كأن لبنان ليس معنياً إلا بقتلها وارتكاب المجازر بحقها، هكذا مر اليوم “العالمي للطيور المهاجرة”، لا بيان، لا احتفالية، ولا حلقات توعية من قبل الدولة وإداراتها المعنية، ولا نشاطات من قبل دعاة “الصيد المستدام” من صيادين وأندية، ومن قبل المنظرين للاستدامة متلطين بشعارات توفر لهم ذريعة القتل والإبادة، تحت عنوان “الصيد” المستمر دون إعلان انتظار إطلاق مواسمه رسميا.
إهمال هذه المناسبة يكاد يكون أشد وقعا من فعل القتل المتعمد والمستمر، فالصيد الجائر ما زال مستمرا حتى بأشكاله الممنوعة والمحرمة، من الدبق إلى الشباك إلى الاتجار بفراخها وملاحقة أي سرب يعبر سماءنا، فيما كان من المفترض أن يكون لبنان الرسمي حاضرا بكل ثقله، خصوصا وأن فضائح الصيد البري حركت سفراء دول أوروبية، مطالبين بالتوقف عن قتل الطيور المهاجرة من وإلى بلدانهم.
إهدن والصيد المستدام
من بين أنشطة قليلة ومتواضعة، ولمناسبة “اليوم العالمي للطيور المهاجرة 2017″، نظم “التحالف اللبناني للمحافظة على الطيور” Lebanese Bird Conservation Coalition، وبلدية زغرتا – إهدن ولجنة محمية إهدن، نشاطا بيئيا في المحمية، بالتزامن مع إطلاق إطلاق هاشتاغ .#WorldMigratoryBirdDay#WMBD2017
تضمن النشاط ممارسة هواية المشي Hiking داخل نطاق المحمية مع عدد من المشاركين، من بينهم أطفال أصغرهم بعمر خمسة شهور، أراد ذووه أن يكون حاضرا “ليراقب الطيور في تحليقها”، وطلاب جامعات من الجامعة اللبنانية والبلمند وناشطين وصيادين محترفين ومواطنين وصل عددهم إلى 80 شخصا.
وألقت مديرة المحمية المهندسة ساندرا كوسا سابا، كلمة بالمناسبة، كما تناول الاخصائي في جراحة وتجميل الوجه والفكين والمهتم بتصوير الحياة البرية الدكتور انطوان فيصل في محاضرته الصيد المستدام و”كيفية المحافظة على الطيور المهاجرة، وتوعية الشباب اللبناني على عدم صيد وقتل هذه الطيور عشوائيا، خصوصا مع افتتاح موسم الصيد الرسمي في 15 أيلول (سبتمبر)، لتكون ثمة جهوزية في منطقة زغرتا ومحيطها لاستقباله، بهدف التوعية حول الصيد المنظم، خصوصا كون هذه الطيور محمية عالميا”.
مراقبة الطيور
كما ألقى المختص بالتنوع البيولوجي في معهد الدراسات البيئية في جامعة البلمند شادي عنداري محاضرة تناول فيها “كيفية التعرف على الطيور من قبل الهواة والخبراء وتمييز أنواعها اعتمادا على ألوانها وأشكالها”، وتبعها نشاط مراقبة الطيور Bird Watching وتصويرها.
وتم الإتفاق مع بلدية زغرتا – إهدن ولجنة المحمية على ضرورة استمرار النشاطات البيئية المختلفة، وتنظيم مسابقات تصوير في هذا المجال، وسيتم التحضير لعدد منها خلال الفترة القادمة، وتفاعل الحضور مع الحدث، وأبدوا تجاوبهم واستعدادهم للمشاركة في النشاطات المقبلة.
