لا تزال المناقصات الطويلة الأجل المتعلقة بتحويل النفايات الى طاقة تراوح مكانها في اللجنة الوزارية التي يرأسها الرئيس سعد الحريري، وتشير المعلومات الى أن ملف هذه المناقصات لن ينجز قبل إتمام الانتخابات النيابية بسبب حساسية اختيار المواقع على طول الساحل اللبناني. سواء لجهة اختيار موقع في قضاء المتن أو في بيروت أو في ساحل عاليه والشوف.
في المقابل برز تطور لافت للانتباه على صعيد نتائج إعلان بلدية بيروت عن إجراء تأهيل مسبق لمقاولين للاشتراك بمشروع خطة التخلص من النفايات الصلبة Waste treatment facilities for Beirut Municipality. والتي جرى تمديدها شهر واحد انتهى في الثاني من حزيران (يونيو) 2017.
ويتبين من قائمة الشركات الأجنبية التي أعلنت عن نيتها المسبقة التقدم الى مناقصة بلدية بيروت، والتي تضم إنشاء محرقة للنفايات، أن شركات وازنة أودعت أوراقها ونجحت في نسج تحالفات مع شركات لبنانية باتت تحتل دوراً أساسياً في إدارة قطاع النفايات.
في المقابل يتضح أن القاسم المشترك بين جميع المناقصات المتعلقة بإدارة النفايات أن مجموعة أفيردا (سوكلين وسوكومي)، التي استحوذت على القطاع في بيروت وجبل لبنان لفترة تزيد عن 17 عاماً بات كلياً خارج المنافسة، بفعل عدم تقدمها الى غالبية هذه المناقصات، وخسارتها للمناقصات التي تقدمت اليها. راجع (https://greenarea.com.lb/ar/218756).
وكان موقع greenarea.info قد نشر تقريراً حول الشركات الطامحة للتقدم الى إعلان التأهيل المسبق راجع (https://greenarea.com.lb/ar/206521)، ويتبين من القائمة النهائية أن هذا التقرير قد جاء مطابقاً للقائمة النهائية بنسبة 90 بالمائة، الأمر الذي يؤشر لجدية هذه المناقصة.
يتضمن دفتر الشروط الذي أعد من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مجموعة من الشروط تبدأ بفرز المواد القابلة لإعادة التدوير، مروراً بعملية المعالجة البيولوجية للنفايات، وصولاً الى حرق ما تبقى بعد المرور بهاتين المرحلتين، أي أن نسبة الحرق يجب ان لا تتجاوز ٤٠ بالمئة كحد أقصى من إجمالي الكمية المرفوعة، وهذه الكمية يفترض طمرها أو حرقها، بحسب المعايير المتبعة في إدارة النفايات.
وينص دفتر شروط التأهيل المسبق للشركات على أن يكون هناك ائتلاف شركات (الحد الأدنى اثنان)، ويضم الائتلاف شركة أجنبية محترفة ومؤهلة، على أن تضم حكماً شريك لبناني من ضمن المصنفين من قبل “مجلس الإنماء والإعمار”، ضمن الفئات الثلاث المعتمدة، وهي الأبنية والإنشاءات الهندسية العامة والطرقات.
جهاد العرب على رأس القائمة
يبرز الى الواجهة الائتلاف الأبرز ضمن القائمة النهائية، الذي يضم شركة الجهاد للمقاولات (المملوكة من قبل جهاد العرب)، الى جانب – مجموعة CNIM الفرنسية، وهي من أبرز الشركات المتخصصة بتقنيات تحويل النفايات إلى طاقة، ولديها عقود تشغيل في العديد من الدول حول العالم. ويفترض أن تتولى مجموعة CNIM الفرنسية دور الهندسة والإشراف، كما يضم الائتلاف مجموعة SUEZ الفرنسية، التي فازت مع شركة الجهاد للمقاولات بعقد إعادة تأهيل مكبّ صيدا العشوائي لمصلحة وزارة البيئة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. ويفترض أن تتولى مجموعة SUEZ العمليات والصيانة.
الائتلاف الثاني يضم مجموعة MAN Enterprise (رئيس مجلس إدارتها ميشيل أبي نادر) وهي شركة لبنانية لديها فروع في عدة دول عربية وتملك خبرة واسعة في مجال الإنشاءات والأبنية. وتتولى مجموعة VINCI الفرنسية، وهي أيضاً من كبريات الشركات المتخصصة بتقنيات تحويل النفايات إلى طاقة، دور الهندسة والإشراف. ويتولى مهام العمليات والصيانة ضمن هذا الائتلاف شركة Urbaser الأسبانية، التي لديها خبرة واسعة في مجال إدارة النفايات. ولقد استحذوت شركة Firion Investments الصينية على هذه الشركة في أيلول (سبتمبر) 2016 بصفقة بلغت 1.4 مليار دولار من مالكها الرئيسي (ACS.MC) الأسبانية.
حمود وأزعور ويونس وعماش
الائتلاف الثالث ضمن هذه الصفقة يضم شركة حمود للمقاولات (المملوكة من قاسم حمود) وتتولى مجموعة Babcock & Wilcox Volund وهي شركة دنماركية معروفة ببناء المحارق حول العالم ولديها مشاريع لتزيد التقنية الخاصة بالمراجل ومعدات الاحتراق الأساسية في السويد وسنغافورة وغيرها من الدول.
الائتلاف الرابع يضم شركة رامكو (المملوكة من وسيم عماش) وهي تتولى حالياً أعمال جمع ونقل النفايات في قضائي المتن وكسروان بالائتلاف مع “شركة Atlas Yapı San” التركية. ولقد اختارت الشركة التقدم الى مناقصة معالجة النفايات في بيروت مع مجموعة Doosan Lentjes وهي ائتلاف لشركتين نمساوية وكورية، تشكلت عام 2011، ولديها مشاريع عدة لتحويل النفايات إلى طاقة حول العالم.
الائتلاف الخامس ضم أكثر من شركة لبنانية، الأولى هي Lavajet – Batco (المملوكة من أنطوان أزعور)، تتولى حالياً إدارة مكب النفايات في طرابلس، إلى جانب شركة Butec (المملوكة من نزار يونس). اما الشريك الأجنبي في هذا الائتلاف هو مجموعة Hitachi Zosen Inova السويسرية، وهي أيضاً من كبريات الشركات المتخصصة بتقنيات تحويل النفايات إلى طاقة.
شركة Chinook تعود رغم فضائح التزوير
العلامة الفارقة الأبرز في القائمة ، تضمنها الائتلاف السادس الذي يضم شركة LEAD Contracting & Trading وهي شركة مختصة بالبناء والنفط والغاز وتعمل في لبنان وقطر والإمارات العربية المتحدة. ويملك الشركة نزار أسعد وهو كندي من أصل سوري ومقيم في بيروت. ولقد اختار أسعد الائتلاف مع شركة Petrofac القطرية كشريك يتولى الهندسة والإشراف. أما الشريك الذي سيتولى العمليات والصيانة، فهي شركة CHINOOK URBAN MINING INTERNATIONAL LIMITED، (مديرها العام فراس الزلط) ولقد ذاع صيت هذه الشركة بعد أن أقر مجلس الوزراء في أواخر العام 2015 التعاقد معها لترحيل النفايات الى روسيا، قبل أن توجه اتهامات الى الشركة بتزوير تواقيع ومستندات في روسيا لتسهيل توقيع العقد. ولم يتم فتح ملف قضائي ضد الشركة في لبنان في حينها.
الائتلاف السابع على القائمة يضم شركة Hicon، لقد سبق لهذه الشركة أن خسرت مناقصة إنشاء مطمر برج حمود بعد أن تقدم بعروض أسعار بالائتلاف مع شركة ميلاد أبو رجيلي. يرأس مجلس إدارتها عماد الخطيب، وهو أحد رجال الأعمال المقربين من تيار المستقبل. واختار الخطيب الائتلاف مع شركة China Western Power Industrial كشريك للهندسة والإشراف، وشركة Dongfang Electric وهي شركة صينية متخصصة بتوليد الطاقة، ويفترض أن تتولى العمليات والصيانة ضمن الائتلاف.
اما الإئتلاف الثامن فيضم شركة البنيان للهندسة والمقاولات، التي يرأس مجلس إدارتها المهندس حسين علي صالح الموسوي عضو مجلس نقابة المقاولين. ولقد اختارت هذه الشركة الائتلاف مع SEPCOIII Electric Power الصينية وتعمل هذه الشركة في عدة دولة بينها السعودية وعمان والأردن وأندونسيا ونيجيريا.
