تواجه “بحيرة قارون” Lake Qaroun شمال مدينة الفيوم المصرية تدميرا لثروتها السمكية، ناجما عن حشرة “الايزوبودا” isopoda، وهي حشرة استوطنت مصر ولا يعرف الباحثون حتى الآن موطنها الأصلي، وهي تقضي على السمكة من الرأس حتى الذيل، ما استدعى دق ناقوس الخطر من قبل السلطات المصرية المعنية.

تعيش هذه الحشرة الخطيرة في خياشيم الأسماك، وتظل موجودة بها حتى تفتك بالسمكة وتسبب نفوقها، وهذا ما يفسر نفوق الأسماك بالبحيرة على نحو كبير، إذ وصل إلى نسبة 90 بالمئة، حتى أن ثمة من حذر من أن تتحول بحيرة قارون إلى “بحر ميت”، خصوصا إذا علمنا أن “الحشرة تدمر الجهاز التنفسي للسمكة، وربما كانت – في وقت سابق – أحد أهم العوامل المتسببة في ظاهرة نفوق الأسماك في مجرى نهر النيل”، بحسب صحيفة “اليوم الجديد” المصرية الأسبوعية.

وأشارت وزارة البيئة المصرية أن “هذه الحشرة لا توجد غالبا في البحيرات المصرية، إلا أنها رُصد وجودها منذ فترة في بحيرة قارون، وأجريت تحليلات عليها، فتبين أنها تستقر في خياشيم الأسماك وتدمر أجهزة السمكة من الرأس حتى الذيل، إضافة إلى أن الموطن الأساسي لتلك الحشرة ليس مصر”.

 

البحيرة

 

كانت “بحيرة قارون” تمد بماء النيل أثناء الفيضان أيام الفراعنة نظرا لمستواها المنخفض عن سطح البحر (-45 مترا). وفي عهد فرعون مصر امنمحات الثالث أمر ببناء قناة إليها وسدين لتخزين مياه النيل فيها أثناء الفيضان، وطبقا لما ورد في مخطوطات المؤرخ اليوناني هيرودوت (القرن الخامس قبل الميلاد) عن تاريخ مصر القديم، كانت البحيرة تخزن المياه 6 أشهر وتمد الاراضي بالمياه ستة أشهر .

تبلغ مساحة البحيرة 330 كيلومترا مربعا حاليا، وطولها 40 كيلومترا، ويصل عرضها إلى نحو7 كيلومترات، وتراجعت مساحتها بسبب الجفاف عبر القرون .

 

وزير البيئة

 

وفي هذا السياق، قال وزير البيئة المصري خالد فهمي في تصريحات صحفية “لم نتأكد حتى الآن من الموطن الأساسي لتلك الحشرة، إلا أن أغلب الظن أنها انتقلت خلال أبحاث أجريت على بحيرة قارون ونقلت مع زريعة أسماك”.

وشدد فهمي على أن “وزارة البيئة غير مسؤولة عن دراسة البحار والبحيرات في الوقت الحالي، وذلك لأنها وقعت عقدا سابقا مع معهد علوم البحار للرصد البيئي للقيام بهذا العمل نظرا لامتلاكه الأجهزة والقدرة على القيام بالدراسات”، وألمح في الوقت عينه أن الوزارة غير مسؤولة عن وجود تلك الحشرة في بحيرة قارون.

وبحسب مصادر متابعة، فقد أعلن الوزير فهمي حالة طوارئ حتى الانتهاء من التحقيقات الجارية لمعرفة سبب ووقت دخول تلك الحشرة إلى بحيرة قارون، وضمان عدم انتقالها إلى مناطق أخرى.

Fish lice

خسائر اقتصادية هائلة

 

وأشارت “صحيفة الأهرام” المصرية إلى أن الدكتور اسماعيل عبد المنعم عيسى أستاذ ورئيس قسم أمراض الأسماك بجامعة القناة، كشف عن أن هذه الحشرة قادمة مع أسماك مستوردة مصابة، وتتكاثر في المياه الضحلة والأحواض الترابية ذات المياه الراكدة، ما يؤدى إلى خسائر اقتصادية هائلة من الاسماك، وانهيار الانتاج.

أما الدكتور عادل عبد العليم شاهين أستاذ أمراض الأسماك بجامعة بنها، فأشار إلى أنه من حسن الحظ أن “تلك الحشرة لا تضر بصحة الإنسان إذا تناول الأسماك المصابة بها”.

وقال عيسى أن “هذه الحشرة من القشريات، ويمكن رؤيتها بالعين المجردة، يبلغ طولها بين 1- 5 سنتيمترات، ولها ألوان وأشكال متعددة حسب نوع السمكة المصابة ، ولها 7 أرجل في كل جانب تساعدها على الالتصاق بالسمكة مدى حياتها”.

وأضاف أن “سبب زيادة أعددها بشكل كبيرة يرجع إلى الملوحة العالية، مع ارتفاع درجة الحرارة والتبخر مع تكاثف تلوث مياه البحيرة بالصرف الصحي”، لافتا إلى أن “الايزوبودا متخصصة في اسماك المياه البحرية، ولا تستطيع العيش في المياه العذبة وتتكاثر في المياه الضحلة والاحواض الترابية ذات المياه الراكدة في البلاد الحارة ومعتدلة المناخ”.

وأشار عيسى إلى أن هذه الحشرة تؤدى إلى خسائر اقتصادية هائلة، وأن الاصابة بها تؤدى إلى عدوى بالبكتيريا أو الفطريات للسمكة بعد أن تتغذى على دمها والخلايا الحية بالاسماك”.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This