تبعاً لـ “منحنى كيلينغ” Keeling Curve تخطى كوكب الأرض في التاسع عشر من شهر نيسان (أبريل) الماضي 2017 مستوى تغير المناخ الذي كان عليه قبل هذا التاريخ، بحيث تجاوزت مستويات غاز ثاني أوكسيد الكربون في غلافها الجوي الأربعمئة جزء من المليون ووصلت إلى أربعمئة وعشرة أجزاء (410)، وهذا ما يعتبر رقما قياسيا جديدا يحمل مؤشرات خطيرة.

صحيح أن النتائج لم تفاجىء العلماء الذين طالما حذروا من أن ثمة مسارا تصاعديا في هذا المجال، وكانوا متيقنين أن الكوكب سيبلغ هذه المستويات غير المرصودة من قبل، أي عندما كانت مستويات ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي تقدر بأقل أو نحو 400 جزء من المليون، وكان العلماء قد حذروا العام الماضي من أننا نتجه إلى التسبب بمستويات أعلى، وهذا ما تبينوه اليوم تبعا لمؤشر “منحنى كيلينغ” Keeling Curve، بعد تسجيله الرقم القياسي الجديد من مرصد “مونا لوا”  Mauna Loa Observatory في جزيرة هاواي.

 

ما هو منحنى كيلينغ؟

 

بدايةً، لا بد في هذا السياق من معرفة ما هو منحنى كيلينغ Keeling Curve لنعرف إلى ماذا استند العلماء في ما خلصوا إليه من أرقام.

وهذا “المنحنى” هو عبارة عن رسم بياني يرصد تغير مستوى تركيز غاز ثاني أوكسيد الكربون في الجو منذ العام 1958، وهو تابع لـــ “برنامج معهد سكريبس لعلوم المحيطات” Scripps Institution of Oceanography في جامعة كاليفورنيا الأميركية في سان دييغو، وهو يعتمد على معطيات تم أخذها على فترات زمنية طويلة من “مرصد مونا لوا” في هاواي وذلك تحت إشراف تشارلز دافيد كيلينغ، إذ تظهر قياسات كيلينغ بوضوح المعدل المتسارع لزبادة انبعاث غاز ثنائي أوكسيد الكربون في الجو.

وحمل اسم العالم الأميركي الراحل تشارلز كيلينغ Charles Keeling هو عالم في مجال علم الفلك، اشتهر بعمله على منحنى كيلينغ، وحاز على جائزة قلادة العلوم الوطنية الأميركية.

 

السجل الجيولوجي

 

وفي هذا السياق قال “رالف كيلينغ” Ralph Keeling مدير “برنامج ثاني أكسيد الكربون” في “معهد سكريبس لعلوم المحيطات” Scripps Institution of Oceanography في سان دييغو لمجلة “ييل إنفايرومنت 360” Yale environment 360: إننا نحيا حقبة جديدة ستمر بسرعة كبيرة، وسنسعى جاهدين من أجل الحد من هذه النسبة بأسرع وقت.”

ينظر العلماء إلى هذه الأرقام والفروقات بينها كنقاط للمقارنة، وأشار في هذا المجال البروفسور “غافن فوستر” Gavin Foster، الباحث في علم المناخ من “جامعة ساوثهامبتون” للموقع الإخباري كلايميت سينترال Climate Central إلى أن “هذه المستويات مجرد أرقام، إلا أنها تعطينا الفرصة للتروي والتقييم واستخدامها كنقاط مؤشرة للمقارنة في السجل الجيولوجي.”

وبحسب موقع “أخبار الآن”، فإن على جميع الدول في هذه الفترة الحرجة جدا أن تتعاضد لتحقيق عالم أكثر اخضرارا، فالعوامل الطبيعية كظاهرة “إل نينو” ساهمت كذلك في زيادة نسبة ثاني أوكسيد الكربون في الجو خلال العامين الماضيين، فضلًا عن تأثير احتراق الوقود الأحفوري بكميات هائلة.

 

مشروع الطاقة النظيفة

 

وإدراكا لأهمية اتخاذ إجراء للحد من التغير المناخي، تظاهر علماء مع آلاف الأشخاص في جميع الولايات الأميركية دعما للعلم في اليوم العالمي للأرض، والذي يصادف 22 نيسان (أبريل) من كل عام.

وأعلن كيلينغ في خطابه الجماهيري أثناء مشاركته في مظاهرة سان دييغو: “انتهت الحوارات المتعلقة بالتغير المناخي منذ عقود”.

فقد أثبتت البحوث الأخيرة إن إمدادات الطاقة العالمية المعتمدة على الوقود الأحفوري لا بد أن لا تتجاوز نسبة 25 بالمئة أو أقل بحلول العام 2100، تطبيقا لاتفاقية باريس المناخية.

وبادرت دول عديدة باتخاذ إجراءات تتوافق مع هذه التوجيهات العالمية، فعلى سبيل المثال حدت الصين كثيرا من استخدام الفحم بغية إيقاف انبعاثاته تماما بحلول العام 2030. وفي العام ذاته ستحظر ألمانيا استخدام محركات الاحتراق، بينما موّل دعاة الحفاظ على البيئة في الولايات المتحدة الأميركية صندوق مشروع الطاقة النظيفة لمدة عشرين عاما بمبلغ مليار  دولار.

وسجلت بريطانيا إنجازا مهما بعد أن أمضى البريطانيون أول يوم دون استخدام الفحم كمصدر للطاقة منذ أكثر من 135 عاما.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This