تحظى عملية إعادة تدوير النفايات، باهتمامٍ كبيرٍ في دول العالم  المتقدم، لما لها من دور رئيسي في الحفاظ على البيئة، والحد من تلوثها، وخاصة في ظل التغير المناخي الذي تعاني منه معظم البلدان، وقد توصلت التقنيات الحديثة الى إنتاج الطاقة والوقود من ذلك النوع من النفايات البلاستيكية(صعبة التحلل)، دون أن تترك أي آثرٍ ضارٍ على الطبيعة الأم.

ومن ضمن المشاريع الصديقة للبيئة، يوجد في سوريا معمل لتحويل الإطارات والنفايات البلاستيكية إلى مواد نفطية وصناعية، وذلك في قرية الريحانية التابعة لمحافظة طرطوس.

المشروع هو الأول من نوعه ، في سورية بل وفي الشرق الأوسط كله، ويقوم المعمل بتدوير النفايات البلاستيكية، وخاصة اطارات السيارات، وإنتاج  النفط الذي يمكن تكريره إلى بنزين وفيول ومواد أخرى، بنسبة تحويل تصل تقريباً إلى  90% من وزن المواد الخام المحولة و بمواصفات عالمية قياسية، ودون أن ينتج عن ذلك  أي انبعاثات غازية تضر بالبيئة.

 

في حديث مع Green área.me شرح المدير العام للمعمل ومالكه، ناصر علي فكرة المشروع قائلاً: الهدف من المشروع الذي كلف حوالي مليار ليرة سورية، هو الحفاظ على البيئة من التلوث، وتصل الطاقة الإنتاجية اليومية المعمل الى حوالي ستون  طناً من المواد النفطية، ونسعى الى الوصول الى تسعون طن يومياً.

وأضاف السيد علي لــgreenarea.info : سنقوم بمعالجة النفايات الهيدوكربونية ( زيوت مستنفذة )،  البولميرات الصناعية المستهلكة  (PET) ، بولي أثلين ، كافة المنتجات البلاستيكية، إطارات السيارات المستخدمة إضافة الى الصخور الزيتية Oil shale (يدخل في تركيبه معظم مكونات النفط بدءاً من الغاز وانتهاءاً بالبيتومين). وتتم المعالجة عن طريق، عبر مجموعة من العمليات الفيزيائية تطبق على تلك النفايات.

 

الصخر الزيتي Oil shale

يوجد في المعمل أفران أسطوانية الشكل خالية من الهواء توضع بداخلها الصخور النفطية. تتراوح حرارة الفرن بين 480 و540 درجة مئوية التي تؤدي  إلى انفصال الكيروجين (عبارة عن سلاسل من الفحوم الهيدروجينية+ المعقدة) عن الصخور فيتحول إلى نفط. الذي يجري تكريره ليكون الناتج  النهائي عبارة عن مركبات هيدروكربونية كالبنزين والمازوت،ويختلف البنزين الناتج عن البنزين العادي  بانه من فئة 90 اوكتان فيما يبلغ أوكتان البنزين العادي حوالي 60 فقط.

 

أين تذهب الشوائب ؟

أما بالنسبة الى الشوائب والبقايا  الناتجة عن عملية التحول، والتي تكاد تكون معدومة، حيث تتراوح كميتها من 10% إلى 30% من المادة الأولية.التي تنتج عن عملية الحرق،وهي غير ملوثة للبيئة، يقول المهندس علي لــgreen área.me: لقد توصلنا إلى طريقة تمكننا من ترسيب كل المعادن الناتجة كالزرنيخ و الرصاص و النحاس، كما تمكنا من إنتزاع الكبريت وترسيبه، وهناك ألية تمكننا من تحويل الآزوت إلى نشادر، وذلك بتعديل الصفة الحمضية الوسيط الكيميائي  المستعمل. في حين يخرج الماء مع الغاز، و تتم معالجة الكلور للتخلص من جميع تأثيراته، وبالتالي فإن البقايا تشكل نسبة قليلة جداً، ويمكن الاستفادة منها، كمواد عازلة للأسطح والأرضيات، أسمدة للتربة، فيما نرسل البقايا المعدنية على قلتها الى معامل تقوم بتدويرها.

يؤكد مدير المعمل لـــgreen área.me: أنا مستعد لحل مشكلة النفايات في لبنان، دون اللجوء الى المحارق او المطامر.

إن فكرة المشروع تعتبر الأنجح في العالم، حتى الأن، للتخلص من النفايات البلاستيكية بطريقة تمنع انبعاث الغازات الملوثة الى الغلاف الجوي، والتي تؤدي في النهاية الى الاحتباس الحراري الذي تعاني منه البشرية، كما يعتبرهذا النوع من المشاريع، طريقاً أمناً للحصول على الوقود دون إلحاق أي ضرر بسلامة الإنسان و الحيوان و النبات.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This