في ظل سوء قطاع الكهرباء في لبنان بشكل عام، والمناطق البعيدة عن العاصمة بشكل خاص، ونتيجة النقص في التغذية الكهربائية، لجأ العديد من البلديات في مختلف المناطق اللبنانية، وبدعم من مؤسسات ومنظمات خاصة لبنانية وأجنبية، إلى إيجاد حلول بديلة، تؤمن تغذية أكبر بسعر أقل.
ولعل أبرز هذه الحلول ، مشاريع تعتمد على الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية، فبحسب تقرير “الطاقة الشمسيّة المُعتمدة في لبنان” الذي أعدّه برنامج الأمم المتّحدة الإنمائي (UNDP)، ارتفعت نسبة استعمال هذه الطاقة، وسجّلت نمواً بنسبة 101% سنويّاً في خلال الفترة الممتدّة من 2010 وحتى نهاية 2015.
90% من الجنوب على الطاقة الشمسية
لجأت معظم البلديات الجنوبية، وبدعم من الكتيبة الإسبانية التابعة لقوات ” اليونيفيل“، إلى تنفيذ مشاريع إنارة على الطاقة الشمسية.
وفي هذا الإطار، يقول فيصل غبار أحد المتعهدين لـ greenarea.info ” قدمت الكتيبة الإسبانية العاملة في الجنوب، العديد من مصابيح الإنارة العاملة على الطاقة الشمسية، وهي تغطي حوالي 80 إلى 90 بالمئة، من القرى الجنوبية، من كوكبا، العديسة، حولا، كفركلا، الطيبة، الماري، الهبارية، شبعا ، كفرشوبا، مرجعيون، القليعة، إبل السقي “.
يتابع غبار “تقدّم الكتيبة كامل معدات المشروع وهي عبارة عن مصابيح كاملة، يتم تلزيمها إلى متعهدين، فمثلاً نفذت العديد من هذه المشاريع في منطقة جديدة مرجعيون، بلاط، وإبل السقي”. وفي المجال عينه يوضح غبار ” يتم تقديم تقريباً كل ستة أشهر، لقرية معينة ضمن المشروع، حوالي عشرين مصباحاً، يبلغ سعرها حوالي ستة وعشرون ألف دولار. إذ أن تكاليف المصباح الواحد 12 واط، على عامود إرتفاعه ستة أمتار، وبقوّة 50 واط، يبلغ سعره حوالي الألف وأربعمئة دولار”.
أنواع أخرى من الدعم
ولا يقتصر دعم الكتيبة الإسبانية على المصابيح العاملة على الطاقة الشمسية فقط، بل يتعداه إلى أنواع أخرى من المصابيح كـ “الليد” مثلاً. وفق ما يوضح غبار إذ “أصبحت البلديات تؤمن الكهرباء على مدار 24 ساعة، سواء كهرباء الدولة أوالإشتراك بالمولدات الكهربائية، التي باتت تغذي القرى على مدار الوقت. لذلك تم ضمن مشروع مترابط يضم بلدة الماري العباسية الريحان، وهي مناطق تتوفر الكهرباء فيها، كونها محاذية للخط الأزرق ، تركيب مصابيح “ليد” بقوّة مئة واط”.
تتفاوت المشاريع المقدّمة من الكتيبة الإسبانية وفق متطلبات البلديات، “وهي مشاريع مستمرة تتم بالتنسيق مع البلديات، لمعرفة حاجاتهم المختلفة، فمنهم من يطلب تقديم مولدات كهربائية للبلدة، ومنهم من يطلب إنارة على الطاقة الشمسية”، وفق ما يؤكد غبار.
الطاقة البديلة في لبنان
تشير بيانات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إلى أن الأموال النقديّة التي وفّرتها مشاريع الطاقة الشمسيّة في لبنان، نتيجة التحوّل من الفيول إلى الطاقة البديلة، إرتفعت من 191 ألف دولار أميركي عام 2010 إلى 7 ملايين و400 ألف دولار عام 2015 (أي نحو 7 ملايين دولار أميركي خلال خمس سنوات).
ولعل أبرز ميزة لإستخدام الطاقة الشمسيّة، هي الحفاظ على بيئة نظيفة، خصوصاً أن لبنان يحتلّ المرتبة الرابعة والتسعين بين 180 دولة في مؤشّر الأداء البيئي لعام 2016، بحسب جامعة ييل الأميركيّة.
وبحسب برنامج الأمم المتّحدة الإنمائي، حقّق عام 2010 نحو 351 طناً وفراً في إنبعاثات ثاني أوكسيد الكربون في لبنان، نتيجة الإعتماد على الطاقة البديلة، أي 0.351 كيلوطن سنوياً، والتي وصلت عام 2015 إلى نحو 18 ألف طن، أي 18 كيلوطن سنوياً.
إرتفاع نسبة الإستثمار
لقد ارتفعت نسبة الاستثمار في مجال الطاقة منذ عام 2010، وفقاً لبيانات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبلغ النمو السنوي في هذا القطاع نحو 41% عام 2011، ووصل إلى 149% عام 2015، وكذلك الأمر بالنسبة إلى المشاريع القائمة على الطاقة الشمسيّة التي نمت بمعدّل 27% عام 2011، وصولاً إلى 72% عام 2015.
فيما ارتفع متوسّط حجم الطاقة المولّدة في كلّ مشروع من 5 كيلوواط عام 2010 ، إلى 21 كيلوواط في عام 2015، مما إنعكس تالياً على حجم الإستثمار في قطاع الطاقة الشمسيّة، الذي إرتفع من 2.3 مليون دولار أميركي في عام 2010، إلى 30.52 مليون دولار أميركي عام 2015.