرة، ومركز أبحاث المياه في الفجيرة، ودعمهما لتنفيذ البرنامج في محمية وادي الوريعة الوطنية التي تعد من المناطق الزاخرة بتنوع بيولوجي فريد في النباتات والحيوانات، منها عدة أصناف مهددة بالانقراض، ونظم بيئية متكاملة، وستوفر بيئة مثالية لعمل المشاركين.
البحث والعمل الميداني
من جهتها، قالت المدير العام لجمعية الإمارات للحياة الفطرية إيدا تيليش: “يسعدنا تفعيل برنامج التعلم والبحوث المتعلقة بتغير المناخ، بدعم من هيئة كهرباء ومياه دبي، وسيتيح البرنامج لموظفي الهيئة الفرصة لقضاء خمسة أيام في وادي الوريعة، المحمية الوطنية في الفجيرة والتي تتميز بما تحويه من تنوع بيولوجي واسع من النباتات والحيوانات الفريدة، حيث سيقومون بإجراء البحوث العلمية وفهم تأثير تغير المناخ على التنوع البيولوجي في دولة الإمارات”.
وأضافت تيليش: “نحن في جمعية الإمارات للحياة الفطرية ممتنون لبلدية الفجيرة لدعمها البرنامج والسماح بتنفيذه في الوادي. حيث يهدف البرنامج إلى تزويد هؤلاء الأفراد بالخبرة العملية ومساعدتهم على الفهم العميق لمشاكل تغير المناخ على المستويين الإقليمي والدولي من خلال سلسلة من المحاضرات وجلسات النقاش، وأنشطة البحث والعمل الميداني تحت إشراف متخصصين في المجال البيئي”.
