تحت عنوان “تأثير البلاستيك على الصحة والبيئة” وللسنة العشرين تواليا، انطلقت أمس “حملة الازرق الكبير” السنوية من على شاطئ الرملة البيضاء بحضور رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني وممثل وزارة البيئة وفاعليات رسمية وجمعيات وناشطين، وامتدت لتطاول كامل الشاطئ اللبناني من أقصى الشمال وصولا إلى الناقورة جنوبا.
وتضمنت الحملة رسائل عدة عنوانها المحافظة على الشاطئ والبحر والبيئة بكل مكوناتها، ومنها أن “لا للمكبات ونعم للادراة المتكاملة والفرز”، ففي يوم واحد فرزت من المصدر اطنان من النفايات جمعت برا وبحرا، وارسلت إلى مراكز إعادة التصنيع، كما قدمت “حملة الازرق الكبير” للمشاركين ممرات للمشاة على شكل سلاحف واسماك صنعت من جزيئات البلاستيك، في لفتة تظهر كيفية الاستفادة والتخلص من هذه الجزيئيات، هذا بالاضافة إلى رسالة التعاون والتكافل بين اطياف المجتمع كافة من اهالي وجمعيات ومدارس ومؤسسات وجامعات ووزارات وغيرهما.
بحرنا الازرق الكبير وشاطئه انحنى أمس، شاكرا كل من رفع عنه ثقل نفاياتنا، فيما تابع موقعنا greenarea.info وقائع الحملة ووقف على العديد من آراء المشاركين وملاحظاتهم، والسبل الآيلة للحفاظ على بحرنا بعيدا من كل أسباب التلوث.
إدريس: حملاتنا مستمرة
رئيس حملة الأزرق الكبير عفت إدريس قالت لـ greenarea.info من منطقة الرملة البيضاء: “أطلقنا حملتنا العشرين كما في كل عام في اليوم الوطني لتنظيف الشاطئ اللبناني وبحره، من العبودية شمالا إلى الناقورة جنوبا”، وأكدت ان “أكبر عقبة واجهتنا هي المكبات الممتدة على الشاطئ، فبعد عمل 15 سنة على تنظيف منطقة الروشة أعادتنا المكبات إلى مرحلة أسوأ من ذي قبل بسبب مكب الكوستابرافا، مع العلم اننا في حملة الازرق الكبير نقوم دوريا بسحب الاوساخ والبلاستيك قبل ان ترسو في القعر”.
وتابعت ادريس: “حملاتنا مستمرة طوال العام، فالاسبوع القادم سنقوم بحملة تنظيف لمنطقة عكار، واللافت للانتباه في حملة اليوم (امس) اننا وفقنا بتعاون من ثماني وزارات شاركت في الحملة: البيئة، الزراعة، الشباب والرياضة، الاشغال العامة والنقل، الصحة العامة، التربية والتعليم العالي وزارة السياحة، وساعدت الحملة بتغطية بعض المصاريف، وشاركت الداخلية والبلديات ومعظم البلديات برؤسائها ومجالسها وموظفيها، رئيس بلدية بيروت، الجيش اللبناني كان حاضرا ومتعاونا، كما نشكر أهالي كفرعبيدا وكل من شاركوا في الحملة طرابلس والبربارة والصفرا والمعاملتين، وقدمت جميعها نموذجا رائعا لتنظيف البحر، فضلا عن مشاركة الغواصين وتعاونية جل البحر وصياديها الذين نظفوا الميناء بشكل ملفت، كما نخص بالشكر قيادة اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان UNIFEL التي شاركت بكل زخم في الحملة داعمة لوجستيا، كما امنت نقل النفايات من وإلى مركز فرز النفايات التابع لجمعية شعاع البيئة في الصرفند، هذه الجمعية التي شاركت واستطعنا بالتعاون معها إثبات أنه يمكننا ان ننتقل للادارة المتكاملة للنفايات، فالنفايات التي جمعت امس في الجنوب والتي كانت مفرزة
من المصدر استقبلها مركزا واحد في يوم واحد من اجل العمل على اعادة تصنيعها، فهذه التجربة كفيلة بأن تلغي فكرة المكبات وتؤكد انه باستطاعتنا الانتقال نحو ادارة متكاملة للنفايات”.
وتوجهت إدريس بالشكر إلى جميع من شارك، المدارس والجامعات والجمعيات الكشفية والبيئية والاجتماعية ونوادي الغوص وتعاونيات الصيادين والاعلام الذين ساهموا جميعا في انجاح هذه الحملة الوطنية التي كانت رائعة في مختلف المناطق دون استثاء”.
خليفة: الفرز الفوري للنفايات
رئيس جمعية شعاع البيئة سليم خليفة، قال لـ greenarea.info: “نسقنا مع الحملة في منطقة الزهراني، وقد انطلقنا بعملية التنظيف من شاطئ المسبح الشعبي في الصرفند حتى شاطئ الغازية، برعاية وحضور رئيس اتحاد بلديات ساحل الزهراني علي مطر ورئيس بلدية الصرفند علي حيدر خليفة، وشاركنا متطوعون والمدارس والاندية والجمعيات في المنطقة ومنظمة العمل ضد الجوع ACF، وبمشاركة فاعلة للجيش اللبناني، وكان لافتا للانتباه هذا العام الفرز الفوري للنفايات عند جمعها”.
ونوه خليفة بـ “تعاون الـ UNIFEL اللافت للانتباه ايضا، فقد شاركت لوجستيا وقامت بنقل النفايات التي جمعت في الجنوب، ونقلتها إلى مركز الفرز التابع للجمعية ليتم اعادة تصنيعها لاحقا”.
الصباح: اليونيفل داعمة وحاضرة
من مكتب الشؤون المدنية في “اليونيفل” اشار ناصر الصباح لـ greenarea.info إلى أهمية الحملة ودور اليونيفل في المشاركة، فقال: “مهمتها الدعم لوجستيا مع دعم طبي من خلال تأمين سيارتي إسعاف مع طاقمهما الطبي للحالات الطارئة، بالاضافة إلى انها سهلت من خلال آلياتها نقل النفايات”.
واشار الصباح إلى ان “اليونيفل داعمة وحاضرة في مختلف المجالات في المناطق العاملة فيها وهذا ليس بعيدا عن رسالتها في ارساء السلام ونشر المحبة”.
حرشي: تكثيف برامج الحماية
وشكر رئيس بلدية العباسية خليل حرشي عبر greenara.me “القيمين على الحملة والمشاركين فيها”، وشدد على “ضرورة الالتزام بالامور البديهية للمحافظة على البيئة وضرورة استمرار هذه الحملات، مع تقديم النصائح والارشادات من اجل مستقبلنا ومستقبل اجيالنا”، واشار اننا في هذا الصدد إلى “أننا نعمل و(الجنوبيون الخضر) الذين شاركونا امس في الحملة على مقترح رفعناه إلى وزارة البيئة لتصنيف شاطئ العباسية – البقبوق وإعلانه محمية طبيعية كونه يعتبر نقطة مهمة لتعشيش السلاحف ويضم غطاء نباتيا شاطئيا نادر بالاضافة إلى وجود فوارات المياه العذبة في البحر قبالة الشاطئ”.
وختم حرشي مؤكدا على “ضرورة تكثيف برامج الحماية ووضع خطط ادارية فعالة لحماية الاحياء البحرية من الملوثات المختلفة”.
حمزة: رفع مستوى الوعي
من جهته، رحب رئيس بلدية الناقورة عدنان حمزة لـ greenarea.info بـ “جمعية الازرق الكبير وبمشاركة الفاعليات الاجتماعية وطلاب مدرسة الناقورة وكشافة الامام المهدي والرسالة الاسلامية وفرق العمل كافة، وقيادة اليونيفل والجيش اللبناني”.
وشدد على “الاستمرار في العمل لتأمين سلامة وصحة المواطنين من خلال حماية البيئة البحرية التي تميز منطقة الناقورة”، وختم بأن “الحملة تهدف إلى رفع مستوى الوعي لدى الجميع، من واجبنا ومسؤولياتنا المشاركة والعمل من اجل بيئة سليمة ومعافاة”.
مرهج: متابعة العمل
من مدرسة الحكمة – بعبدا قال ايلي مرهج لـ greenarea.info: “شاركنا اليوم من خلال عملية التنظيف مع 35 مشاركا بين تلاميذ واساتذة ولجنة اهل في منطقة العقيبة – نهر ابراهيم”.
واضاف: “انه من المؤسف ان يكون الشاطئ الوحيد العمومي في هذه المنطقة ملوثا بالنفايات الصلبة لهذه الدرجة، لذلك اتفقنا مع البلدية بمتابعة العمل معها على تنظيف الشاطئ بعد الحملة بشكل تام والمحافظة عليه”، وختم شاكرا “منظمي هذه الحملة وكل من شارك فيها”.
كبارة: مفاهيم بيئية حضارية
الناشط البيئي سليم كبارة من طرابلس، قال لـ greenarea.info: “انطلقنا منذ مدة بمبادرة فردية مع مجموعة من المتطوعين لتنظيف شاطئ طرابلس والمينا، وقد لبينا امس دعوة
حملة الازرق الكبير ونتقدم من القيمين عليها بالشكر، وقمنا بذلك بالتعاون مع مجموعة من المتطوعين”.
واضاف كبارة: “اننا مستمرون في عملية يومية بتنظيف الشاطئ، ويهمنا ان يتشجع لمساعدتنا المزيد من الجمعيات والمتطوعين، كما ونأمل ان تساندنا البلدية بخطوة عمل جدية لكي لا نحرم من هذا الامتداد الرملي الهائل والبيئة البحرية التي تتدهور يوما بعد يوم بسبب تعرضها للانتهاكات والتلوث”.
وقال: “نحن لسنا امام حملة توعية فحسب، نحن امام خطوة الهدف منها تغيير مفاهيم الناس التي تعتبر الشاطئ مجرد حاوية نفايات او مكبات”، ختم مؤكدا ان “هذا الموضوع خلق لدينا روح التحدي لارساء مفاهيم بيئية حضارية سنواصل العمل عليها”.