لم تمهلنا السلحفاة “لاكي” لنحتفل بإطلاقها في بيئتها البحرية، فغادرت “أيقونة Green Area” دون وداع، ما إن أصبحت قادرة على العيش مجددا في أعماق المياه البعيدة، لكن ما يعوض علينا الاحتفال أنها استعادت حريتها بعد تعرضها للتعنيف والضرب، ما اضطرها للبقاء أحد عشر شهراً في ميناء مرفأ الجية (جنوب لبنان)، وخضعت طوال هذه المدة للعناية الطبية والتأهيل بالتنسيق مع وزارة الزراعة، وبعمل دؤوب من جنود مجهولين، هم عناصر الانقاذ البحري الدفاع المدني الذين ربطتهم بالسلحفاة صداقة يومية، وبعض الجمعيات التي مدت يد العون في الأشهر الأولى.
منذ تعرضها للتعنيف والضرب على شاطىء الرميلة – صيدا، كنا أول من بادر لإنقاذها، وكنا أول من أبلغ الدفاع المدني الذي عمل بسرعة على سحبها من بين المواطنين على الشاطىء، وجلبها إلى مرفأ الجية، ولم تتوان “جمعية Green area الدولية” عن توفير ما يلزم لمساعدتها، وصولا إلى إجراء صور “سكانر” في “مستشفى حمود – صيدا” الذي تبرعت إدارته بهذا العمل النبيل، وجاءت نتائج الصور لتؤكد أن أن الإصابة في الرأس حدت من قدرتها على الغوص، لكن بعد أشهر ثلاثة على إجراء الصورة، بدأت “لاكي” تستعيد قوتها، ووثقنا عبر فيديو كيف أنها استعادت القدرة على الغوص، وكنا بصدد التحضير لإعادة إطلاقها في بيئتها الطبيعية، إلا أنه مع تحسن حالها، غافلت عناصر الدفاع المدني لتنتقل إلى عالمها الرحب.
سكرية: وصلنا إلى الهدف المرجو
الدكتور محمد سكرية من مديرية الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة، قال لـ greenarea.info: “بعد متابعة السلحفاة لمدة أحد عشر شهرا ورعايتها طبيا، وإعادة تأهيلها وتدريبها من قبل عناصر الإنقاذ البحري في الدفاع المدني، تبين منذ حوالي الثلاثة اشهر وبعد إخضاعها من قبل (جمعية Green area الدولية) لصورة سكانر، بدأت تتماثل للشفاء وتعاود الغطس تحت المياه، في مؤشر يدل على استعادة عافيتها وقدرتها على العودة لبيئتها الطبيعية”.
وقال سكرية: “بعد أن غاصت واختارت ان تسلك طريق البحر، فهذا دليل التقدم الكبير في شفائها، وهذا ما كنا نأمله، وقد وصلنا إلى الهدف المرجو منذ ان بدأنا بمتابعتها”.
الدفاع المدني
مصدر من الانقاذ البحري في الدفاع المدني أكد لـ greenarea.info أمس أنه “أثناء عملية تدريبها المعتادة من قبل مجموعة من العناصر، غطست السلحفاة (لاكي) لمدة 13 دقيقة تحت الماء لتعود الى السطح للحصول على بعض الاوكسجين، ومن ثم عاودت الغوص تحت المياه ولم تعد الى السطح مجددا، في هذه الاثناء قام عناصر الغوص للبحث عنها للإطمئنان، فتبين أنها سلكت طريقها نحو أعماق البحر ولم تعد”.
وكان المصدر عينه، قد أفادنا انه “في الاسبوعين الاخيرين أصبحت لاكي عدوانية بعض الشيء، بالتزامن مع وقت تزاوج السلاحف”، وأشار إلى أنه “لربما هناك علاقة بين تغير سلوك السلحفاة ورغبتها في التزاوج”، وختم المصدر أنه “من خلال متابعتنا لوضعها الصحي يوما بعد يوم يسرنا أن نعلن ان السلحفاة استعادت قدرتها على العيش في بيئتها، وقدرتها على تأمين طعامها والغوص مطولا تحت المياه بشكل طبيعي”.
Green Area الدولية
وقال مصدر من “Green Area الدولية”: “بعد انقاذنا للسلحفاة لاكي من على شاطئ الرميلة في حزيران (يونيو) الماضي، أبدينا كل اهتمام بتفاصيل علاجها ومتابعتها، وأعلمنا وزارة الزراعة التي تدخلت وكنا قد طلبنا عونا طبيا من جمعية تعنى بالحيوانات لبنان وقدمت لها الدعم والاهتمام شاكرين لها جهودها”.
وتابع المصدر: “كانت ثمة محاولات لتسفيرها مرتين لليونان وتركيا، ولكن طرأت عراقيل حالت دون تسفيرها لنكرس مفهوما جديدا، ونسجل حالة استثنائية للمرة الاولى في لبنان بمتابعة وتدريب وتأهيل سلحفاة بحرية، وقد نجحت المحاولة بالحب الذي منح لـ (لاكي) من قبلنا، ومن كل من تابعها، ومن الانقاذ البحري بصورة خاصة، فهم من اهتم بها يوما بيوم وهم من حقنوها بالادوية وعملوا على اطعامها وتدريبها حتى عاودت قدرتها على العيش في بيئتها من جديد”.
وختم المصدر: “(لاكي) اليوم استعادت قدرتها وحريتها وهذا ما هدفنا له من اليوم الاول”,