فازت شركة لاسيكو LACECO الاستشارية التي تولت أعمال مراقبة إدارة النفايات المنزلية الصلبة في بيروت وجبل لبنان، لفترة تزيد عن خمسة عشر عاماً، بمناقصة مراقبة اعمال الفرز في مركزي “الكرنتينا” و”العمروسية”، وأعمال التسبيخ في موقع “الكروال”، وذلك بعد تأخير ملحوظ تخطى فترة الاربعة اشهر من تاريخ بدء المتعهد الفائز بهذه المناقصة، وهو ائتلاف شركة الجهاد للمقاولات اللبنانية (المملوكة من جهاد العرب) مع “شركة Soriko البلغارية”، وتبلغ قيمة هذه المناقصة لفترة أربع سنوات قرابة ٧٤ مليون دولار أميركي دون احتساب الضريبة على القيمة المضافة. في حين بلغت قيمة مناقصة المراقبة لفترة أربع سنوات قرابة ١.٤ مليون دولار اميركي دون احتساب الضريبة على القيمة المضافة، وبذلك لم تتجاوز مناقصة المراقبة ٢ بالمئة من قيمة المناقصة الاساسية، في حين كانت تتقاضى الشركة على العقد القديم للمراقبة، سواء في مراكز الفرز والتسبيخ او في مركز الطمر الصحي في الناعمة – عين درافيل، قرابة الاربعة بالمئة من قيمة العقد الاساسي، ما يؤشر إلى أن سياسية “حرق الاسعار” التي طغت على مناقصات النفايات التي اطلقها “مجلس الانماء والاعمار”، بالاستناد إلى قرار مجلس الوزراء الصادر في آذار (مارس) ٢٠١٦ مستمرة!
ويتضمن دفتر شروط هذه المناقصة مراقبة اعمال تشغيل وصيانة وتطوير منشآت الفرز والمعالجة القائمة حالياً (معملا الفرز في الكرنتينا والعمروسية ومعمل تسبيخ النفايات العضوية في الكورال)، اضافة إلى مراقبة الاثر البيئي للاعمال والإشراف على جميع اعمال التشغيل والتأهيل والتطوير.
دفتر شروط المناقصة
تنافس على هذه المناقصة التي انتهت مهلة تسليم عروضها في ٢٤ شباط (فبراير) الماضي، ست شركات أو إئتلاف شركات، ولقد صادق مجلس الادارة في “مجلس الانماء والاعمار” على نتائجها الاسبوع الماضي.
اللافت للانتباه في الارقام المعلنة لنتائج فض عروض الاسعار، هو نسبة الحسم التجاري الذي تقدم به الاستشاري “لاسيكو”، حيث قام بتطبيق نسبة حسم بلغت ٤٠ بالمئة على المجموع العام، بما فيه المبلغ المقطوع لصالح الجهاز الفني المساند في المكتب، والذي كان يبلغ قبل الحسم ١٩٢ الف دولارا أميركيا، ليصبح ١١٥٢٠٠ دولارا بعد الحسم. وبذلك تمت ترسية العرض لصالح الاستشاري “لاسيكو” بكلفة اجمالية بلغت ١٤٦٣٢٥٦ دولارا اميركيا غير شاملة الضريبة على القيمة المضافة. وكانت القيمة الاجمالية قبل الحسم تبلغ ٢٢٤٦٧٦٠ دولارل اميركيا.
ويتضمن دفتر شروط هذه المناقصة مراقبة معالجة ٢٦٠٠ طنا يومياً من اجمالي النفايات الناتجة عن محافظتي بيروت وجبل لبنان، ما عدا قضاء جبيل والتي تصل إلى قرابة ٣٢٠٠ طنا.
لكن رقم ٢٦٠٠ طن يبقى تقديرياً، إذ ان الرقم الحقيقي الذي يسجله القبان في الكرنتينا والعمروسية ليس معلناً، لكن المؤكد ان الكمية الاجمالية للنفايات التي تدخل هذين المعملين تجاوزت ٣٠٠٠ طن يومياً، منذ بدء العمل بنقل النفايات إلى مراكز التخزين المؤقت في نيسان (ابريل) العام ٢٠١٦، وصولاً إلى انشاء وتجهيز المطمرين في برج حمود والشويفات.
قائمة الشركات
ويتبين من قائمة الشركات التي طمحت للفوز بالمناقصة انها تضمنت كل من:
-ائتلاف “شركة Kredo” و”الشركة الدولية للهندسة والابحاث” ERI، وبلغ عرض
الاسعار الذي قدمه ١٥٧١٦٧٠ بعد حسم تجاري بلغ ٣٧ بالمئة على كلفة جهاز الاشراف على الموقع، دون ان يطبق الحسم على الكلفة المقطوعة للجهاز الفني في المكتب، وبذلك يكون هذا الائتلاف أول الخاسرين في المناقصة.
-إئتلاف الاستشاري خطيب وعلمي و Hydroment، وبلغ عرض الاسعار الذي قدمه ٤١١٣٦٠٠ دولارا اميركيا، واللافت للانتباه انه لم يتقدم باي حسم.
-“شركة Libanconsult AGM” بلغ عرض الاسعار الذي قدمته ٢٣٤٩٨٦٤ دولارا اميركيا، بعد حسم تجاري بلغ ٥٠ بالمئة على كلفة جهاز الاشراف على الموقع.
-ائتلاف الاستشاري “دار الهندسة طالب وشركاه” مع “شركة C&E”، وبلغ عرض الاسعار الذي قدمه ٢٠٦٩٢٥١ دولارا اميركيا، بعد حسم تجاري بلغ اربعة الف دولار اميركي على كلفة جهاز الاشراف على الموقع.
-الاستشاري رفيق خوري وشركاه بلغ عرض الاسعار الذي قدمه ٢٠٧٦٥٢٩ دولارا اميركيا، بعد حسم تجاري بلغ ٢١ بالمئة على كلفة جهاز الاشراف على الموقع.
عودة النفايات إلى الشارع
واذا احتسبنا كلفة الاشراف على اعمال انشاء الحاجز البحري والمطمر الصحي في الشويفات وبرج حمود – جديدة (٨٥٠٠٠٠ دولار اميركي)، وكلفة مراقبة مناقصة تشغيل وصيانة وتطوير مراكز الفرز والتسبيخ (قرابة ١.٤ مليون دولار اميركي)، ومناقصة مراقبة اعمال جمع ونقل النفايات في اقضية جبل لبنان ما عدا جبيل التي لم تحسم بعد، تكون الكلفة التقديرية الاجمالية لاعمال المراقبة خلال السنوات الاربع المقبلة، اقل من خمسة ملايين دولار اميركي، وهو رقم اقل بعشرة اضعاف من الرقم الذي دفعته البلديات خلال السنوات السابقة.
لكن السؤال الذي من المفيد الاجابة عليه: هل انخفاض كلفة المناقصات خلال ما سمي المرحلة الانتقالية التي ستمتد اربع سنوات مؤشر ايجابي؟ قطعاً الاجابة سلبية طالما ان نسبة استرداد النفايات لا تزال اقل من ١٥ بالمئة من الكمية الاجمالية المرفوعة يومياً، وطالما ان نفايات
الشوف وعاليه تحرق وترمى عشوائياً منذ اكثر من عام، اما منشآت التخلص النهائي في برج حمود والشويفات فهي بالتأكيد غير قادرة على الصمود والتمديد والتوسع كما كان يحدث في الناعمة، ما يعني أن ىسرعة انفجار هذه الملف وعودة النفايات إلى الشارع بات شبه محسوم في العام ٢٠١٨.