تعتبر العلكة عند غالبية الناس، الرفيق الدائم الذي لا غنى عنه بعد أي وجبة طعام أو خلال النهار، ورغم بعض الفوائد الصحية التي قد يلحظها المستهلكون من مساعدة على الهضم، أو منظّفة للأسنان، إلا أنها تبقى في نظر البيئيين من المشكلات الأساسية التي تشكّل ضرراً على البيئة.
فرغم صغر حجمها، إلا أنها من اللدائن، عبارة عن ترابط مجموعة كبيرة من الجزيئات التي يأخذ تحلّلها الكثير من الوقت، وبالتالي فإن تفكّكها أمر صعب جداً.
في ظل المشاكل البيئية المتفاقمة، لا تعطي الحكومات أهمية كبرى لأضرار العلكة على المجتمعات، إلا أنه في مقلب آخر، هنالك دول وبلديات قد لاحظت تلك الأضرار أخلاقياً، جمالياً وبيئياً واتخذت خطوات صارمة في هذا المجال.
فقد حذّرت بلدية دبي في الإمارت العربية المتحدة، في اليومين الأخيرين، من رمي بقايا “العلكة” على الطرقات تحت طائلة غرامة قدرها 500 درهم ما يعادل 136 دولاراً أميركياً، وذلك في إطار الحفاظ على المظهر العام للإمارة.
دبي ليست الوحيدة في مكافحة أضرار العلكة، ففي عام 2012، رفعت بلدية أبو ظبي قيمة غرامة “البصق” في الشارع والأماكن العامة من 100 درهم الى 1000 درهم فأكثر، ما يعادل 27 دولاراً أميريكاً إلى 272 دولاراً، وسجّلت مفتشية البلدية خلال العام نفسه نحو 750 مخالفة للبصق في الطريق بينما بلغ إجمالي المخالفات لهذا السلوك في عام 2010 نحو 32 ألف مخالفة وانخفضت الى 8 آلاف خلال العام 2011.
وأعلن مدير إدارة الصحة العامة في بلدية مدينة ابوظبي خليفة الرميثي، أن تعديلات قانون البلدية رفع قيمة غرامة رمي العلكة الى 500 درهم أي 136 دولاراً أميركياً، مشيرا الى أن هناك تكاليف كبيرة لإزالة آثار العلكة من الطريق العام وتتطلب استخدام مواد كيميائية تؤثر على البيئة المحيطة.
في العام 2013، حظرت بريطانيا استهلاك العلكة بعد العثور على 22 قطعة ممضوغة ومرمية ضمن مساحة لا تتجاوز متراً مربعاً واحداً على أحد أرصفة البلدة، الأمر الذي يكلّف البلدية مبالغ طائلة لإزالتها. وفرضت غرامة في حينها قدرها 80 جنيها إسترلينيا، ما يقارب 103 دولارات أميركية. وقالت إدارة المجالس البلدية في بريطانيا بأن التكلفة السنوية لإزالة العلكة من الطرق تبلغ 150 مليون جنيه إسترليني، أي 192 مليون دولار أميركي والرقم إلى ارتفاع. وكردة فعل على زيادة إلقاء العلكة في الطريق فقد تشكلت مجموعة ” Chewing Gum Action Group” وبدعم من منتجي العلكة لمحاربة هذه الآفة الخطيرة التي تشوه المرافق العامة.
الغرامة الأعلى والأقدم تاريخياً، أقرّتها سنغافورة في العام 1992 ، حيث العلكة ممنوعة تحت طائلة السجن سنة كاملة ودفع غرامة مالية قدرها 5500 دولار أميركي لمن يتاجر بها ويحضرها إلى سنغافورة، وغرامة 500 إلى 1000 دولار لمن يمضغها في الشوارع العامة. إلا أنه في عام 2004 سمحت بنوعين من العلكة لا تباع سوى في الصيدليات فقط، الأول الذي يساعد المدخنين على الإقلاع عن التدخين والثاني يستخدم لتنظيف الأسنان.