ليس بالشاي الأخضر وحده يطول عمر الإنسان، فقد اكتشف العلماء وما يزالون أسرارا قد تساعد في العيش حياة طويلة، ومن بينها: الضحك، التأمل، الموسيقى، الطبيعة، الهواء النقي، الابتعاد وجبات الطعام السريعة fast food واستخدام الاطعمة العضوية، كذلك الاكثار من المشي وعدم الانزواء في البيت.
ومن أكثر الشعوب المعمرة في العالم نجد الصينيين الذين يصل متوسط أعمارهم إلى 84 عاماً، وعزا العلماء السبب في ذلك الى تمتع هؤلاء بصحة جيدة ونشاط حتى في سن الشيخوخة، إلى ممارستهم فنون الدفاع عن النفس، اضافة الى النظام الغذائي الموزون الذي يتبعونه، فالخضراوات تعتبر طعاماً أساسياً، لا سيما في وجبة الإفطار، وكذلك تناول الفواكه والمكسرات والبذور والبقوليات والأسماك، واعتمادهم على البخار في طهي الطعام واعتيادهم شرب الشاي.
كما يمارس كل المسنين في الصين تمارين رياضية لمدة 15 دقيقة يومياً، ويتلقون بموجب ثقافتهم الخاصة كل الدعم من أبنائهم وأحفادهم، فضلا عن إشراكهم في النشاطات الاجتماعية التي لها فوائد صحية هائلة.
أما السبب في الاعمار الطويلة في اليابان، فيرى العلماء أن ذلك يعود الى نظامهم الغذائي المعتمد اساساً على تناول الأسماك الدهنية كالتونة والسلمون اسبوعياً، ويكثرون على مائدتهم من المأكولات البحرية والطحالب وأعشاب البحر، فاليابان تستهلك سنوياً نحو مئة ألف طن من الأعشاب البحرية، ولهم طريقة خاصة في شرب الشاي الاخضر بمعدل خمسة أكواب يومياً.
كما يفسر العلماء الحياة الصحية التي يعيشها اليابانيون الى التصاقهم الشديد بالطبيعة الخضراء الجميلة التي تميز بلادهم، حيث الغابات الممطرة المعتدلة، ومن عادة المسنين اليابانيين تسلق الجبال حتى مَن تجاوز منهم الثمانين عاماً، لاستنشاق الهواء النقي، وينهي هؤلاء يومهم في الحمامات الكبريتية والينابيع الساخنة الموجودة بكثرة في البلاد.
بعد الصين واليابان تأتي في المرتبة الثالثة، شعوب البحر المتوسط، التي يصل متوسط أعمارها الى 83.1 عاما.
ويقول خبراء الصحة أن ذلك يعود الى نظام “حمية البحر المتوسط”، الذي يحتوي على زيت الزيتون (غني بالأحماض الدهنية)، الأسماك، الخضروات الطازجة والمكسرات، ويؤكد الأطباء أن هذا النظام الغذائي يسهم حتماً في حياة صحية وطويلة، وتتناول شعوب اسبانيا واليونان وايطاليا كميات من زيت الزيتون، تعادل ما يتناوله كل سكان الكوكب، بالإضافة إلى استهلاكهم كميات كبيرة من الفواكه والخضار الموسمية (غنية بالألياف)، والحبوب والمكسرات، كذلك المأكولات البحرية والأسماك، الدجاج والبيض ومشتقات الحليب، في حين يتجنبون تناول اللحوم الحمراء، واستخدام الملح السكر والزيوت المهدرجة في مطابخهم.
وتمتاز هذه البلدان بمناظرها الطبيعة الخلابة، وتنوع مناخها، وهوائها النقي، وتعدد الشعوب والاعراق التي تسكنها، ما يؤدي الى تشعب العلاقات الاجتماعية وزيادة التواصل بين الناس، ويعشق الناس هناك الموسيقى والرقص والضحك والسهر وشرب النبيذ، وهذه كلها اسباب اخرى لاطالة العمر. عدا عن انظمة التغذية، هناك امور اخرى تساعد على اطالة العمر منها، اليوغا.
تقول إليزابيث بلاك بيرن، الحائزة على جائزة نوبل لأبحاثها حول أنزيم “تيلوميراز”، (نقص هذا الانزيم هو المسؤول بشكل رئيسي عن الشيخوخة). أنه بعد ممارسة تمارين اليوغا “يزداد نشاط هذا الأنزيم المسؤول عن إصلاح الخلل الذي يطرأ على الكروموزمات في الخلايا البشرية”، وهذا النشاط في الانزيم يساعد على اطالة العمر.
وتزيد التمارين الرياضية من قدرة الخلايا على مقاومة الأمراض ومحاربة الشيخوخة، فخمس عشرة دقيقة من التمارين المكثفة كل يوم كافية لتخفيف التوتر ومنع تدهور خلايا الجسم وشيخوختها، هذا ما توصل اليه الباحثون بعد دراسة اجروها على مقاطع من حمض الـ “دي أن أي” تدعى التيلوميراز، والموجودة على نهايات الكروموسومات التي تحمي من الالتهابات وعملية الشيخوخة.
وهناك الضحك، فعندما يضحك الإنسان تتحرك 17 عضلة في الوجه و80 عضلة في كل الجسم، منها عضلة القلب، وتزداد نتيجة الضحك سرعة التنفس، وبالتالي تزداد كمية الأوكسجين الداخلة إلى الجسم، مما يساعد على تجديد الخلايا التالفة وتقوية جهاز المناعة، كما تساعد في تخفيف التوتر حيث أنه في كل ضحكة يتم تكسير هرمون من هرمونات التوتر وبناء هرمون للسعادة.
