تعيش منطقة عكار أجواء رافضة للواقع القائم حيال موضوع المقالع والكسارات وقضمهما المستمر لمساحات كبيرة في اماكن ومواقع مختلفة، وسط حالة من البلبلة، اذ انه، وكما درجت العادة في هذا الملف تقوم السلطات الرسمية المخولة حماية الغابات والجبال بتسهيل عمل وتغطية هذه الكسارات والمقالع!

هذا الواقع يسحب نفسه على بلدة بزبينا التي شهدت حركة نقل رمول كبيرة، ليتبين لنا في me.greenarea، وعلى أثر بلاغ وصل الى “المرصد الأخضر” التابع لـ “حزب الخضر اللبناني” أن “البلدية تقوم بمشاريع غير واضحة ولا تراعي الآليات التحضيرية والتنفيذية بما يتناسب مع طبيعة المنطقة”.

 

زعرور: أهم منتزه بلدي

 

وقد استنكرت رئيسة الحزب ندى زعرور التعديات الحاصلة وشددت على “ضرورة الاخد بالاعتبار أن “بزبينا مصنفة حمى طبيعي بموجب القرار من وزارة الزراعة رقم 591 تاريخ 30/12/1996، وهذا الحمى هو موضع اهتمام وزارة البيئة”، لافتة إلى أنه “يوجد ضمن نطاق المشاريع أهم منتزه بلدي معروف باسم وادي الدير (دير مار بولس وبطرس) مع امتداداته الطبيعية”، وقالت زعرور لـ greenarea.info: “يعتبر هذا الحمى من أهم المعالم البيئية والتراثية ذات الرمزية الدينية والثقافية التي تجمع ابناء المنطقة بكافة انتماءاتهم، بالاضافة الى ان ينابيع هذه المنطقة تؤمن المياه لكافة قرى وبلدات عكار”.

شكوى واعتراض

 

بعد تواصلنا مع الاهالي، وتزويدنا بالوثائق التي حصلوا عليها حول المشاريع، تبين ان هناك الكثير منها “تضع البلدية ومحافظ عكار أمام تساؤلات كبيرة حول مختلف تفاصيل المشاريع السابقة واللاحقة وآلية تنفيذها ودراستها والمستفيد منها”، بحسب ما أكد لـ greenarea.info أحد الناشطين البيئيين المتابعين لهذا الملف، وقال: “من ضمن هذه المشاريع مشروع الصرف الصحي المموّل بهبة من International Orthodox Christian Charity”، لافتا إلى أن “المثير للجدل فيه أن لا أحد من غير الموالين للمجلس البلدي يعرف شيئا عن تصميمه وتخطيطه وآلية تنفيذه”.

وتجدر الإشارة في هذا المجال، إلى أن دراسة الأثر البيئي لم تعرض على الناس وفق الأصول في اجتماع للعامة، كما يشترط ذلك مرسوم أصول تقييم الأثر البيئي رقم 8633 تاريخ 7 آب (أغسطس) 2012، “فالبلدية نظمت محاضر جلسة وهمية ولائحة أسماء ممن يناصرونها فقط وأسماء أخرى لا علم لها بالأمر وقدمتها إلى وزارة البيئة في تقريرين منفصلين، الأمر الذي دفع ببعض أبناء البلدة إلى تقديم شكوى واعتراض على آلية التحضير لمشروع الصرف الصحي لوضع الأمور في نصابها”، بحسب أحد أبناء البلدة.

تهكم وتهديد!

 

وبالمقابل درست وزارة البيئة الاعتراض، ورفعت الشكوى إلى البلدية مع ملاحظات فنية أخرى، ودعوة جديدة لاجتماع العامة بحضور مندوب وزارة البيئة والطاقة والمياه ومؤسسة مياه عكار (لبنان الشمالي) واتحاد بلديات الجومة، فما كان من أعضاء البلدية إلا المسارعة لنشر الشكوى على صفحة على الفيسبوك أطلقوا عليها “رصد المرصد”، وراحوا يشهروا بالمشتكين واتهامهم بتعطيل المشروع وتعريضهم للتهكم من جهة وللتهديد من جهة أخرى، علما بأن “المشروع قد تم تلزيمه إلى متعهد من بزبينا نفسها اسمه (ج. ع. ب) قبل عرض تفاصيل المشروع الفنية والهندسية وخطة الإدارة البيئية لحماية المياه الجوفية في بزبينا والآبار التابعة لمؤسسة مياه لبنان الشمالي والتي تضخ إلى كل عكار”، بحسب المصدر عينه.

 

إخفاء الخرائط ودفتر الشروط

 

كما أن ثمة مشروعا آخر للطاقة الشمسية بهبة أيضاً من الـ IOCC، وقد تم حفر باطن جبل حرجي بطول حوالي 150 متر تقريبا وعرض أربع أمتار لتركيب ألواح للطاقة الشمسية بتاريخ 15/05/2017، من دون أي مسوغ قانوني أو أي دراسة جدوى أو أثر بيئي، علما بأن الشركة المتعهدة لم تطلب الحفر بل طلبت تنظيف الأرض المجاورة للبئر لتركيب الألواح الشمسية، إلا أن أحد أعضاء المجلس البلدي فرض على المجلس إجراء مناقصة للحفر، وتم تقديم ثلاثة عروض لهذه الغاية، ونتيجة لاعتراض أحد المتعهدين على إخفاء الخرائط ودفتر الشروط، الغيت المناقصة وجرى التفاوض مع شريك أحد أعضاء المجلس البلدي وتلزيمه الحفر بقيمة 24 مليون ليرة لبنانية، حيث عاودوا الحفر بتاريخ 31 أيار (مايو) 2017، بناء على إذن من وزير المالية حمل الرقم 2379/2017 تاريخ 30 أيار (مايو) 2017، لاستعمال حوالي 1500 م2 بعدما تم توقيفهم في المرة الأولى بناء على إخبار لدى قوى الأمن.

الأهالي يناشدون

 

وبالمقابل وبموجب كتاب مدير عام الشؤون العقارية، رقم 2379/2017 تاريخ 4 أيار (مايو) 2017، واستناداً إلى كتاب بلدية بزبينا المسجل لدى مديرية الشؤون العقارية 2379/2017 تاريخ 21/04/2017، تشير المديرية إلى أن البلدية وبكتابيها رقم 4913/2016 تاريخ 25/08/2016 و 7036/2016 تاريخ 21/11/2016، طلبت الموافقة على استعمال واستثمار العقارات 1482، 1479، 1502، و 1510 والبالغة مساحتها على التوالي: 157115/م2، 5242/م2، 148543/م2، /129184/م2 لشق طريق وإنشاء حوض مائي، ثم طلبت لاحقاً تغيير وجهة استعمالها للعقارين 1482 و 1479 من حوض مائي إلى منتزه بلدي، والإبقاء على طلب فتح الطريق على العقارين 1502 و1510، ثم طلبت مؤخرا بتاريخ 21/4/2017 استعمال 1500م2 من العقار 1482 لتركيب محطة للطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء لمياه الشفة، فيما العقارات المشار إليها تقدر مساحتها، كالتالي: 1510: 256980م2، 1502: 249858م2، 1482: 236160م2، و1479: 6898م2.

يذكر في هذا المجال، بأن بزبينا عبارة عن منتزه بلدي، وتُقدر مساحات العقارات بما يقارب 750 ألف متر مربع من الأراضي الأميرية في منطقة بزبينا العقارية، ولناحية الحوض المائي فسبق وأن تقدمت البلدية بمشروع إلى الاتحاد الأوروبي لإنشاء حوض مائي في العام 2013 ورُفض لعدم جدواه، مما يذكر وبناء لمصادر من أعضاء المجلس البلدي كل هذه الطلبات لم تقونن في قرارات للمجلس البلدي.

لهذا توجه أهالي بزبينا عبر greenarea.info مطالبين “المؤسسات والوزارات المعنية، ولا سيما وزارات المالية والداخلية والبيئة، وكذلك الجمعيات البيئية والناشطين بتحمل مسؤولياتها والوقوف الى جانبنا في حماية بيئتنا وطبيعتنا والمياه الجوفية التي تغذي كل عكار، حيث تجاورها شبكة الصرف الصحي المزمع انشاؤها من قبل بلدية بزبينا”.

تساؤلات

 

كما وتساءل الاهالي: “كيف لرئيس بلدية، محام ويشغل منصب مستشار محافظ عكار وصاحب خبرة سابقة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي كما يقول، أن يختار مشاريع تهم بلدة بأسرها مثل منتزه بلدي أو حوض مائي أو مشروع صرف صحي او طاقة شمسية من دون دراسة وتشخيص لواقع وحاجات البلدة، وتحديد الأولويات بمشاركة الناس، وكيف يمكنه تنفيذ مشاريع مشابهة من دون وجود قرارات مجلس بلدي أو دراسات جدوى أو أثر بيئي؟ كيف يمكن له إخفاء تفاصيل المشاريع على الناس، وايهام وزارة البيئة بأنه سبق وعقد اجتماع للعامة في 16/11/2016، ومن ثم يتبعه بلائحة أسماء وهمية بالحضور لهذه الجلسة تحمل الرقم 184/ص تاريخ 18/03/2017 وكلهم من لون وفريق واحد، هو فريق البلدية باستثناء بعض الأسماء الأخرى التي عبرت عن امتعاضها لزجّ اسمها دون علمها؟”.

وأضافوا: “كيف لرئيس البلدية أن يرفض تسجيل طلبات الحصول على نسخ من قرارات المجلس البلدي وفقا للمادة 45 من قانون البلديات تسمح للناس الاطلاع على ما يجري طالما هناك تعتيم كلي على تفاصيل المشاريع وآليات التلزيم؟ ويُذكر هنا رفض رئيس البلدية تسجيل طلب من هذا النوع، حيث تقدم صاحب الطلب إثر ذلك بشكوى الى محافظ عكار مسجلة برقم 66/2017 تاريخ 01/04/2017”.

 

الحركة البيئية

 

في هذا السياق استنكرت مختلف الجمعيات البيئية والناشطين ما تتعرض له بزبينا من تشويه، كما واصدرت “الحركة البيئية اللبنانية” بيانا “استنكرت فيه ما يحصل في بلدة بزبينا في عكار”، ولفت البيان الى “وصول كافة أنواع الملوثات إلى غابات عذراء قل نظيرها في لبنان”، وطالب “البلدية أن تعي مستوى التهديد للمساحات الحرجية ولنوعية التربة وتكوينها الجيولوجي، الأمر الذي قد يهدد مصادر المياه الجوفية والسطحية”.

وقال البيان: “اننا نهيب بالبلدية أن تراجع عن قراراتها باستعمال واستثمار العقارات المشار إليها في كتابها إلى وزارة المالية”، ودعا البلدية “للتعاون في حماية غاباتها وتحضير ملف تحويلها إلى محمية طبيعية نظرا للتنوع والغنى الطبيعي والبيئي الذي تتمتع به”.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This