حوادث الطرق في العالم، الأكثر حصداً لأرواح الناس وخصوصاً الشباب منهم، ربما يكون السبب القضاء والقدر، إلا أن هذه الحوادث غالباً ما تحصل بسبب السرعة الإضافية وعدم احترام قوانين السير. وقد كشفت بيانات منظمة الصحة العالمية أن الإصابات الناجمة عن حوادث الطرق تعد أبرز أسباب وفاة المراهقين عالميا.
شهد عام 2015 وفاة ما يقارب الـ 1.2 مليون مراهق، وأفادت البيانات بأن حوادث السير قد تسببت بواحدة من بين كل عشر حالات وفاة، وطالت بمعظمها الفئة العمرية بين 10 و 19 عاما من الذكور، في حين كانت إصابات الصدر وإيذاء النفس هي أبرز أسباب وفاة الفتيات والشابات عالميا.
ويشير التقرير إلى أن أكثر من ثلاثة آلاف مراهق يموتون يوميا، ويحصل أكثر من ثلثي هذه الوفيات في دول ذات دخل منخفض ومتوسط، في أفريقيا وجنوب شرق آسيا، ولا يمكن تجنب معظمها.
في هذا السياق، أكد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور محمود فكري، أن أسبوع الأمم المتحدة العالمي الرابع للسلامة على الطرق، والذي يعقد هذه السنة تحت عنوان “إحرص على إنقاذ الأرواح .. هدئ السرعة”، يعتبر حدثا يتم تنظيمه في مختلف أنحاء العالم ليكون بمثابة منتدى لتسليط الضوء على مخاطر السرعة، والتدابير التي ينبغي اتخاذها للتصدي للمخاطر الرئيسية المرتبطة بالوفيات والإصابات الناجمة عن حوادث المرور.
وأوضح فكري في كلمته خلال الإحتفالية أن السرعة المفرطة أو غير الملائمة تسهم في واحد من كل ثلاث حوادث مميتة على الطريق في جميع أنحاء العالم علما أن التدابير الرامية إلى التحكم بالسرعة تقي من الوفيات والإصابات الناجمة عن حوادث المرور، مما يجعل السكان أوفر صحة ويجعل المدن أكثر استدامة.
وأشار إلى أن هناك نحو 1.25 مليون شخص يلقون حتفهم كل عام على الطرق في العالم، حيث تشير الدراسات إلى أن 40-50% من السائقين عادة ما يتجاوزون حدود السرعة المحددة. ولا تزال حوادث المرور السبب الأول لوفيات الشباب، الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة على مستوى العالم.
وقال المشرف على تقرير منظمة الصحة العالمية، أنتوني كوستيللو، إن زيادة وعي قائدي المركبات بشأن سلامة الطرق واتباع القانون في بعض الدول، مثل بريطانيا، يكون له تأثير في تحقيق الهدف المرجو، وخفض معدلات حوادث الطرق.
