فجر يوم الاحد المقبل سيبدأ عمال نظافة يلبسون ثوباً أحمر ورمادياً بجمع النفايات ونقلها في كسروان والمتن عبر شاحنات بيضاء الى مركز الفرز في الكرنتينا، وبذلك تكون الشاحنات الخضراء وعمال النظافة الذين يلبسون ثوباً أخضر والتابعون لشركة “سوكلين” قد غادروا نهائياً هذه المنطقة.
يأتي هذا الاجراء إنفاذاً لمناقصة الجمع والنقل ضمن المنطقة الخدماتية الأولى التي تضم قضاءي كسروان والمتن، والتي تم ترسيتها لصالح ائتلاف “شركة رامكو للتجارة والمقاولات” (المملوكة من وسيم عماش) مع “شركة Atlas Yapı San” التركية، بسعر اجمالي بلغ ٨٦,٢٥ مليون دولارا أميركيا، على اساس سبع سنوات تعاقد، مع احتساب الضريبة على القيمة المضافة (٢٧,٠٩ دولار للطن – ١١٠٠ طن يومياً – ٧ سنوات + VAT). وكان يفترض أن تبدأ الاعمال بتاريخ ٨ آذار (مارس) ٢٠١٧، لكن اسباباً لوجستية عديدة دفعت المتعهد الى تأجيل موعد بدأ الاعمال حتى ١٤ أيار (مايو) ٢٠١٧.
يؤكد عماش في اتصال هاتفي مع موقع greenarea.info ان “الشركة جاهزة وعلى اتم الاستعداد لبدء العمل، ولقد اختارت موقعاً في منطقة بياقوت في قضاء المتن، ليكون مقراً للشركة، ويضم موقفاً للشاحنات المستودرة حديثاً وفق ما نص عليه دفتر الشروط (محرك Euro 5 مصنف صديقا للبيئة). كما يضم الموقع مركزاً لايواء العمال الذين استقدموا من الخارج للعمل في الشركة، اضافة الى مغسل ومركز الصيانة وتعبئة الفيول ومخزن ومطبخ”.
لكن ماذا عن اعمال الكنس التي كانت تتولاها “سوكلين” ضمن نطاق اقضية جبل لبنان، والتي لم يتم تلزيمها بعد؟ تؤكد مصادر متابعة لهذا الملف ان غالبية البلديات المعنية، باستثناء بلدية جونية، طلبت من وزارة الداخلية ان يتم تلزيم اعمال الكنس ضمن عقد مركزي، ولا يزال “مجلس الانماء والاعمار” يدرس امكانية تلزيم هذه الاعمال ضمن ملحق تقني للمتعهد الفائز، او اطلاق مناقصة جديدة.
البلديات
لماذا تقاعست البلديات عن اعمال الكنس؟ وهل هذا مؤشر لعدم جدوى خيار اللامركزية في إدارة النفايات؟ الجواب ان البلديات المعنية قد اجرت عملية حسابية، فتبين ان تعاقدها المباشر مع شركة للقيام بأعمال الكنس، سيحتم عليها عقد نفقة من الاموال التي تصل الى البلدية عبر الصندوق البلدي المستقل، وهي مبالغ بالكاد تكفي للاعمال التي تقوم بها البلديات حالياً، من صيانة وحراسة وأعمال تأهيل وتطوير، لذلك فضلت هذه البلديات سواء في ساحل المتن الشمالي أو في الضاحية الجنوبية لبيروت، ان يعاد تلزيم اعمال الكنس مركزياً، كون الاموال التي تقتطع لصالح هذه الخدمات لا تتجاوز نسبتها ٤٠ بالمئة من قيمة الفاتورة، ويسجل المبلغ المتبقي ديونا لصالح الصندوق على البلديات، وهذه الطريقة في الانفاق على ادارة النفايات في بيروت وجبل لبنان، قد ادت الى تراكم مبلغ اجمالي يقدر بحوالي ٣٧٠٠ مليار ليرة لبنانية مستحقة على البلديات. ورغم الوعود السياسية بشطب هذه الديون، لكي تتمكن البلديات من القيام بمهامها، فإن هذه الديون لا تزال مسجلة وتكبل البلديات وقدرتها على انفاذ ادارة متكاملة للنفايات، عدا عن أن القرار السياسي يمنع العديد من البلديات من الانسحاب من العقود المركزية.
قضاءي الشوف وعاليه
ماذا عن المنطقة الخدماتية الثانية التي تضم الشوف وعاليه وبعبدا؟ يفترض ان تبدأ اعمال الجمع والنقل في هذه المنطقة في ٢ حزيران (يونيو) المقبل، انفاذاً للمناقصة التي تم ترسيتها لصالح ائتلاف “شركة معوض وإده” مع “شركة Soriko” البلغارية، بسعر اجمالي بلغ ١٢٨,٧٦ مليون دولارا أميركيا، على اساس سبع سنوات تعاقد، مع احتساب الضريبة على القيمة المضافة (٢٦,٩٥ دولار للطن – ١٤٠٠ طن يومياً – ٧ سنوات + VAT). وكان يفترض ان تبدأ الاعمال بتاريخ ٨ آذار (مارس) ٢٠١٧، لكن المتعهد طلب تأجيلها ثلاثة اشهر اضافية.
المفارقة في انفاذ هذه المناقصة، ان عملية ادارة النفايات في قضاءي الشوف وعاليه (باستثناء خمس بلدات في ساحل عاليه) معطلة منذ تموز (يوليو) ٢٠١٦، بذريعة فشل التوصل الى اتفاق مع البلديات المعنية في اختيار موقع للطمر الصحي، وفق ما نص عليه قرار مجلس الوزراء الصادر في بتاريخ ١٦ آذار (مارس) ٢٠١٦، ما ادى الى توقف شركة “سوكلين” عن جمع النفايات في هذين القضاءين، حيث ترمى النفايات على جوانب الطرقات او تجمع وترمى عشوائياً من قبل البلديات في مواقع لا تتمتع بالحد الادنى من الادارة، على ان تحرق في اوقات متفاوتة لتقليص حجمها رغم المخاطر الصحية الكارثية الناتجة عن هذه العملية!
يقود هذا التوصيف الى الاستنتاج ان المتعهد الجديد “معوض وإده” سوف يكتفي مطلع الشهر المقبل بنقل نفايات قضاء بعبدا حصراً، اي أقل من نصف المنطقة الخدماتية التي يفترض توليها. الامر نفسه ينسحب على اعمال الكنس في هذه المنطقة الخدماتية اذ انتهت عقود “سوكلين”، ولم يتم تلزيم عقود جديدة، وبالتالي، فإن “مجلس الانماء والاعمار” لا زال يدرس طلب البلديات بتلزيم الكنس مركزياً، والخيار المطروح ضم هذه الخدمة الى مناقصة الجمع والنقل عن طريق ملحق.
واللافت للانتباه ان اعمال الجمع والنقل في أقضية جبل لبنان، ستنطلق دون تلزيم شركة استشارية للمراقبة والاشراف على الاعمال، إن لجهة الاوزان وإن لجهة حسن الادارة والتنفيذ، وذلك لكون مناقصة الاشراف على اعمال الجمع والنقل لم يتم اطلاقها بعد من قبل “مجلس الانماء والاعمار”!
بيروت
ماذا عن بيروت؟ تبين ان المجلس البلدي قد أرجأ الموعد النهائي لتسلم طلبات التأهيل المسبق من الشركات التي تريد التقدم الى مناقصة التخلص من النفايات الصلبة. وكانت البلدية اعلنت ان موعد الايداع الساعة الثانية من يوم الثلاثاء الواقع في ٢ أيار (مايو) ٢٠١٧. ليصبح الموعد الجديد الساعة الثانية من يوم الجمعة الواقع في ٢ حزيران (يونيو) ٢٠١٧.
وعلم موقع greenarea.info ان شركات لبنانية قد بدأت بالفعل مفاوضات مع شركات فرنسية ودنماركية وسويسرية ونمساوية للتقدم بملف التأهيل عن طريق الائتلاف، وهو أمر ملزم وفق دفتر الشروط.
في المقابل، ورغم ان الموعد النهائي لتسليم “سوكلين” مهام الكنس والجمع والنقل في بيروت الادارية الى متعهد جديد هو ٣ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٧، تأخرت بلدية بيروت في اطلاق هذه المناقصة، رغم ان قرار فسخ عقدها عن العقود المركزية متخذ منذ ما يزيد عن عام من قبل مجلس الوزراء. وتبين ان البلدية انتظرت حتى الاسبوع الفائت للاعلان عن إجراء مناقصة عمومية لتلزيم أعمال كنس وجمع النفايات المنزلية الصلبة في مدينة بيروت، وذلك في تمام العاشرة من قبل ظهر يوم الثلاثاء الواقع في ١٣ حزيران (يونيو) ٢٠١٧، في مقر المجلس البلدي – الكائن في مركز القصر البلدي في وسط مدينة بيروت التجاري – شارع ويغان – الطابق الثاني، وذلك طيلة اوقات الدوام الرسمي. ويمكن لمن يرغب الاشتراك في هذه المناقصة الاطلاع على دفتر الشروط العائد لها في مصلحة أمانة المجلس البلدي (الغرفة 203)، وتودع العروض خلال اوقات الدوام الرسمي في الصندوق الخاص الموجود في مصلحة امانة المجلس البلدي، وذلك قبل الثانية عشرة من آخر يوم عمل يسبق اليوم المحدد لاجراء الصفقة.
وتفيد المعلومات ان ثلاث شركات هي لافاجيت اللبنانية (المملوكة من أنطوان أزعور)، وشركة حمود للمقاولات (المملوكة من قاسم حمود) وشركة رامكو للتجارة والمقاولات (المملوكة من وسيم عماش)، قد اشترت دفتر الشروط حتى الساعة، ولم يعرف بعد ما اذا كانت شركة “سوكلين” او شركة الجهاد للمقاولات (المملوكة من جهاد العرب) سوف تتقدم للدخول في هذه المناقصة.
