لن يتمكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب من المضي في سياساته الرامية إلى نقض ما خلص إليه العلماء من أن العالم تتهدده مخاطر ناجمة عن تغير المناخ، إذ ما زالت الأصوات ترتفع منددة ورافضة لنهج ترامب حيال ظاهرة الاحتباس الحراري، وهذا ما سبق وألمح إليه موقعنا greenarea.info في سياق رصده لتوجهات ترامب قبل وصوله إلى البيت الأبيض، معتبرا أنه لا يمكن لأي كان، ولأي موقع انتمى أن يكسب المواجهة في حربه على العلم والعلماء.
فإلى مسيرة الشعوب من أجل المناخ التي توجت سلسلة احتجاجات “أسبوع الأرض” والتي بدأت بمسيرة يوم السبت الماضي انتصارا للعلم، مع قضاء ترامب المئة يوم الأولى في منصبه والتي تعتبر نهاية لفترة “شهر العسل” التقليدية لأي رئيس جديد، احتشد عدد كبير من المحتجين أمام البيت الأبيض يوم السبت 29 نيسان (أبريل) الجاري للتعبير عن استيائهم من موقف الرئيس دونالد ترامب بشأن البيئة، ومطالبته بأن يعيد النظر في خططه للتراجع عن سياسات التغير المناخي التي كان يدعمها سلفه.
العار
ومع ارتفاع درجات الحرارة فوق 90 درجة فهرنهايت، وتحت سماء ضبابية في عاصمة البلاد، سار عشرات الآلاف من الأشخاص من مبنى الكونغرس الأميركي واجتازوا البيت الأبيض في طريقهم إلى النصب التذكاري لواشنطن من أجل التجمع هناك.
وحمل الكثير من المحتجين لافتات تحمل شعارات مثل “البحار ترتفع وكذلك نحن” و “لا تكن أحمق احفوريا”. وعندما مرت المسيرة من أمام فندق “ترامب انترناشيونال” في “شارع بنسلفانيا”، أطلق المتظاهرون صيحات استهجان وهتفوا “العار”، بحسب وكالة “رويترز” العالمية.
وكان ترامب قد قال خلال حديثه مع صحفيين قبل مسيرة في هاريسبرغ في بنلسفانيا بمناسبة مرور 100 يوم على توليه منصبه، عندما سئل عما سيقوله لهؤلاء الذين يقومون بمسيرات بشأن تغير المناخ “استمتعوا باليوم… استمتعوا بالطقس”.
ومع عدم وجود مؤشرات على أعمال عنف، قال بعض المتظاهرين إنهم شعروا بالغضب إزاء احتمال أن يمضي ترامب قدما بتنفيذ تعهده بالتراجع عن إجراءات الحماية التي وضعها سلفه الديموقراطي باراك أوباما.
الانسحاب من اتفاقية باريس
وقال ليو وودبيري من فلورنس في ولاية ساوث كارولاينا، والذي تحدث خلال مؤتمر صحفي قبل المسيرة “نعتزم الصمود وندعهم يعرفون أننا سئمنا من رؤية أطفالنا يموتون من الربو”. وأضاف: “لقد سئمنا من رؤية أشخاص مصابين بالسرطان بسبب برك رماد الفحم ومن رؤية ارتفاع مستويات البحر”.
وتبحث إدارة ترامب الانسحاب من اتفاقية باريس التي وقعتها أكثر من 190 دولة، بما فيها الولايات المتحدة أملا في كبح الاحترار العالمي.
كما اقترح ترامب تخفيضات كبيرة في ميزانية “وكالة حماية البيئة” والغاء الكثير من اللوائح البيئية.
وفي حملته وصف ترامب تغير المناخ بأنه خدعة. وفي الشهر الماضي أوفى بوعد بشأن صناعة الفحم من خلال إلغاء قواعد تتعلق بتغير المناخ كان أوباما قد وضعها.
