ست سنوات وما تزال الحرب الدائرة في الجمهورية العربية السورية ترمي بثقلها على كل ما هو حي، ولم تقتصر آثارها على تدمير البنى التحتية بصورة شاملة في العديد من المدن السورية فحسب، وإنما دفعت السوريين للهجرة الداخلية وإلى دول الجوار وأوروبا وأميركا وكندا، فضلا عن الخسائر البشرية والإقتصادية في مجالات الزراعة والصناعة والسياحة، وما تركته هذه الحرب من آثار سلبية على جميع الأصعدة، وصلت حدودا غير مسبوقة، من حيث القتل والدمار.
لكن ما يطاول البيئة في هذا البلد الشقيق فاق كل التصورات، وفي هذا المجال، نشر موقعنا greenarea.info العديد من التحقيقات تناولت قضايا بيئية عدة، إلا أن ثمة تحقيقا لافتا للانتباه نشرته وسائل الإعلام العالمية على صفحاتها الإلكترونية، تناول ما تتعرض له أسماك القرش من صيد جائر وعلى نحو كبير، خصوصا في ظل الحرب التي تسببت بتراجع دور الجهات المعنية المولجة حمايتها، مع الإشارة إلى أنه قبل الحرب كانت ثمة تدابير رادعة وإجراءات تمنع الصيد الجائر، ولا سيما للأنواع المهددة بالانقراض.

جمعية حماية البيئة السورية

وقد نشر “موقع سبوتنك الإخباري” الروسي مؤخرا تحقيقا عن هذا النوع من الصيد، وعزا أسبابه إلى ندرة اللحوم، وحتى إن وجدت فأسعارها مرتفعة في سوريا، ولذلك اتجه السكان إلى صيد الأسماك ولا سيما منها أسماك القرش، ليصبح معدل استهلاك الفرد السوري من الأسماك ثلاثة أضعاف ما كان عليه قبل الحرب.
وقد دفع هذا الأمر العديد من علماء البيئة إلى تسليط الضوء على ما هو قائم، معبرين عن قلقهم في هذا المجال، خصوصا وأن هذا الاستخدام المتزايد لموارد البحار البيولوجية هو سبب في الانخفاض الحاد في عدد من أنواع الأسماك.
وقالت العضو في “جمعية حماية البيئة السورية” Syrian Environment Protection Society وعضو هيئة التدريس في “جامعة تشرين” في “المعهد العالي لأبحاث العلوم البحرية” High Institute of Marine Research الدكتورة معينة بدران Mueyna Badran أن “العديد من أنواع الأسماك المحلية في المياه السورية معرضة للخطر بشكل متزايد بسبب الصيد المكثف والصيد غير المشروع”.
وأضافت: “تحتوي فئة الأسماك الغضروفية على 1،164 نوعا، منها 41 نوعا تم تأكيد وجودها في سوريا منذ عام 2010، وبالإضافة إلى ذلك، تم تأكيد وجود 10 أنواع أخرى منذ ذلك الوقت، لكنها لم تضف بعد إلى القائمة الرسمية، وهذه الأسماك معرضة بشكل خاص لانخفاض الخصوبة وكذلك تأخر نضجها، وقد تمكنت الحكومة السورية خلال السنوات الخمس الماضية لضمان سلامة مواطنيها بالسماح بصيد أسماك القرش”.

الصيد غير المشروع

وقالت بدران: “وجد العديد من الصيادين الصغار فرصة للانخراط في الصيد غير المشروع بشكل مباشر، ويمكنكم رؤية نتائج أعمالهم في أسواق السمك في اللاذقية وطرطوس حيث تباع أسماك قرش كثيرة، ولم يحدث شيء من هذا القبيل من قبل”.
ووفقا لبدران، فإن ما لا يقل عن 3 أنواع من السلاحف البحرية توجد في سوريا، ولكن عددا من العوامل، منها (الصيد الجائر والتلوث وانخفاض عدد الشواطئ مناسبة لوضع البيض) تسبب في انخفاض في أعدادها بشكل متزايد.
وعلاوة على ذلك، تعاني كافة النباتات والحيوانات البحرية حاليا من التلوث، من خلال زيادة ملوحة المياه في شرق البحر الأبيض المتوسط، وبناء السد في المنطقة، كما أن الصيد غير الخاضع للمراقبة وتفشي الصيد غير المشروع يؤديان أيضا إلى هجرة الأسماك إلى مناطق أخرى أكثر ملاءمة لها.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This