بحثت المفوضية الأوروبية في العام 2015 آثار المبيدات الحشرية على النحل، بناءً على دراسة تدعم المخاوف من أن بعض المواد الكيميائية والسموم التي تحتوي عليها مضرّة جدا بالنحل، خصوصا وأن أهمية النحل تتخطى بكثير قيمة ما ينتجه من عسل، إذ يلعب دورا مهما في تلقيح الكثير من المحاصيل، ومن هنا، فإن أي انخفاض في أعداده لا يثير مخاوف بيئية فحسب، ولكن يعرض الإمداد الغذائي في العالم للخطر.
وفي هذا السياق، أُطلقت حملة “CooBEEration“، المدعومة من “الإتحاد الأوروبي”، وذلك لما للنحل من أهمية في الحفاظ على التنوّع البيولوجي وزيادة المحاصيل الزراعية، وحماية مصدر رزق مربي النحل.
بلديات جبل الشيخ… صديقة للنحل
إنضم “اتحاد بلديات جبل الشيخ” في لبنان رسميا إلى مبادرة “البلديات الصديقة للنحل”، في سياق حملة “CooBEEration“، وفي هذا المجال قال الشيخ صالح أبو منصور رئيس الإتحاد لـ greenarea.info: “نحن نعتبر أول إتحاد بلديات في الشرق الأوسط ينضم إلى هذه المبادرة، وذلك نظراً إلى أهمية النحل ووجوده في المنطقة، إذ تعتاش حوالي مئة عائلة من هذا القطاع المهم”.
ومن أهداف حملة “CooBEEration“، منع المبيدات الزراعية التي تؤذي النحل، وأشار أبو منصور إلى “اننا قمنا بإرسال دراسات وكتب، إلى المحال التي تبيع موادا زراعية، وذلك كي يعلم أصحابها أنواع مبيدات غير الضارة بالنحل، وبالتالي إستبدال تلك الموجودة لديهم بأخرى صديقة للبيئة”، لافتا إلى أن “المبيدات تعتبر بمعظمها غير صديقة للنحل، وبالتالي تؤثر على إنتاجيته”.
إشراك النساء في عملية الإنتاج
لم يقتصر إهتمام إتحاد بلديات جبل الشيخ على المحافظة على النحل، بمنع رش المبيدات المؤذية له فحسب، وإنما يتم في المقابل غرس كافة أنواع الأشجار، التي لها تأثير إيجابي على إنتاجيتها، ومن هنا “فكلما إزدادت كميّة الأشجار المزروعة كلما زادت إنتاجية النحل” كما يقول أبو منصور.
ولا تقف أهداف إنضمام الإتحاد إلى هذه المبادرة فقط عند حدود المحافظة على النحل وإنتاجيته في المنطقة، بل أيضاً إلى إشراك العنصر النسائي في عملية الإنتاج، إذ تم وفق أبو منصور “القيام بمبادره تجاه النساء، هي عبارة عن دورة تدريبية قامت بها مدربة من منطقة الشوف، تمتلك عشرين قفيراً، تهدف إلى تعليم النساء كيفية الإعتناء بالنحل. وبالتالي تشجيع إشراكهن وإدخال الطاقة النسائية في العملية الإنتاجية، وهو أحد أهداف الإتحاد”.
حملة CooBEEration
تجدر الإشارة إلى أن الهدف الرئيسي للحملة – وفق القيّمين عليها – يتمثل في تغيير النظرة لتربية النحل، من نشاط بسيط مدر للدخل إلى “صالح عام عالمي”، لذلك فإن أنشطة الحملة ستركز على:
1- تعزيز الوعي بدور وتربية النحل في حماية التنوع البيولوجي والأمن الغذائي، كوسيلة للتنمية الإقتصادية المستدامة للأراضي.
2- تعزيز إلتزام الحكومات والمؤسسات، على المستويات المحلية والوطنية والدولية، برعاية وحماية وتربية النحل.
3- بناء تحالف عالمي للراغبين في التعاون عبر شبكات في مجال حماية وتربية النحل، إعترافا بما لديها من قيمة تراثية مشتركة.
4- البلديات التي تنضم إلى الحملة من خلال التصديق على هذا القرار، سوف تحصل من قبل متعهدي الحملة على شعار “بلدية صديقة للنحل”، ويمكن استخدامه في الإتصالات المؤسسية للبلدية.
معايير الإنخراط في الحملة
كما أن الانخراط في حملة CooBEEration، والعمل وفقا لما يجعلها “بلدية صديقة للنحل”، يستلزم على وجه الخصوص:
1- السعي عند التخطيط لإنشاء مناطق خضراء وإدراج وتكثيف زراعة النباتات التي يحبّها النحل.
2- إيلاء الإهتمام الوثيق للعلاجات بالمبيدات التي يتم رشها على نباتات الحدائق في المدن، والالتزام بتجنب المداواة في فترات الإزهار أو عند ظهور المن.
3- تقليص إستخدام مبيدات الأعشاب تدريجياً، إلى حد التخلص منها، وذلك في صيانة حافات الطرق والمساحات الخضراء العامة.
الجدير بالذكر، أنّه في العام 2013، فرضت المفوضية الأوروبية الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، قيودا على إستخدام العديد من أنواع المبيدات الحشرية، التي تحتوي الـ “نيونيكوتينويد”، وهي مواد كيميائية تؤذي النظام العصبي للحشرات، بعدما حددت هيئة سلامة الأغذية الأوروبية خطورتها على صحة النحل.
ووجدت دراسة نشرها المجلس الاستشاري الأوروبي للأكاديميات العلمية “دليلا علميا واضحا” أنّه، على مدار فترة زمنية، تضرّ مستويات منخفضة للغاية من مادة نيونيكوتينويد، بأنواع أخرى من الحشرات غير تلك المستهدفة، وهذا يشمل نحل العسل والنحل الطنّان وديدان الأرض.